هكذا رسبت اجهزة امن الاحتلال في الاختبار 

هكذا رسبت اجهزة امن الاحتلال في الاختبار 
الخميس ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

يبدو ان اجهزة الامن "الاسرائيلية" والتي كانت دوما تدعى بأنها تحاول ان تتسم بالحكمة والعقلانية في التعاطي مع الواقع الفلسطيني بسبب تقديراتها المسبقة فقدت العقل ايضا وانضمت الى باقي المنظومة الاسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين وتحديدا في مدينة القدس.

العالم - قضية اليوم

هناك مثل فلسطيني شهير يقول (اذا انجنوا ربعك، عقلك ما بفيد) وهو ما ينطبق اليوم على اجهزة امن الاحتلال، فحصار مخيم شعفاط والتعاطي بلغة القبضة الحديدية معه تحت مسمى البحث عن منفذ عملية حاجز شعفاط يقود الامور الى عكس المطلوب والمرجو ، فالاشتباكات في الساعات الماضية لم تقتصر على القدس والمخيم والبلدات المحيطة بل امتدت لتصل الى كل الجغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية، ((لقد فقدنا السيطرة على القدس )) هذا العنوان تناقلته وسائل الاعلام الاسراِئيلية على مدار الساعات الماضية بعد انتشار الاشتباكات في كل مدينة القدس وضواحيها، احد الاسرائيليين قال لم تمر سيارة اسرائيلية في بيزغات زئيف الا واصيبت اما بالحجارة او الزجاجات الحارقة و الفلسطينييون ينتشرون في كل الزقاق ، من هنا نستطيع ان نفهم المفاجاة التي اصابت الاحتلال واجهزة الامن الاسرائيلية وان نستشرف المقبل بقليل من القراءة المتأنية ، المفاجاة ان العملية تمت في قلب القدس من مقدسي على حاجز عسكري يفترض انه يؤمن الحماية للاسرائيليين من الفلسطينيين الذين قد يستللون الى مدينة القدس، لكن العملية جاءت لتقلب كل الادعاءات وتؤكد ان الخطورة لا تاتي فقط من الضفة بل هي بين ظهرانيكم في قلب المدينة المقدسة، ثم تاتي المفاجاة الثانية ،المنفذ معروف معلوم مكان تواجده وتمر ايام خمس دون ان تستطيع اجهزة الامن بكل امكانياتها وشرطة الاحتلال وجيشه ان يصلوا الى الشاب الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من العمر ، لكن حقيقة المفاجاة الكبرى هي التي لم تات بعد والتي تقوم على حالة التضامن وامتداد المشهد الى ما بعد بعد القدس واقصد المناطق المحتلة عام ٤٨ وهنا تكون المعضلة التي لا حل لها ، اذا كان جهاز الامن العام الشاباك يحذر من انتفاضة فلسطينية كبرى فعليه اليوم ان يدرسها بشكل جيد لان الامتداد هو الاهم والشكل والاسلوب هما ايضا سيغيران من النتيجة النهائية لان الاجيال تغيرت وتبدلت وما كان ممكن ان يقمع ويحصد اصبح اكثر تجذرا ومضاء .

فارس الصرفندي