الجزائر في قلب استقطاب حاد: محاولة تحقيق توازن صعب

الجزائر في قلب استقطاب حاد: محاولة تحقيق توازن صعب
الأحد ٠٥ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٦:١٣ بتوقيت غرينتش

دخلت الجزائر ضمن دائرة استقطاب دولي وإقليمي حاد، في ظل تطورات الأزمة الدولية المتصلة بالحرب في أوكرانيا، وباستحقاقات إقليمية متعددة.

العالم- الجزائر

وتبدو مؤشرات هذا الاستقطاب بوضوح في سلسلة وقائع متزامنة، كإرجاء زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو، التي كانت مقررة في يناير/ كانون الثاني الماضي إلى مايو/ أيار المقبل، وحديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الضغوط الغربية عليها، والاتصالات المتسارعة وزيارات مسؤولين غربيين إلى الجزائر.

وتحدث لافروف، الخميس الماضي، عن العلاقات الروسية الجزائرية، وعن تعرّض الجزائر لضغوط أميركية، تخص موقفها من الأزمة في أوكرانيا.

لكن حديث لافروف الذي مرّ من دون تعليق من الجانب الجزائري، وجاء متزامناً مع تحديد موعد لزيارة تبون إلى موسكو في مايو المقبل، بعدما كانت متوقعة في يناير، واتصاله هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلها تطورات تزامنت مع اتصال هاتفي لنائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، بنظيرها الجزائري رمطان لعمامرة، الأربعاء الماضي.

وبحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية أعربت شيرمان عن "امتنانها لمساهمات الجزائر في حل النزاعات الإقليمية"، وأشارت إلى "التداعيات العالمية للعدوان الروسي غير المبرر على أوكرانيا وأهمية الدعم الدولي لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة بشأن احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها"، حسب قولها.

وبرأي مراقبين، فإن هذا الاستقطاب الحاد الذي تتمركز فيه الجزائر، بين قطبي الصراع الدولي الراهن، والذي تمثل الحرب في أوكرانيا أبرز مظاهره، يعكس في الواقع السياسي أهمية الجزائر وثقل موقفها الإقليمي، ورغبة كل طرف في كسب الموقف لصالحه وزيادة مستوى التمركز إلى جانب الجزائر، خصوصاً في ظل أزمة الطاقة والمخاوف من تعقّد هذه الأزمة في المستقبل.

ويقول خبراء في الشأن السياسي والعلاقات الدولية إن واشنطن والقوى الغربية تدرك مدى الارتباط القوي بين الجزائر وموسكو، ولذلك فإنها تدرك أنه من الصعوبة بمكان دفع الجزائر إلى اتخاذ مواقف مناوئة لموسكو.

لكنها تتطلع إلى تحييد الجزائر على الأقل، ومنع حصول مزيد من الصفقات العسكرية مع موسكو والتي توفر تمويلاً للحرب في أوكرانيا، بحسب الأميركيين، خصوصاً مع استقلالية نسبية للقرار السياسي والاقتصادي الجزائري، نتيجة الأريحية المالية المتوفرة لها جراء ارتفاع أسعار الطاقة، وزيادة الطلب الأوروبي أخيراً على الغاز الجزائري.

المصدر: العربي الجديد