'عرين الاسود' نار وجحيم على المحتل وتمهيد لانتفاضة ثالثة

'عرين الاسود' نار وجحيم على المحتل وتمهيد لانتفاضة ثالثة
الثلاثاء ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢ - ١١:٠١ بتوقيت غرينتش

قال تعالى في محكم كتابه المجيد عن اليهود انهم (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) وتلك هي حقيقة هؤلاء القوم المحتلين المغتصبين لارض فلسطين اليوم.

العالم - كشكول

اتبعوا سياسة التصفيات الجسدية مع فلسطينيي الضفة الغربية اصحاب الارض الحقيقيين منذ ما تسمى بـ"عملية السور الواقي او الجدار الواقي ببناء الجدر العازلة ثم تبني المخابرات الاسرائيلية العمليات الاجتثاثية او ما تسمى باسم (جز العشب) التي تستهدف الخلايا المقاومة المسلحة في الضفة.

ابتنيت عمليات "جز العشب" البائسة لتي طرحها وزير حرب الكيان "بيني غانتس" قبل اربع سنوات "وخلاصتها ان المحتل الاسرائيلي يسعى لعدم السماح للفلسيطينيين بتشكيل قوة مقاومة ضاربة قادرة على المواجهة بشكل دائم"، ابتنيت اساسا على فكرة الانتظار حتى تنمو الخلايا المقاومة المسلحة، ثم جزها مرارا وتكرارا بتفكيك بناها التحتية ومداهمة ورشها التصنيعية الخاصة بتهيئة العبوات الحارقة والاسلحة الخفيفة والمتوسطة.

لكن فات هؤلاء المحتلون ان العشب كلما تكرر اجتزازه كلما ازداد قوة في جذوره ومتانة وصلابة، وذلك ما يعرفه اي فلاح او بستاني يعمل في جز العشب المتنامي اطراف الاشجار.. والنتيجة لن تكون لصالح ذلك القابع خلف الجدر العازلة والمستوطنات المحصنة مع تنامي صلابة وهمم الفلسطيني المقاوم المدافع عن ارضه وعرضه، كما هو حاصل اليوم "لازال جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عمليات أمنية مكثفة في الضفة الغربية المحتلة ويتعامل مع الفلسطينيين باسلوب التصفيات الجسدية المتواصلة.

ان المواجهات والاشتباكات التي تدور حاليا في نابلس وبالامس في جنين بل وفي عموم الضفة المحتلة هي محاولات بائسة يائسة تتعمد استهداف مجموعات "عرين الأسود" وكتائب جنين التي تسعى لإعادة توحيد الصف الفلسطيني وكذلك إنارة صورة المقاوم الفلسطيني الذي لا يخشى عنجهية الاحتلال، رغم ما يتضمن ذلك من اعتقالات واغتيالات واقتحامات حتى وصل عدد شهداء نابلس ليلة امس واليوم الى 5 شهداء هم (حمدي صبيح رمزي قيم "30 عاما"، وعلي خالد عمر عنتر "26 عاما"، وحمدي محمد صبري حامد شرف "35 عاما"، ووديع صبيح حوح "31 عاما"، ومشعل زاهي أحمد بغدادي "27 عاما") الذين تم تشييعهم اليوم في نابلس محاطين بالاعلام الفلسطينية والرايات السوداء وسط ترديد المشيعين لهتافات وطنية منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

انها واحدة من المحاولات البائسة اليائسة الفاشلة لانهاء المقاومة المسلحة، وتحديدا اليوم يحاول المحتل جاهدا استهداف محو ظاهرة "عرين الاسود" من الخارطة لما تشكله من خطورة على الاحتلال تمتد مساحتها لتشكل عموم الضفة الغربية من جنين الى نابلس الى طوباس وطول كرم وقلقيلية وسلفيت واريحا ورام الله والبيرة والقدس المحتلة وبيت لحم والخليل وبالتالي عموم ارض فلسطين المحتلة، ما تعني انها تُمَهِّد لانتفاضة ثالثة تقض مضاجع المحتل العنصري المؤقت.

يرى الخبير بالشؤون الإسرائيلية عادل شديدا، إن ما يزعج الاحتلال من مجموعات "عرين الاسود" وكتائب جنين، ليس فقط تنفيذهم للعمليات الاستشهادية وطعن الجنود الاسرائيليين وسلب الامن من الصهاينة، انما النقطة الاهم هي اعادة توحيد الصف الفلسطيني الى درجة ان شخصيات مهمة بالسطلة الفلسطينية اشادت بعمليات "عرين الاسود"، وهذا بعكس ما يريده كيان الاحتلال الاسرائيلي حيث كان يعول على السلطة من أجل التنسيق الامني فوجد ان مساعيه باتت وكأنها "هواء في شبك".

رهاننا المؤكد دائما وابدا ان المحتلل الاسرائيلي مهما تغطرس وتفرعن وزاد من عنجهيته وصلافته الدموية، لم ولن يستطع تحييد المقاوم الفلسطيني ولا المقاومة الفلسطينية، وذلك لان الشارع الفلسطيني يرى ان كل مقاومة ضد الاحتلال هي جزء لا يتجزأ من المقاومة الفلسطينية العامة المُحِقّة وجزء من استراتيجية تحرير فلسطين المغتصبة.. كل فلسطين.

السيد ابو ايمان

كلمات دليلية :