جدار جنين يفجّر الخلاف بين أجهزة كيان الاحتلال

جدار جنين يفجّر الخلاف بين أجهزة كيان الاحتلال
الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠٢٢ - ١١:٤٦ بتوقيت غرينتش

كشف موقع "والا" عن خلافات بين جيش الاحتلال الصهيوني والأجهزة الأمنية حول جدار الفصل العنصري الذي تبنيه سلطات الاحتلال حول مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، حيث يرى الجيش ضرورة تشييده فيما ترى الأجهزة الأمنية أنه "قنبلة موقوتة" ستنفجر مع استكمال بناء الجدار.

العالم - الاحتلال

وكتب أمير بوحبوط في الموقع يقول: "بدأت وزارة الأمن (الحرب) ببناء الجدار عند خط الالتحام في منطقة جنين، وحاليًا تخشى مصادر أمنية من أنه كلما تقدمت الأعمال التي من المفترض أن تمنع عددًا كبيرًا من الفلسطينيين من الدخول لـ"إسرائيل" (الأراضي المحتلة عام 1948) بطريقة غير قانونية، فإن أعمال العنف والإرهاب في المنطقة ستتزايد"، حسب تعبيره.

ويضيف: "البناء، الذي تأجل بعد ضغط فلسطيني-أميركي على خلفية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ينفذ حول منطقة جنين، التي تحوّلت في النصف سنة الأخيرة إلى بؤرة إرهاب وعنف خرج منها مخربون (مقاومون) لتنفيذ عمليات في قلب "إسرائيل"".

وتقدّر مصادر في المؤسسة الأمنية الصهيونية على ما ينقل بوحبوط أن أعمال البناء كلما تقدمت إلى البؤر الأساسية التي يشاهد منها الفلسطينيون الجدار، سيبدأ الاحتكاك الحقيقي مع المعارضين لبنائه.

وتؤكد هذه المصادر أن الجدار سيضرّ بمعيشة عمال "غير قانونيين" اعتادوا على الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948 بشكل حر (غير قانوني) للعمل فيها، كما سيضرّ بكل محاور التهريب في المنطقة، وهذا سيدفع المقاومين والعمال "غير القانونيين" للانتقال إلى مناطق أخرى.

ويشير الموقع العبري إلى أن الحكومة الصهيونية قدمت ميزانية خاصة لوزارة الحرب لبناء الجدار للحد من انتقال المقاومين والعمال الفلسطينيين إلى داخل أراضي 1948، ونُفذ تخطيط هندسي، وبدأت أعمال تطوير بجانب السياج الحدودي المهشّم القديم والذي يحتاج إلى صيانة، لكنها توقفت بسبب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لفلسطين المحتلة.

وتوضح مصادر في المؤسسة الأمنية أن الخشية كانت من أن يثير بناء الجدار مظاهرات عنيفة واحتجاجات، ولذلك تقرر إيقاف الأعمال على الأرض والاكتفاء بحماية المنطقة عبر كتائب إضافية من الجيش، في حين ادعت مصادر في وزارة الحرب أن أعمال البناء توقفت بسبب الأعياد التي احتفل بها عمال المتعهد المسلمون.

وكشف بوحبوط وجود خلافات بين وزير الحرب بني غانتس، وجيش الاحتلال وجهاز الشاباك حول كيفية حل المشكلة، وقال: "في المؤسسة الأمنية يحذر المسؤولون من أنه يجب الاتفاق بسرعة على حلّ.. فلسطينيون كثر، ليس لديهم تصريح أمني للدخول إلى "إسرائيل" (أراضي الـ 48)، سيظلون بدون عمل، وهذا قد يُشعل المنطقة".

ويقول مصدر أمني صهيوني آخر إن "هذه قنبلة موقوتة، إذا لم نجد حلًا للمشكلة الاقتصادية، فمجرد إغلاق الجدار على اللواء المناطقي مناشيه سيبدأ العنف.. نحن نرى منذ الآن فلسطينيين لا يتأثرون من إطلاق النار من مقاتلي الجيش في الهواء، لأنهم يعلمون أنهم من دون معيشة ليس لديهم مكان يلجأون إليه".