شهداؤنا و.. جواسيسهم

شهداؤنا و.. جواسيسهم
الإثنين ١٦ يناير ٢٠٢٣ - ١٢:١٥ بتوقيت غرينتش

لم يذرف الغرب حتى دمعة تمساح واحدة، على شهداء ايران من علماء واكاديميين، سقطوا غدرا على يد جواسيسهم، بل ان الغرب، برر بطريقة او باخرى، جرائم جواسيسه البشعة، ولكن في المقابل نصب الغرب سرادق العزاء، وذرف الدموع الساخنة، واخذ صوت عويله يرتفع الى عنان السماء، عندما إقتصت العدالة من جواسيسهم.

العالم كشكول

الغرب لم يستنكر ولم يندد بل ولم يصمت عندما قتل جواسيسه وجواسيس "اسرائيل" العالم الايراني الكبير الشهيد محسن فخري زادة، بل حاول بشتى الوسايل، ان يوحي بان الشهيد كان شخصية "خطيرة" واحد عناصر قوة ايران وتم التخلص منها. وفي المقابل أشاد الغرب بنتنياهو وجواسيسه، لانهم نفذوا عملية اغتيال الشهيد فخري زادة، بطريقة في غاية التعقيد.

الغرب، الذي يهدد اليوم ويتوعد ايران بالويل والثبور وعظائم الامور، لانها اعدمت جواسيسهم وجواسيس اسرائيل، كان قد اثنى على "اسرائيل" لانها اغتالت شهداء ايران، ومنهم الشهيد فخري زادة، بعد ان نشرت فيلما لنتنياهو، هو يذكر اسم الشهيد فخري زاده قبل استشهاده، ويدعو الجميع الى تذكر هذا الاسم.

الغرب اعتاد، انطلاقا من فكرة "المركزية" التي يؤمن بها، والتي تنظر الى العالم باستعلاء، ان يكون "المرجع" في كل شيء، فاذا ارادت الشعوب ان تميز بين "الحق والباطل" وبين "الخطأ والصواب" و بين "التحرر والتبعية" وبين "المقاومة والارهاب" وبين "الاحرار والعملاء" وبين "الشهداء والجواسيس"و..، ليس عليها الا ان ترجع الى "الرؤية الغربية" حصرا، فهذه الشعوب لا يحق لها ان تفتخر بشهدائها ولا عظمائها ولا مفكريها ولا رموزها، في حال لم تنظر "الرؤية الغربية" اليهم كذلك، واذا ما "تمردت" هذه الشعوب على "الرؤية الغربية"، واشادت برموزها، سيتم محاصرتها ومعاقبتها وتجويعها وشن الحرب عليها وغزوها.

في المقابل، جواسيس الغرب وعملاؤه ومجرموه وعنصريوه وارهابيوه، كلهم "ابطال ورموز و.."، وفقا لـ"الرؤية الغربية"، وما على شعوب العالم الا ان تنظر اليهم كذلك.. ولكن راية التحدي التي تحملها ايران منذ اربعة عقود، في وجه "المركزية الغربية"، جاءت لتؤكد على ان شهداءنا هم هويتنا، وعزنا وافتخارنا، كما تؤكد على ان جواسيس الغرب، ليسوا سوى جواسيس باعوا اوطانهم بثمن بخس، فاستحقوا المصير الذي صنعوه بايديهم.