بالفيديو..

من هو الشهيد "فاروق سلامة"؟"عريس يزف إلى قبره"!

الأحد ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٢:٣٤ بتوقيت غرينتش

تحوّل يوم الزفاف إلى حزن لدى هنية سلامة، والدة الشهيد فاروق سلامة (28 عاماً)، من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وكذلك عائلته، أمس السبت.

العالم - فلسطين

حيث كان من المقرر إتمام مراسم الزفاف، غير أن رصاصات قوات الاحتلال الصهيوني اغتالت فرحة العائلة وقتلت فاروق خلال تجهيز ذبائح العرس، الخميس الماضي.

الوالدة التي كانت تبكي بحرقة، تؤكد أنها لم تشبع منه، فقد اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمضى فيها نحو أربع سنوات، ولا يكاد اسم فاروق والرضى عنه وحمد الله ينقطع عن لسانها، وكيف كان حديثه الدائم عن الشهادة.

غير بعيد عن منزل العائلة، عُلّقت على جدران مبنى نادي مخيم جنين ملابس زفاف فاروق، وهو القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وصورته معلقة.

أما الوليمة التي كان من المفترض أن يتم إعدادها كما كان يخطط فاروق لتقديمها عن أرواح الشهداء قبل يوم من زفافه، أول من أمس الجمعة، وذبح العجول لها قبل دقائق من استشهاده، فقد تم تقديمها عن الشهداء وهو منهم!

قبل استشهاده وخلال تحضيره لعرسه، طلب فاروق من شقيقه إيهاب تقديم وليمة قبل يوم من زفافه عن أرواح الشهداء، فكان له ما أراد، لكن الفرحة لم تكتمل.

واقتحمت قوات خاصة صهيونية الملحمة التي كان فيها فاروق واغتالته بدم بارد، تاركة عائلته تعيش حزنا مضاعفا.

أما إيهاب فقد تم اعتقاله و3 آخرين، واستشهد كذلك الطفل محمد سامر خلوف، كما أكد فادي سلامة، شقيق فاروق.

يقول فادي: "قبل ستة شهور خطبنا لفاروق بعدما بحثنا له عن فتاة تقترن به، وحددا موعد زفافهما، وقبل أيام طبعنا 3 آلاف بطاقة دعوة لزفافه، وتم تجهيز كل شيء لفرحه، ومنزله تم تجهيزه على أكمل وجه، ولم نكن نعلم أن الاحتلال سيقتله في فرحه. وفي اللحظة التي كان فاروق يذبح فيها العجول لإعداد وليمة فرحه والتي خصصها عن أرواح الشهداء، أراد الاحتلال أن يصبح الوجع وجعين، وأحيل الفرح إلى عزاء".

عاش فاروق سلامة حياته مناضلا منذ صغره، فقد اعتقل أول مرة حينما كان يبلغ من العمر 17 عامًا، وأفرج عنه، وتكرر اعتقاله عدة مرات، أمضى منها نحو أربع سنوات في سجون الاحتلال، "لقد كان فاروق حرا شريفا وطنيا ومناضلا وشجاعا لا يهاب الموت.

ومضى في حياته واختار الشهادة، لديه أصدقاء شهداء كثر، ومنهم قائد مجموعة (عرين الأسود) في نابلس الشهيد وديع الحوح"، يؤكد شقيقه فادي.

ترعرع فاروق سلامة في أسرة مناضلة، مكونة من الوالدين وأربعة أبناء وابنتين، حيث اعتقل جميع الأبناء في سجون الاحتلال، كان آخرهم إيهاب الذي أفرج عنه قبل أسبوع، وأعيد اعتقاله لحظة اغتيال فاروق، بعد أن أمضى إيهاب نحو عام في سجون الاحتلال بتهمة إيواء اثنين من أسرى "نفق الحرية".

حينما تمكن ستة أسرى من جنين من حفر نفق أسفل سجن جلبوع العام الماضي، والهروب منه، ثم أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد أيام.

يدرك فاروق أن طريقه كمناضل ومطارد للاحتلال يمكن أن يستشهد في أي وقت، فقد كتب قبل 3 أشهر وصيته، ومنها "أنا العبد لله الفقير، أنا لا أعلم متى يدركني الموت ومتى ستنتهي رحلتي في هذه الدنيا الفانية التي خدعتنا بجاهها وعزها ومالها، ‎ بنفس راضية ربي اشهد عليّ أني سامحت الجميع دنيا وآخرة (..) أتمنى أن يسامحني الجميع (..) أقول هذه الكلمات ليس ضعفا مني، بل خوف من الله، من بيده ملكوت السموات والأرض، فلقد كثر موت الفجأة".

وتابع فاروق في وصيته، "‎اقبلوا اعتذاري في هذا الشهر، فنحن في أشهر تكثر فيها تساقط الأرواح، من يحمل في قلبه خدوشًا صغيرة أحدثتها له فليخبرني أو ليعتقني لوجه الله، لعلي كنت أمازحه فأثقلت عليه، أو ربما لامست وجعًا، أو أيقظت ذكرياته، أو سببت له جرحاً دون قصد".