الحوار المصري... المعارضة ترضى بمعادلة إطلاق السجناء

الحوار المصري... المعارضة ترضى بمعادلة إطلاق السجناء
الإثنين ١٠ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٤ بتوقيت غرينتش

تسيطر حالة من الاستياء على عدد من الشخصيات السياسية المشاركة في الاجتماعات التحضيرية للحوار الوطني المصري، لكنها مع ذلك تبقي على مشاركتها لضمان إطلاق أعداد من السجناء والناشطين السياسيين.

العالم-مصر

ووجّه الجهاز الأمني المشرف على الحوار الوطني في مصر، تحذيرات إلى المشاركين فيه من الأحزاب والقوى المعارضة، لعدم نقد مسار الحوار في الوقت الحالي، خصوصاً مع اقتراب إتمام اتفاق القرض الجديد مع صندوق النقد الدولي، وعقد قمة الأمم المتحدة للمناخ "COP27" في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في شرم الشيخ.

تجميل صورة الحوار الوطني المصري

وقال مصدر مطلع على المباحثات القائمة بين السلطة وممثلين عن المعارضة، لموقع "العربي الجديد" إنه "في الأغلب، سيتم الإفراج عن مجموعة من المعتقلين من ذوي الأسماء المشهورة خلال الفترة المقبلة، كمحاولة لتجميل صورة الحوار الوطني في الخارج، وبخاصة لو صدقت الأنباء عن حضور الرئيس الأميركي جو بايدن، قمة المناخ المرتقبة".

وأوضح المصدر أنه "في حال حضور بايدن إلى مصر، فبالتأكيد سيقابل ذلك ثمن ستدفعه السلطة المصرية، قد يصل إلى الإفراج عن نشطاء بارزين، وقد يكون من بينهم الناشط علاء عبد الفتاح، والمحامي الحقوقي زياد العليمي".

ووفقاً لحديث سياسي ينتمي حزبه إلى "الحركة المدنية الديمقراطية" المشاركة في الحوار، والتي تضم أحزاباً وشخصيات معارضة، لـ"العربي الجديد"، فإن "الدافع الوحيد الذي بات يجعل الكثير من المحسوبين على معسكر المعارضة يتواجدون ضمن مسار الحوار البطيء، هو فقط من أجل إطلاق سراح أي أعداد، مهما كانت قليلة، من السجناء السياسيين والنشطاء المحبوسين في سجون النظام".

وقال السياسي المصري، إنه "في البداية، كان لدى الكثير من المشاركين أمل كبير في تحقيق أي تقدم على مستوى الأزمات الحقيقية التي تعانيها الدولة، وفي مقدمتها حالة الانغلاق السياسي، وانفراد الرئيس وشخصين أو ثلاثة من دائرته، بالقرارات المصيرية التي يتحدد على أساسها مستقبل الوطن".

وتابع "لكن هذا الأمر اتضح عدم جدواه مع مرور الوقت، وأنه لا توجد أي نية لدى القيادة السياسية لتعديل طريقة تفكيرها أو إبدائها استعداد لمشاركة غيرها من القوى الوطنية والمختصين الحقيقيين في اتخاذ القرارات، وتحديداً القرارات الاقتصادية".

من جهته، أكد سياسي حزبي آخر مشارك في الحوار الوطني، الأمر ذاته، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على أنه "لو كانت المعادلة الحالية تقول إننا نشارك في الحوار مقابل التزام السلطة بإطلاق سراح السجناء السياسيين، فسنعتبر هذا هو المكسب شرط تنفيذه". وأضاف: "بالطبع ندرك جيداً أن الهدف هو وجودنا بالأساس لأسباب متعلقة بأطراف خارجية، وليس رغبة من السلطة الحالية في تصحيح الأوضاع".