التحالف ينهب الثروة السمكية باليمن ودعوات بمسيرات توقف عبثه

التحالف ينهب الثروة السمكية باليمن ودعوات بمسيرات توقف عبثه
الأحد ١٢ فبراير ٢٠٢٣ - ٠١:٠٠ بتوقيت غرينتش

لا تزال دول تحالف العدوان على اليمن وفي مقدمتها (السعودية والإمارات) تواصل نهب وتدمير الثروة السمكية باليمن على حساب إنعاش ثرواتها السمكية ولصالح دعم مرتزقتها وأدواتها وتنفيذ أجنداتها بحسب سياستها منذ بدء العدوان على اليمن في ال26 من مارس 2015م .

العالم- اليمن

وبحسب مراقبين ومهتمين بالشأن المحلي: يعتبر نهب الثروة السمكية جزءً من عملية نهب أوسعَ تمارسها دول تحالف العدوان لمختلف الثروات الوطنية.

ورغم أن اليمن -وفقا لإحصاءات مؤكدة- تمتلك مخزون كبير من الثروة السمكية تجعلها غنية جدا وتجعل من الأسماك والأحياء البحرية متوفرة فيها على مدار العام لامتلاك اليمن شريط ساحلي يزيد طوله عن 2500 كم على البحرين الأحمر والعرب.. رغم ذلك إلا أن أسعار الأسماك والأحياء البحرية الأخرى باتت تشهد ارتفاعا متزايدا منذ ثمان سنوات عندما بدء تحالف العدوان شن حربه الظالمة على اليمن واليمنيين.

وفي هذا السياق أكّـد تحقيق أجرته وكالة “رويترز” للأنباء أن عمليات نهب وتجريف الثروة السمكية لصالح دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي تقفُ وراء ارتفاع أسعار الأسماك في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلّة مشيرةً إلى تواطؤ حكومة المرتزِقة في هذه الجريمة التي كانت صنعاء قد حذرت من عواقبها في وقت سابق.

ونقل التحقيق الذي نشر مؤخرا عن مصادرَ محلية ومواطنين ومتعاملين في تجارة الأسماك أن عمليات تهريبَ الإنتاج السمكي إلى السعوديّة والإمارات تعتبر المعضلةَ الأهمَّ وراء زيادة الأسعار.

وأشَارَ التحقيق الصحفي إلى أن المحافظات الجنوبية المحتلة وخاصة محافظتي عدن وحضرموت تشهد أزمةً كبيرةً في المعروض من الأسماك مع اختفاء كثير من الأصناف.

وأوضح التحقيق أن أسعار الأسماك ارتفعت بنسبة 100 % وأن سعر الكيلو جرام الواحد من الأسماك "متوسطة الطلب" وصل إلى 15 ألف ريال بما يعادل 12 دولاراً وفقاً لأسعار الصرف في المحافظات الجنوبية.

وكانت صنعاء قد حذرت من عمليات نهب وتجريف الثروة السمكية التي تمارسها دول العدوان في المياه الإقليمية اليمنية حَيثُ تؤكد تقارير أن شركاتٌ أجنبية مدعومة من تحالف دول العدوان "السعودية والإمارات" تقوم بعمليات صيد غير مشروعة تنهب من خلالها كميات ضخمة من الأسماك في الوقت الذي يشكو فيه صيادون يمنيون منعهم من ممارسة أعمالهم ومن استهدافهم في السواحل اليمنية بشكل مباشر.

وأشَارَ تحقيق رويترز إلى أن حكومة مرتزِقة العدوان متواطئة في عملية نهب وتهريب الأسماك من خلال فتح المجال للتهريب إضافة إلى عدم ضبط الأسعار في السوق حَيثُ أكّـد صيادون للوكالة أن التجار الذين يأخذون الكميات من الصيادين يقومون ببيعها للمستهلكين بأسعار مبالَغٍ فيها.

وأكّـدت الوكالة أن المواطنين يلقون باللوم على حكومة المرتزِقة بشأن الوضع المأساوي الذي يعيشونه خُصُوصاً فيما يتعلق بارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع وارتفاع أسعار الوقود وانهيار العملة المحلية والعجز عن توفير المتطلبات الأَسَاسية للحياة.

وقال التحقيق: إن ارتفاع أسعار الأسماك بات يحرم الكثير من الأسر في المحافظات الجنوبية من توفير الوجبة الرئيسية اليومية وأن الأمر امتد الى المحافظات اليمنية الأخرى البعيدة والتي تعتمد بشراء الأسماك من المحافظات الجنوبية وهو ما وصفه مواطنون بأنه مصيبة من المصائب حلت على اليمنيين وخاصة في المحافظات الجنوبية لم يشهدوها من قبل.

وكان مسؤولون بسلطة صنعاء قد طالبوا في وقت سابق بإدراج السفن الأجنبية التي تقوم بنهب وتجريف الثروة السمكية في قائمة الأهداف المشروعة للقوات المسلحة اليمنية لفرض معادلة جديدة لحماية هذه الثروة على غرار معادلة حماية النفط الخام التي تمكّنت القوات المسلحة عن طريقها منع التحالف من سرقة عائدات النفط.

وفي هذا الإطار وجه نائب وزير الخارجية حسين العزي في وقت سابق تحذيرا للسفن التي تسرق الأسماك ، مؤكّـداً أنها تشكل خطراً على الملاحة لأَنَّها ستُجبر صنعاء على استهدافها وَأَضَـافَ العزي أنه إذَا صدر القرار من جانب القيادة باستهداف هذه السفن فَـإنَّها ستشتعل في عرض البحر.

وشهدت بعض المحافظات الساحلية الواقعة تحت سيطرة تحالف دول العدوان ومرتزِقته احتجاجات متكرّرة لصيادين ضد عمليات نهب وتجريف الثروة السمكية التي تمارسها دول العدوان والشركات الأجنبية التي تعمل تحت غطائها في المياه الإقليمية اليمنية.

إلى ذلك كشف خبير روسي مشهور يُدّرس في جامعة سان بطرسبرغ ( لينينغراد ) في روسيا عن مؤامرة كبرى يتعرض لها اليمن لنهب ثرواته المتعددة وخاصة الثروة والسمكية من قبل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل عن طريق السعودية والإمارات التي دخلت اليمن للسيطرة على حقول النفط والغاز ومناجم الذهب والمعادن واحتلال الجزر والمؤانى والمطارات والشركات .

وكشف الخبير الروسي الذي كان متعدد الزيارات لليمن في إحدى مداخلاته التي وثقها في جامعة سان بطرسبرغ عن نهب وسرقة أكثر من مليون طن من الأسماك سنوياً من سواحل اليمن وجزيرة سقطرى تحديدا و التي قال أن قيمتها تقدر بأكثر من 5 مليار دولار سنوياً.

وختم الخبير الروسي مداخلته بالقول أن اليمن من أغنى دول العالم النفطية والغازية والمعدنية والزراعية والسمكية والسياحية وتقدر ثروته المنهوبة بأكثر من 100 مليار دولار سنوياً هذا بالإضافة لكونه يحتل أفضل موقع جغرافي يتوسط العالم ويسيطر على الممرات البحرية والجوية ولديه عشرات الموانئ والمطارات التي لو تم تشغيلها وتطويرها سوف تدر على اليمن عشرات المليارات من الدولارات وسوف تضرب موانئ ومطارات السعودية والإمارات.

وكانت تقارير محلية ودولية قد كشفت قيام شركات أجنبية تابعة لدول تحالف العدوان بمواصلة عمليات نهب وتدمير البيئة والثروة البحرية اليمنية وأنها تستخدم وسائل محرمة دوليا تدمر الشعاب المرجانية في سواحل محافظات عدن وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة.

وأكدت التقارير أن الشركات الأجنبية تستخدم وسائل محرمة أثناء نهب الثروة السمكية في سواحل المحافظات اليمنية منها التفجير بالديناميت أو استخدام مادة السيانيد وشباك خطيرة تدمر الشعاب المرجانية

وكانت مصادر محلية قد أكدت أيظا نفوق كميات كبيرة من الأسماك اغلبها من الجمبري والحيتان الكبيرة والشروخ في سواحل مديرية حوف بمحافظة المهرة ومديرية بروم بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ومحافظة شبوة ومحافظة سقطرى وشقرة بمحافظة أبين بالإضافة الى السواحل بمحافظة عدن وأضافت المصادر بأن عمليات النفوق للأحياء البحرية في تلك السواحل اليمنية يأتي بسبب استخدام الشركات الأجنبية وسائل محرمة تدمر البيئة البحرية فيها.