لماذا بسام السعدي؟

لماذا بسام السعدي؟
الخميس ٠٤ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

هذا كان عنوان في احد الصحف "الاسرائيلية" بعد اعتقال القيادي في الجهاد الاسلامي بسام السعدي في مخيم جنين مصابا ، لماذا بسام السعدي وكانت الاجابة واضحة ان خطورة الرجل تكمن بانه كان عامل وحدة وتوحيد لفصائل المقاومة وتحديدا للجهاد وفتح في المواجهات الاخيرة التي شهدها المخيم والتي ازعجت الاجهزة الامنية الاسرائيلية وجعلت مخيم جنين هدفا رئيسا للاحتلال الاسرائيلي.

العالم - قضية اليوم

من هو الشيخ بسام السعدي الرجل الذي لم يصل الى العالمية ولم يلبس يوما ثيابا رسمية ولم يكن من رواد الفضائيات، بسام السعدي لاجىء فلسطيني تسكن عائلته مخيم جنين منذ العام ١٩٤٨ وهو من عائلة فلسطينية معروفة وعريقة. انتمى السعدي لحركة الجهاد الاسلامي وكان من احد قادتها على مستوى الضفة الغربية لكن الرجل كان دائما يفضل العمل في الظل وليس من الباحثين عن الشهرة وهذا قد يكون احد طباع قادة الجهاد وهو ابتعادهم عن الاعلام والظهور ، في الانتفاضة الثانية وما لايعرفه الكثيرون عن الشيخ السعدي انه فقد نجليه في اشتباكين مختلفين مع قوات الاحتلال في العام ٢٠٠٢ وهما التوأم عبد الكريم وابراهيم وحتى ابناءه الاخرون فقد اصابهم وابل الاعتقال والاصابة ،اما هو فامضى اكثر من خمسة عشر عاما في سجون الاحتلال وكان احد مبعدي مرج الزهور ، السعدي برز ليس كقائد حزبي في جنين وانما كقائد فلسطيني ويعتبره الكثيرون رمزا للفكر الوحدوي من خلال قدرته على جمع الفصائل الفلسطينية حوله وابتعاده عن اللغة الفئوية الضيقة التي اصابت الفلسطينيين بشكل كبير في السنوات العشرين الاخيرة ، اليوم لماذا بسام السعدي ولماذا مخيم جنين ؟ الاجابة لانً ازمة الاحتلال الاسرائيلي تكمن ليس في الفعل المقاوم فقط وانما في تكوينه وصيرورته لان الفعل المقاوم بحد ذاته ممكن للاحتلال ان يتعامل معه بكل قوة مع القدرات العسكرية الاسرائيلية الكبيرة ، لكن المشكلة في استمرار الفعل وتحوله على الارض الى دافع للوحدة والتماسك بين المكونين لهذا الفعل وعليه فان السعدي الذي يعتبر عنصرا وحدويا في جنين كان لا بد من اعتقاله وتغييبه وابعاده عن المشهد ومن كمثله ليسهل اختراقه وزرع الفتن فيه وتغيير وجهة السلاح المقاوم الى هدف اخر ، لا اعتقد وحتى الاحتلال لا يعتقد ان السعدي يحمل السلاح لكن الفكر الذي يحمله الرجل هو الاخطر بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي الذي يرى في جنين ومخيمها ليس حالة مقاومة فقط وانما حالة وحدة مزعجة فكيف يختلط ابن الجهاد بابن فتح في مواجهة مع اليات الاحتلال التي تجتاح المخيم بين الفينة والاخرى ، ان هذه الفكرة بحد ذاتها اخطر بكثير من الاشتباك المسلح ، وعليه فان اي صوت يدعو للوحدة او قادر حتى ان ينطق بالوحدة فان التغييب في السجون سيكون مصيره قد تكون هذه هي الرساله الاهم التي اراد الاحتلال ان يرسلها من خلال الوحشية في اعتقال الشيخ بسام السعدي .

فارس الصرفندي