النفط الإيراني..الحرج الأكبر للأميركي وأتباعه في لبنان 

النفط الإيراني..الحرج الأكبر للأميركي وأتباعه في لبنان 
الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠٢٢ - ١٢:٢٦ بتوقيت غرينتش

قبل أشهر وصلت سفن محملة بالفيول الإيراني إلى لبنان بمبادرة من حزب الله وتمويل من رجال أعمال لبنانيين، من أجل المساهمة في حل مشكلة الفيول التي يعاني منها اللبنانيون.

العالم - كشكول

وحينها مجرد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن إستقدام الفيول، إستنفر السفارة الأميركية في بيروت وكل من يعمل لديها من قوى وأحزاب سياسية للتصويب على المبادرة والكشف عن إستقدام للغاز والنفط من الأردن ومصر عبر سوريا "لإنقاذ" لبنان من قبل واشنطن.. ولم يحصل شيء.

قبل أيام طرح السيد نصرالله مبادرته الواضحة والمباشرة، (فلتطلب الحكومة اللبنانية النفط من إيران وحزب الله مستعد لإيصاله مجانا، وذلك لتشغيل محطات غنتاج الطاقة الكهربائية وتأمين ما بين 10 و14 ساعة كهرباء في اليوم).

مجرد إعلان السيد نصرالله عن هذه المبادرة، وجد الأميركي ومن معه في لبنان في وضع حرج للغاية. وللدلالة على ذلك يكفي تتبع موقف زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي دعا الحكومة لقبول طلب السيد نصرالله، ولكن ليس حبا في حل المشكلة، بل لإظهار أن الحزب لن يستقدم النفط الإيراني كما يقول. طبعا هذا المنطق يكشف عن حرج كبير يعيشه وكلاء السفارة الأميركية في بيروت.

طوابير الناس أمام الأفران والغضب المتزايد يوميا من غياب الكهرباء والفيول بدأ يلقي بثقله على الاحزاب المحسوبة على واشنطن، فأنصار هذه الأحزاب يقفون لساعات أمام الأفران للحصول على الخبز، ومعظمهم لا يستطيع إيجاد البنزين، ناهيك عن إنقطاع التيار الكهربائي.

في المقابل يقول قائل، لماذا لا تأتي واشنطن بالفيول عبر سوريا من مصر والأردن؟ لماذا بعد أشهر من إعلان السفيرة الأميركية دوروثي شيا إستقدام الفيول من هناك لم يرَ اللبنانيون أي خطوة فعلية على الأرض، بينما حين وعد حزب الله بإستقدام الفيول الإيراني وفى بوعده؟
للحكم على هذا المشهد يمكن أن ننظر إلى الموضوع من زاوية "الوطنية".

حين طرح السيد نصرالله موضوع النفط في المرة الأولى، أعلن صراحة قبول حزب الله بأي نفط يأتي من الخارج لحل مشكلة الناس، حتى لو من الولايات المتحدة أو السعودية (حليفا من القوى اللبنانية التي تصوب على الحزب في كل مناسبة). حينها وضع السيد نصرالله الكرة في ملعب تلك القوى، وكانت أمام فرصة مهمة لإثبات وطنيتها.. ولم تفعل.

اليوم حزب الله يطرح مبادرة النفط الإيراني مجددا، والمتوقع أيضا ألا يبادر أي حزب من وكلاء واشنطن إلى تلقفها وقبولها، لأن الوطنية لا تحكم عمل الكثير من هذه الأحزاب، بل المصالح والتمويل الذي يأتي من الإدارة الاميركية واطراف أخرى.

لكن ما لا تنتبه إليه هذه الأحزاب، هو أن القبول الشعبي لمبادرة السيد نصرالله (ومن داخل بيئة هذه الأحزاب أيضا) سيكون عامل إحراج إضافي لها، خاصة وأن اللبنانيين بدأوا يدركون أن سبب الأزمة التي يعيشونها هو سياسات واشنطن عبر وكلائها في لبنان، وليس حزب الله وحلفاؤه.