المانيا تتباكي على مواطنة إيرانية كردية.. ماذا عن الاف الأكراد ضحايا سلاحها الكيميائي؟!

المانيا تتباكي على مواطنة إيرانية كردية.. ماذا عن الاف الأكراد ضحايا سلاحها الكيميائي؟!
الإثنين ٣١ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٨:٤٤ بتوقيت غرينتش

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك امس الاحد في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني "أننا نعد حزمة عقوبات أخرى (على ايران) وأننا سنبحث في الكيفية التي يمكن لنا بها أن ندرج الحرس الثوري أيضا كمنظمة إرهابية" على خلفية اعمال الشغب التي شهدتها ايران في أعقاب وفاة موطنة ايرانية من اصول كردية.

العالم كشكول

المانيا التي تذرف دموع التماسيح على الشعب الايراني وعلى موت فتاة ايرانية؛ ايديها ملطخة حتى المرفقين بدماء الاف من ابناء الشعب الايراني، الذين استشهدوا وجرحوا بالاسلحة الكيمائية التي زودت بها الطاغية صدام خلال الحرب التي فرضها الغرب على ايران من عام 1980 وحتى عام 1988.

مشاركة المانيا في قتل اطفال ونساء ايران بالاسلحة الكيميائية، ليست تُهمة تطلقها ايران جزافا ضد المانيا، بل هي مشاركة مباشرة في الحرب، اكدتها منظمات وجهات دولية، وبأدق التفاصيل، الامر الذي يكشف مدى نفاق المانيا التي تاتي اليوم لتزعم انها تقف الى جانب الشعب الايراني، الذي ما كان لطاغية مثل صدام ان يزهق كل تلك الارواح الطاهرة من ابناء الشعب الايرني لولا المانيا وتزويدها الطاغية بالاسلحة الكيميائية.

رغم مرور 34 عاما على انتهاء الحرب التي فرضها الغرب على ايران من خلال تحريض الدكتاتور صدام حسين، هناك في ايران اليوم ٦٠ الف معاق بالاسلحة الكيميائية على قيد الحياة، بينهم ١٢٠٠ إمرأة تقريبا.

وفقا للوثائق التي رفعت عنها السرية في "الأرشيف الوطني في كوليدج بارك، ماريلاند"، دعم الغرب الطاغية صدام في استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب المفروضة على ايران. وذكرت التقارير الرسمية بان الجيش العراقي شن 350 هجوما بالاسلحة الكيماوية ضد القوات العسكرية الإيرانية، وأكثر من 30 هجوما ضد المدنيين الإيرانيين، وكانت هناك أيضا هجمات كيميائية اخرى من قبل الجيش العراقي على بعض المراكز الطبية والمستشفيات الإيرانية. وفقا لمقالة صحيفة "ستار-ليدجر" نشرت عام 2002، أن 20,000 جنديا ايرانيا قتلوا على الفور نتيجة اصابتهم بغاز الأعصاب، و 5000 شخصا من الناجين لايزال يواصلون علاجهم، بينما يواصل 1000 شخصا آخر علاجهم وهم راقدين في المستشفيات. مع ان بروتوكول جنيف حظر استعمال الأسلحة الكيميائية في النزاعات المسلحة الدولية، ولكن دعم الغرب الجيش العراقي في استخدام السلاح الكيماوي، لإبعاد إيران من الانتصار.

استخدم الجيش العراقي الأسلحة والقذائف الكيمائية ضد القوات الإيرانية كجزء من إستراتيجية قتالية وتكتيك متكرر ومنتظم حسبما جاء في تقرير لوكالة الاستخبارات الامريكية، وكانت المواد الكيمياوية المستخدمة متنوعة، من بينها غاز الخردل وغازات الأعصاب كالسارين والسومان والتابون وغاز في إكس.

ووفقا للوثائق العراقية، تم مساعدة العراق لتطوير الأسلحة الكيماوية من قبل شركات عديدة من مختلف البلدان، منها الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا، وبريطانيا، وفرنسا. ووفقا للتقارير أن الشركات الهولندية، الأسترالية والإيطالية والفرنسية وألمانيا شاركت في تصدير المواد الخام لمصانع الأسلحة الكيماوية العراقية. وقد كشفت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن وثائق ومعلومات من داخل الاستخبارات المركزية الأمريكية، دعم امريكا للطاغية صدام في شن هجمات كيميائية ضد إيران.

اللافت ان الغرب وعلى مدى 8 سنوت كان ينكر ويتجاهل هذه الهجمات الكيمائية العراقية، ولم يكن هناك أي طرف يتكلم عن تلك المأساة، وبذلت ايران جهودا كبيرة واستغرق الامر وقتا طويلا من اجل إقناع الأمم المتحدة كي تأتي وتتحقق من القصف الكيميائي العراقي ضد ايران.

المانيا التي تتباكي على المواطنة الايرانية الكردية المرحومة مهسا اميني، تتناسى ان الطاغية صدام استخدم السلاح الكيميائي الذي زودته به وارسلت العلماء الى العراق لتدريبه على استخدامه، ضد مدن ايرانية كردية، منها مدينة سردشت في 28 يونيو عام 1987، ومدينة نودشه في 16 مارس 1987، والقرى المحيطة بمدينة مريوان في مارس عام 1988 ، والقرى المحيطة بمدن سربل ذهاب، جيلان غرب وأشنويه‌ في مايو عام 1988، ومن المؤكد ان العديد من اقارب المرحومة اميني كانوا بين ضحايا هذا القصف الاجرامي الصدامي بالاسلحة الالمانية .