کيان الاحتلال وتفاقم الأزمة الوجودية

السبت ٠٤ مارس ٢٠٢٣ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

اوضح الباحث السياسي يحيی حرب أسباب تفاقم ازمة الكيان الاسرائيلي وهروبه نحو مغامرات عسكرية.

العالم - مع الحدث

وقال حرب في حديث لبرنامج مع الحدث علی شاشة قناة العالم: "الكيان الاسرائيلي الذي يسمی في بعض الادبيات "دولة"، منشأه الاساسي هي مجموعة من العصابات المتنافرة غيرالمتجانسة، أتت من خلفيات مختلفة، بأهداف سياسية مختلفة اجتمعت كلها علی مشروع استيطاني احتلالي عنصري في فلسطين".

ورفض تسمية العنصريين في حكومة الاحتلال بالمتدينين مؤكداً ان الاطراف الدينية في هذه الحكومة تخلت عن قيمها الدينية الايمانية الحقيقية خلال مئات السنين وحافظت علی قيمها العنصرية المتشددة الانطوائية التي تحافظ علی الجماعة. وهذا يثبت ان كل ما في هذا الكيان سواء سياسياً او عقائدياً هو شيء مشوه.

وبيّن ان هذا الكيان ظل متماسكاً وقوياً مادامت هناك انتصارات وكل من الاطراف كان يحقق اهدافه ضمن هذا الكيان، لكن بدء نشوء مقاومات جدية تواجه الكيان وعندما مني هذا الكيان بهزائم متتالية، برزت ازمة الدولة الحقيقية فضاقت الدولة علی مكوناتها.

وأوضح ان كيان الاحتلال كان ينفس عن ازماته خلال عقود القرن الماضي بحروب في كل مكان، لكن يده الان أصبحت مغلولة ولهذا تفاقمت ازمته الداخلية وانقض علی نفسه، فأصبح نتنياهو لايطيق الدولة والدولة لاتلبي طموحات مكوناتها.

وكشف الباحث السياسي د. باسم الهاشم ان كيان الاحتلال فقد عنصر تصدير الازمات، فبدأ يتلاشی من الداخل.

وقال د. باسم الهاشم في حديث لبرنامج مع الحدث علی شاشة قناة العالم الاخبارية ان كيان الاحتلال يعيش أزمة داخلية بين الجهات المتناحرة من طرف وأزمة مع الفلسطينيين من جهة ثانية، فيحاول ان يصدر أزماته الداخلية بالاعتداء علی الخارج.

وذكر بأن كيان الاحتلال كان في القرن الماضي لديه تفوق جوي، فيقصف البلدان العربية لتصدير أزماته، لكن هذه القصة انتهت بعدما طرد حزب الله لبنان الاحتلال من جنوب لبنان، ومن ذلك الوقت، انتقلت أزمات الاحتلال الاسرائيلي الی الداخل.

وأكد ان كيان الاحتلال، أصبح مهدداً بالرد علی أي اعتداء خارجي، فقد أصبح القصف، يُرَد بالقصف، وهناك مضادات جوية تنتظر طائراته وهناك صواريخ تهدد مساحة تبدأ بمفاعل ديمونا في النقب وتنتهي بخزانات الامونيا بيافا الی معامل الكهرباء وباقي المنشآت الحيوية.

وكشف الهاشم ان كيان الاحتلال تفاجأ في العام الاخير بهجرة معاكسة تصل الی 100 بالمئة حسب ما أشارت اليه صحيفة هآرتص العبرية، مؤكداً انه بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من عملية سيف القدس في عام 2021، غادر مليون و نصف المليون اسرائيلي البلاد نهائياً واستطلاعات الرأي تؤكد ان 40 بالمئة من الاسرائيليين يقدمون طلبات للهجرة والتعبير عن الرغبة بالهجرة وصلت الی 60 بالمئة.

وأوضح ان كيان الاحتلال، أوقف برامجه لاستقطاب اليهود من خارج "اسرائيل" بسبب فقدان الامان والازدهار الاقتصادي.

وبيّن ان الكثير من الطاقات العلمية، غادرت "اسرائيل" وهذا ما جعل كيان الاحتلال يعيش أزمة وجودية.