شاهد.. باريس على صفيح ساخن

الثلاثاء ١٨ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٦ بتوقيت غرينتش

وجها لوجه باتت المعركة بين نقابات العمال الفرنسيين والحكومة، بعد وصول الجانبين الى طريق مسدود بينما الاضرابات تشل قطاع النفط في فرنسا.

العالم - خاص بالعالم

هنا في العاصمة باريس نزل الالاف الى الشوارع احتجاجا على السياسات الحكومية لمواجهة ارتفاع غلاء المعيشة والاوضاع الاقتصادية المتردية اضافة الى المطالب القديمة المتجددة لرفع الرواتب، والتوقف عن إجبار العاملين المضربين في المصافي ومستودعات الوقود على العمل.

تظاهرات واحتجاجات تأتي بموازاة اضراب دعت اليه قطاعات عمالية في القطاع العام كالنقل والكهرباء والوظائف الحكومية والمدارس والجامعات والصحة، وأيضا بعض كبريات شركات القطاع الخاص، وبحسب صحيفة لوموند فإن الاوضاع الراهنة تعد اكبر تحد يواجه الرئيس ايمانويل ماكرون ضمن فترة رئاسته الثانية.

دعوات للتعبئة تشهدها فرنسا في سياق، يقول متابعون انه بات قابلا للاشتعال بسبب الإضراب في مصافي التكرير، الذي عطل بشكل كبير توزيع الوقود في جميع أنحاء البلاد منذ نحو أسبوعين، خصوصا في الشمال والوسط ومنطقة باريس،وبات الفرنسيون مضطرين لتمضية ساعات طويلة من اجل الحصول على وقود لسياراتهم..وكانت المفاوضات بين النقابات والحكومة قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب إضرابات العاملين في مستودعات النفط، ما أدى لحدوث أزمة وقود حادة.

بالمقابل ردت الحكومة على تلك التطورات عبر استدعاء المضربين من أجل إعادة فتح بعض مستودعات الوقود، كما استدعى الرئيس إيمانويل ماكرون الإثنين رئيسة الوزراء إليزابيث بورن والوزراء المعنيين لتقييم الوضع المستجد في البلاد.

لكن عدم رضى ملايين الموظفين حيال التضخم الذي يؤثر على القوة الشرائية، والتشديد المقبل لقواعد إعانات البطالة، وإصلاح المعاشات التقاعدية المتوقع في نهاية العام،يعتبرها مراقبون جملة من الأسباب التي تقف وراء ارتفاع منسوب التوتر الداخلي.

وتأتي هذه التحركات غداة تظاهرة ضد غلاء المعيشة نظمتها الأحزاب اليسارية في باريس وشهدت اعمال عنف بين محتجين وقوات الامن الفرنسية في وجه اخر يعكس حال التشنج في الوسط الفرنسي، بما يبدو انعكاسا لازمة واسعة تعيشها البلاد على خلفية الاوضاع غير المستقرة لمصادر الطاقة في القارة العجوز،بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا ووقف امدادات الغاز الروسي الى اوروبا.