لبنان أمام منعطف خطير.. الدولار على جنونه والأوضاع نحو الأسوأ

لبنان أمام منعطف خطير.. الدولار على جنونه والأوضاع نحو الأسوأ
الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

دخول لبنان في إجازة الأعياد والارتفاع الجنوني للدولار وعدم تحرك المسؤولين لوضع حد لهذا الفلتان المستشري، يضع البلاد أمام منعطف خطير لا يمكن لأحد أن يتوقع نتائجه لأن تداعيات ما يجري بدأ يؤثر على حياة الناس المعيشية وتراجع القدرة الشرائية أكثر فأكثر.

العالم _ لبنان

وفي السياق وصف الخبير المالي جاسم عجاقة في حديث صحفي اليوم الثلثاء، الوضع بالتعيس جداً، مقدّراً ذهاب الأمور الى الأسوأ من ذلك بكثير، متوقعاً استمرار الأزمة وتفاقمها أكثر في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وعدم تدخل المعنيين لوضع حد لهذا الفلتان.

عجاقة رأى أن الناس في لبنان تحوّلوا الى فئتين، الأولى تتدبر أمرها من خلال بعض المداخيل التي تحصل عليها بالدولار من الخارج، والقسم الأكبر منهم يعيشون على قاعدة ربنا أعطنا خبزنا كفاف يومنا ومنهم من يعيش على المساعدات الاجتماعية ودعم المؤسسات الرعائية. وهؤلاء وضعهم سيء جداً وقد تصل بهم الأمور الى درجة الكفر.

ولكن أي وضع أسوأ يمكن أن يصل اليه اللبنانيون بعد؟ ومَن المسؤول عن التفلّت الجنوني في سعر صرف الدولار واقترابه من عتبة الـ50 ألفاً؟ من الصعب الاجابة طبعاً بانتظار ما ستؤول اليه الأسابيع المقبلة وبداية العام الجديد.

ووسط جمود سياسي يبدو مرشحا لان يطول الى ابعد من بداية السنة المقبلة بعد اقل من أسبوعين، سار دولار السوق السوداء، الحار في عز كانون الأول، في مسار تصاعدي خارقا في مطالع الأسبوع الميلادي سقف ال44 الف ليرة ومنذرا ببلوغ سقوف تصاعدية بسرعة لاحقا في وقت احتدمت” على وقع ارتفاعه أسعار المحروقات كما أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

و مع ارتفاع اليومي لصرف السعر الدولار احتل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الحدث الاهم، ذي الشأن في اهتمامات اللبنانيين مع العودة الى ارتفاع غير مقبول أو معقول بالمحروقات وسائر الاسعار للسلع الضرورية كالخبز والخضار والفواكه، فضلاً عن اللحوم والزيوت والارز والسكر وحليب الاطفال من دون استثناء اي سلعة، وفي ظل صفر رقابة، سواء على انفلات سعر الدولار، أو حتى مراقبة الاسعار.

على صعيد الكهرباء، بدا ان التعثر سيد الموقف، اذ كشف النقاب عن ان مؤسسة كهرباء لبنان تقدمت بطلب فتح اعتماد بقيمة 62 مليون دولار من اجل استقدام شحنتين من الغاز اويل لصالح المؤسسة، من اصل 300 مليون دولار، على ان تسدد الدفعات بالليرة اللبنانية على سعر صيرفة 20٪.

وفي اطار متصل، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان تزايد عمليات السرقة والتعدي على منشآت كهرباء لبنان في الآونة الاخيرة، وتركزت على محافظة عكار والشمال والهرمل، الامر الذي يهدد بمخاطر كبيرة على السلامة العامة حسب المؤسسة، وعجزها بالتالي عن اعادة التأهيل التي تحتاج الى وقت غير قصير واعتمادات مالية كبيرة.