العالم - الإحتلال
ونشر المغرد مقطع فيديو عن داعية سعودي الدكتور "علي العمري" وهو يتكلم عن "وعد الآخرة" الذي ينتظر الصـهـاينة،فنتابع التغريدة بالتفصيل عبر النص المكتوب و القراءة المرئية بالفيديو.
عندما عقدت الحركة الصهيونية مؤتمرها الأول في بازل في سويسرا عام 1897م، حددت هدفها المركزي عبر إقامة "وطن لليهود" في فلسطين، استنادا إلى "وعد إلهي" مزعوم بعودة اليهود إلى "أرض إسرائيل"، ثم انتزع الصهاينة "وعد بلفور" من بريطانيا عام 1917م، بإقامة "وطن قومي" لليهود في فلسطين، التي كانت تحت الاحتلال البريطاني.
وما بين هذا الوعد البريطاني الباطل وإعلان قيام [إسرائيل]، مرّت سنوات انهمك الصهاينة خلالها في التخطيط للاحتلال، والإعداد للاستيطان، والتجهيز للحرب، والعمل على التهجير، وانشغلوا بامتلاك عوامل القوة من الأموال والبنين، فكانوا أكثر نفيرا وقدرة على حشد القوة.
وبعد تحقُّق الوعد البريطاني الظالم بالفعل البشري، أبدعوا في السيطرة على أرض فلسطين ونهب ثرواتها.
وهناك ماأظهر من الشمس هو أن الوعد الإلهي الحق للمسلمين، والوعد البريطاني الباطل لليهود، تحققا بالفعل البشري - الصالح والطالح - تخطيطا وإعدادا وتجهيزا وعملا، مصحوبا بالأخذ بأسباب النصر والتقدم والتطور والصعود، ومترافقا مع تسخير سنن التاريخ، وليس اعتباره قاعة انتظار على رصيف أحلام الفرقة الناجية.
وهذا ما يجب أن يكون منهجنا في قراءة وعد الآخرة، على مستوى الوعي والعمل، من دون إنكار يلغي القدر الإلهي، أو إيمان يلغي الدور الإنساني.
وحتى يأتي وعد الآخرة والشعب الفلسطيني جزء من هذا الوعد الإلهي وفي قلب الفعل الإنساني، لا بد أن يقوم بدوره في إنجاز الوعد، ودوره هو مواصلة مشروع التحرير، وإبقاء جذوة الجهاد والمقاومة مشتعلة، واستمرار استنزاف كيان العلو والإفساد الإسرائيلي، والعمل على منع استقراره وشرعنة وجوده في قلب الأمة.
وهذه الرؤية الإيجابية لدور الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية في الوصول إلى وعد الآخرة امتلكها المفكر الشهيد فتحي الشقاقي قائلاً: "إن مسألة تحرير فلسطين هي مسألة مشروع يُنظم إمكانيات الأمة، ويرد على حرب العدو الشاملة بحرب شاملة.
ويُبقي دور المجاهدين في فلسطين هو إحياء فريضة الجهاد ضد العدو ومشاغلته واستنزاف طاقاته وكشف وجهه البشع، وتدمير ما يستطيعون من قدراته، وإدامة الصراع حيا حتى وحدة الأمة وتحقيق النصر... نحن نرى في جهادنا دعوة لاستنهاض الأمة كي تنهض وتتوحد وتتوّجه إلى بيت المقدس".
فرحم الله المفكر الشهيد فتحي الشقاقي الذي لم يرض أن يكون التاريخ قاعة انتظار للشعب والأمة إلى وعد الآخرة.
وكما أورد الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه بيّنة عن وعد الآخرة في "سورة الإسراء" وفي أكثر من آية، حیث قال: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً".
فيأتي وعد الآخرة، بعد تجميع اليهود وهجرتهم إلى فلسطين، وعلوهم وإفسادهم فيها، بتدميرهم وكيانهم المغتصب، بأيديهم وأيدي المؤمنين ("يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ").
ةيقةل تعالى: "وَإِنْ عُدتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً".