شاهد بالفيديو..

عبداللهيان: الحوار والتعاون بين دول المنطقة ليس خيارا وإنما ضرورة ملحة

الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠١:٢٥ بتوقيت غرينتش

أكد وزير الخارجية الإيرانية أن طهران تعتبر استقرار إيران وأمنها يرتبط بأمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أن الحوار والتعاون بين دول الإقليم من أجل تحقيق السلام والأمن والتنمية ليس خيارا وإنما هو ضرورة ملحة.

العالم - إيران

وفي كلمته بمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة وصف حسين أميرعبداللهيان المؤتمر بأنه يشكل دعما للعراق ومساعيه للتعامل مع دول المنطقة.

وشدد على أن: الحوار والتعاون بين دول الإقليم من أجل تحقيق السلام والأمن والتنمية ليس خيارا وإنما هو ضرورة ملحة.

وقال وزير الخارجية الإيرانية: نعتبر استقرار بلدنا وأمنه يرتبط بأمن واستقرار المنطقة.. قدمنا أطهر دمائنا وأشجع شبابنا للدفاع عن أمن المنطقة.

وفيما أكد أميرعبداللهيان أن إيران وقفت إلى جانب كل من العراق وسوريا، شدد على أن جهاد الشهيدين سليماني والمهندس سيظل خالدا في ذاكرة شعوب المنطقة.

هذا وأعلن وزير الخارجية الإيرانية استعداد طهران للتعاون مع كافة دول المنطقة.

وإليكم نص كلمة وزير الخارجية الإيرانية حسين أميرعبداللهيان في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المنعقد في الأردن:

"بسم الله الرحمن الرحیم

فخامة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن الهاشمية الموقر،

الرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة،

رؤساء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني جدا حيث أتيحت للفرصة مرة أخرى للمشاركة مع القادة وكبار المسؤولين لدول المنطقة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في نسختة الثانية، وأشكر المملكة الأردنية الهاشمية حكومة وشعبا على استضافتها هذا المؤتمر وما أبدته من كرم الضيافة.

يعتبر هذا المؤتمر بمشاركة دول المنطقة دعما منا للعراق وتاكيداً على مساعيه لخلق مجالات التعاون والتعامل بين دول المنطقة، وآمل أن نتمكن في ظل هذه الاجتماعات الوصول إلى منطقة مستقرة ومزدهرة ومتقدمة وقوية، كما نؤكد أن الحوار والتعاون بين دول الإقليم للوصول إلى فهم مشترك من أجل تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية ليس خيارا بل هو ضرورة ملحة.

منذ بدء حكومة إيران الجديدة عملها طورت الجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقاتها مع الدول المجاورة ومنها جمهورية العراق الشقيقة، وتؤكد على دعم حكومة العراق ودولة الرئيس السيدمحمد شياع السوداني في رقي العراق وازدهاره، فإن ارتفاع التبادل التجاري والاجتماعات المتبادلة مع كبار المسؤولين في المنطقة وعقد اللجان السياسية الاقتصادية المشتركة وتعزيز أوجه التعاون يدل كله على اهتمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجيرانها والمنطقة، إننا نعتبر استقرار وهدوء بلادنا وأمنها يرتبطان باستقرار وأمن المنطقة بأسرها.

فعليه كانت سياستنا الثابتة والتي لن تتغير هي تجنب الحرب والمساعدة على استعادة الأمن والاستقرار، فإننا قدمنا أطهر دمائنا وأشجع أبنائنا للدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، والتي نعتبرها امننا واستقرارنا في مواجهة داعش، ووقفنا إلى جانب كل من العراق وسوريا، واليوم على أعتاب الذكرى السنوية لاغتيال الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد أبي مهدي المهندس ورفاقهما نحيي ونشيد بأرواحهم العظيمة، ولا شك في أن جهادهم سيبقى خالداً في الذاكرة التاريخية لشعوب المنطقة.

يؤدي العراق اليوم دورا مهما في الإقليم بفضل جهود قادته ورؤائهم البنائة، وأود أن أرحب بدور العراق الإقليمي، وأيضا دولة رئيس الوزراء السيد السوداني في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز ثقافة الحوار، وأيضا أود أن أعلن استعداد الجمهورية الإسلامية الايرانية لتطوير وتعميق العلاقات والتعاون مع جميع دول المنطقة بما في ذلك الدول الصديقة والشقيقة في الضفة الجنوبية للخليج الفارسي، وأن أؤكد على أهمية هذا الأمر.

إن جمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم دوما العراق الموحد والمستقر والمتطور، كما أود الإشارة أهمية دعم دول المنطقة لاستقرار العراق وأمنه، والتأكيد على تحقيق الأمن المستدام بمشاركة جميع جيران العراق، ومنها الجمهورية العربية السورية الشقيقة والصديقة، وينبغي أن أعبر عن أسفي لشغور مكانها بين الدول الداعمة للعراق في اجتماعنا اليوم، كما أنيني أود أن أؤكد أننا لا نتوقع أن تتم من أراضي جمهورية العراق أن يتوجه إلينا تهديد وإلى دول الجوار.

الحضور الكرام إننا نعتقد أنه لا يمكن استيراد الأمن أو شراؤه، الأمن مفهوم موحد ومترابط، ولا يمكن حشد الإمكانيات في منطقة لزعزعة استقرار بلد ما، والتأكيد في نفس الوقت على خلق الاستقرار لكي ينعم به بلد آخر.

لقد ولى عهد تبني السياسات الخاطئة، إن الأمن لم يتحقق من خلال نظرة اقصائية وصدامية بل يتحقق الأمن الجماعي والاستقرار الإقليمي على يد أبنائه وبنظرة ذات إنشاء أمن داخلي، ومن الواضح أن التحالف الذي يخدم دول المنطقة هو التحالف من أجل السلام والتنمية بمشاركة جميع دولها، فإننا نؤمن إيمانا عميقا بأن تسوية النزاعات وإزالة حالة سوء الفهم والخلافات والتخفيف من التحديات المشتركة يمكن تحقيقها من خلال الحوار بين دول المنطقة، إن بإمكاننا تطوير هذا التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفي هذا الصدد فإن إحدى القضايا التي تحولت إلى تحد مشترك للعديد من دول المنطقة في السنوات الأخيرة هي العواطف الترابية، والتي تتطلب مواجهتها تعاونا مشتركا، مما يشكل حافزا وأساساً للتعاون والتعامل في المجالات الأخرى.

كما أن المكانة المتميزة والقدرات الجيوسياسية والجيواقتصادية بما في ذلك قطاع النقل والترانزيت الخاص بالارتباط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا ووجود ممرات ومحاور للنقل البري والبحري في قطاع نقل البضائع والمسافرين يمكن أن تخدم الازدهار الاقتصادي للمنطقة بأسرها.

الحضار الكرام والرؤساء الكرام ومعالي الوزراء.. خلال العقدين الماضيين كان للجمهورية الإسلامية موقف ثابت فيما يتعلق بالحفاظ على الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي ولم تغير هذا الموقف المبدئي. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتخلى قط عن طريق الحوار والتفاوض، وفي العامين الماضيين تابعت بجدية محادثات فيينا للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام.

اليوم أنا وزميلي السيد جوزف بوريل الممثل العالي للسياسة الخارجية الأوروبية والذي أشيد بدوره البناء في متابعة مفاوضات فيينا ومفاوضتنا المشتركة قلت له بأننا نحن مع مراعاة خطوطنا الحمراء والنصوص المقدمة مستعدون لإتمام المحادثات والوصول إلى الخطوة النهائية لإبرام الاتفاق، شريطة أن تكون الدول الأخرى تتعامل مع الموضوع بواقعية، وكذلك تعاون إيران مع الوكالة الذرية يشهد على الخلفية الناصعة لإجرائاتنا، وإننا لازلنا نؤكد على الشرق الأوسط الخالي من أسلحة الدمار الشامل، ويجب ألا تمنح للكيان الصهيوني أيضا، الذي يمتلك مئات الرؤوس النووية ويسعة للتوسع والعدوان يوميا، ويجب أن لا نسمح له فرصة لتهديد أمن المنطقة.

وفي الختام لابد من التأكيد على أن فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، ونحن إذ ندعم مقاومة الاحتلال نرى أنه بناء على مبدأ حق تقرير المصير فإن الحل السياسي للقضية الفلسطينية هو إجراء استفتاء بين السكان الأصليين لفلسطين التاريخية، بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود، لإقامة الدولة الفلسطينية الموحدة على كامل أراضي فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.

مرة أخرى أشكر جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية الموقر، وحكومة الأردن الصديقة الشقيقة على استضافة هذا المؤتمر، وأسأل المولى القدير لجميع حكومات المنطقة وشعوبها التوفيق والرفعة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"