ما هو مقترح بوريل بشأن البرنامج النووي والدعوة لقبوله تحسبًا لأزمة خطيرة؟

الخميس ٢٨ يوليو ٢٠٢٢ - ١٠:٢٦ بتوقيت غرينتش

اكد الاكاديمي والباحث الدكتور وسام اسماعيل، ان تحذير وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل يأتي في اطار الدفع باتجاه الاتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني، معتبراً ان هذا ما يحرص عليه بوريل والاوروبيون ايضاً.

وقال اسماعيل في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الاشكالية في مسودة بوريل انها لم تقدم شيئاً جديداً، بل تتضمن حثاً اوروبيّاً للايرانيين للقبول بما يريده الامريكي وهنا تكمن الاشكالية.

واوضح اسماعيل، ان تحذير بوريل يأتي في اطار الحث وينطلق من فرضيات اما ان يوافق الايرانيون واما انهم سيتعرضون لمزيد من العقوبات، مشيراً الى ان موريل سقط سهواً او عن تعمد، معرفة ان الظروف الدولية قد تغيرت وهو لم يقدم شيئاً جديداً او مشروع تسوية جديدة، وانما يوجد مجرد تجميع للافكار التي سبق وان تحدث عنها الجانبان الايراني والامريكي.

وشدد اسماعيل على ان موريل ركز على فكرتين، الاولى ضمانة جوبايدن بعدم الانسحاب الاحادي الامريكي بشخصه، ولكن هذا الامر لا ينفع مع المؤسسة الدستورية الامريكية، والثانية يمكن لمس نوع من حث للشعب الايراني للضغط على حكومته من اجل القبول بهذا الاتفاق، معتبراً ان كلمة افضل الممكن، تعني بانه على الايراني ان يتناسى حقوقه ليحصل على صفقة جيدة.

واضاف اسماعيل، ان تحذير موريل في ظل الظروف والواقع الدولي كلها تشير ان العقوبات لم تعد تجدي نفعاً على الجمهورية الاسلامية في ايران.

من جانبه، اعتبر النائب السابق في البرلمان الايراني د. ناصر السوداني، ان المقترح الاوروبي لا جديد فيه، وان من حق الجمهورية الاسلامية المشروع استخدام الطاقة النووية السلمية في المجالات العلمية.

وقال السوداني: ان هناك ارادة امريكية مهيمنة على المقترح الاوروبي الذي قدمه بوريل، وعلى كل المفاوضات السابقة، مؤكداً ان امريكا لا تريد من ايران ان تتقدم الى الامام وتصبح كقوة صناعية وتقنوية في المنطقة.

واوضح السوداني، ان القيادة الايرانية جربت الولايات المتحدة في عدة مجالات، وحالياً لا يوجد اي ثقة للايرانيين بالنسبة للامريكيين، مشيراً الى ان كافة مطالب ايران هي التركيز على ان الطاقة النووية تقنية حديثة في العالم، ومشروعية حقها في الاستفادة منها.

واضاف، ان ايران حضرت المفاوضات وساهمت بكل شفافية وصراحة وبينت مطالبها وابرزها رفع الحظر عنها كبادرة للتوصل الى اتفاق نووي.

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور يحيى حرب، انه لم يتم الاطلاع على النص الرسمي لمبادرة بوريل، ولكن تم الاطلاع على آرائه وافكاره حسب ما نشرها في مقاله لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وقال حرب: ما ورد في هذا المقال ان موريل اجاب عن كل الاسئلة بشكل واضح التي كانت تعرقل الاتفاق النووي الايراني حسبما ما هو منشور اعلامياً، حيث قال بان الاتفاق يعنى فقط بالمسائل المتعلقة بالمسألة النووية، وهو ما اسقط كل الكلام السابق الامريكي والاسرائيلي وبعض العرب الذين كانوا يحاولون ادخال مسائل اخرى مثل الصواريخ الباليستية والدور الاقليمي لايران في المنطقة وحلفائها وما الى ذلك، ولكن بوريل حصر الامر بالاتفاق النووي وحسب، دون اي شيء آخر.

واوضح حرب، ان النقطة الثانية التي اشار اليها بوريل في مقاله الصحافي، بان المطلوب هو رفع جميع انواع الحظر عن الجمهورية الاسلامية، مشيراً الى ان هذه النقطة تحتاج الى علامة استفهام كبيرة، باعتبار ان هناك خلافات حول رفع بعض العقوبات عن ايران وبعض الاستثناءات التي تقول امريكا بانه لا علاقة لها بالاتفاق النووي، وهذا يدل على ان بوريل بيّن بان العقوبات كانت من خارج الاتفاق ويجب ألا يشملها الاتفاق، ومن هنا كانت ايران مصرة على رفع جميع العقوبات الامريكية مرة واحدة، باعتبار انه لا يصح التوصل لاتفاق ويفرضوا العقوبات على الشعب الايراني وعلى المؤسسات الايرانية.

واضاف حرب، ان هناك خطوة متقدمة في مبادرة بوريل، وهي ان اوروبا والامريكيين مصممين على استدامة الاتفاق الجديد، اي ما كانت تطالب به ايران وهو ضمانات لعدم الانسحاب الامريكي مرة اخرى من الاتفاق النووي كما فعل ترامب في المرة السابقة، حيث قال بوريل ان هذا الكلام موثق من الرئيس بايدن ومن جهات امريكية لم يسمها.

واكد حرب، يمكن فهم بالاعتماد على نص بوريل الصحافي الوارد، ان هناك محاولة اوروبية جادة لتحريك عجلة الاتفاق النووي، لكن يجب ان تترجم على ارض الواقع.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/6284998