شاهد.. الاحزاب التونسية تتوحد بوجهة السلطة للمطالبة بالافراج عن المعتقلين

الأحد ٠٥ مارس ٢٠٢٣ - ١٢:١٣ بتوقيت غرينتش

تظاهر المئات من أنصار المعارضة التونسية في شوارع العاصمة تنديدا بحملة اعتقالات طالت عددا من قادتهم، وذلك رغم رفض السلطات منحهم إذنا بالتظاهر. 

العالم - مراسلون

وقالت مراسلة قناة العالم الاخبارية الزميلة منيرة الشريفي، إن كل مكونات جبهة الخلاص شارك في تظاهرات اليوم الأحد، مع التحاق وقفة أحتجاجية للحزب الجمهوري وحزب العمل والانجاز بقيادة حزب النهضة امام مقر الحزب الجمهوري للمطالبة باطلاق سراح الامين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي.

وأضافت أن المسيرة انطلقت من ساحة الجمهورية عنوة رغم تحذيرات القوات المنية المتواجدة في المكان وجابت شوارع تونس لتستقر في شارع الحبيب بورقيبة امام المسرح البلدي، أن المطالب كانت موحدة بين جميع المتظاهرين وجميع الاطياف المشاركة في التظاهرة وهي اطلاق سراح المعتقلين الذين تم ايقافهم على ذمة ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة.

واوضحت مراسلة قناة العالم، أن المحتجين المؤيدين لجبهة الخلاص الوطني طالبوا بتنحي الرئيس "قيس سعيد" وشددوا على ضرورة إطلاق سراح نحو عشرين معارضا تم اعتقالهم خلال الأسابيع الأخيرة. أشارت الى أنه تمالاعلان عن الاستعداد للقيام بوقفات احتجاجية اسبوعية لجبهة الخلاص وعدد من الشخصيات السياسية الاخرى التي تتوافق معها بالاضافة الى عدد من المنظمات الحقوقية والمدنية من أجل المطالبة باطلاق سراح المعتقلين والاستعداد لتنظيم وقفة تنسيقية لدعم المعتقلين لاطلاق سراحهم.

واكد رئيس جبهة الخلاص نجيب الشابي ان الجبهة متمسكة بإعادة تونس إلى المسار الديمقراطي والشرعية الدستورية مشددا على ضرورة الافراج عن المعتقلين مما وصفها بالقبضة الاستبدادية.

كما وصف الشابي الاعتقالات في تونس بالسياسة العشوائية التي طالت جبهة الخلاص والأحزاب والاتحاد العام للشغل.

وتضم جبهة الخلاص الوطني حزب النهضة الإسلامي وحركة مواطنون ضد الانقلاب وعدة أحزاب أخرى.

وتمكن أكثر من ألف شخص من كسر الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة لمنع المحتجين من الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة الذي يشهد معظم التظاهرات في العاصمة.

وحاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين عبر تحذيرهم بمكبرات الصوت واتهامهم بأن من سيتظاهر يعتبر خارج عن القانون، الا ان المتظاهرون ساروا في شارع بورقيبة وخلال المظاهرة.

موقف جمعية القضاة التونسيين

قالت جمعية القضاة التونسيين إن الرئيس قيس سعيد أوقف قاضيا عن العمل بعد قراره عدم سجن أحد المشتبه بهم ضمن حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنها سعيد على معارضين بارزين.

ونبهت جمعية القضاة إلى ما وصفته بالخطورة الكبيرة التي تكتسيها تصريحات وخطابات سعيد تجاه القضاة بخصوص القضايا المعروضة عليهم لما تمثله من تدخل مباشر وصريح في سير الأبحاث وفي الإجراءات المتبعة فيها. ودعت الجمعية الرئيس التونسي والسلطة التنفيذية بكامل مكوناتها إلى احترام استقلال السلطة القضائية واختصاصاتها وصلاحياتها الدستورية والقانونية والكف عن التدخل في أعمال القضاة.

موقف الاتحاد العام للشغل

وتظاهر يوم أمس السبت أنصار الاتحاد العام للشغل في العاصمة تونس ضد سياسات الرئيس قيس سعيد، وندد الاتحاد بما أسماها محاولات شيطنته ومصادرة قراره. جاء ذلك ردا على منع السلطات دخول شخصيات نقابية دولية الى تونس للمشاركة في المسيرات.

ساحة محمد علي الحامي المقر التاريخي للاتحاد العام التونسي للشغل تعج بانصار الاتحاد احتجاجا ضد سياسات الرئيس قيس سعيد وردا على ما اعتبر استهدافا لمنظمتهم الشغيلة. المسيرة جابت عددا من شوارع العاصمة ردد خلالها المتظاهرون شعارات معارضة للنظام الحاكم.

وقال امين عام اتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، في كلمة له خلال المسيرة: لا احد يزايد على هذه المنظمة وعلى قناعتنا ومبادئنا التي تأسست عليه هذه المنظمة، في السيادة الوطنية وفي استقلالية القرار الوطني، التضامن النقابي شعاره "يا عمال العالم اتحدوا" وعمال العالم متحدون ضد القهر وضد الظلم وضد ضرب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وضد ضرب الحق النقابي وحق الاضراب، كلفنا ذلك ما كلفنا.

أحزاب عديدة بينها حزب العمال وحزب الوطد والتيار الديمقراطي والتكتل وغيرها شاركت في مسيرة اتحاد الشغل بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني على غرار الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمنتدى الاقتصادي والاجتماعي ونقابة الصحفيين.

موقف حزب العمال

وقال امين عام حزب العمال "حمة الهمامي": قيس سعيد بدأ يفتضح اكثر فأكثر، واعتقد ان الشعارات التي يرفعها بدأ الناس يكتشفون انها شعارات كاذبة، وهي كلمة حق يراد بها باطل، وهذا الشيء الذي نعتقده انه سيجعل القوى الشعبية والديمقراطية والقوى التقدمية والقوى المتمسكة بأصول الثورة التونسية انها تتحد اكثر.

موقف حركة النهضة التونسية

أكدت حركة النهضة التونسية اعتقال عضو البرلمان السابق وعضو مجلس شورى الحركة أحمد لعماري يوم السبت في منزله بمدينة بن قردان جنوب تونس دون توضيح الأسباب.

ودانت الحركة بشدة في بيان، ما اعتبرتها بعملية الاعتقال التعسفية وتواصل حملة اعتقال المعارضين السياسيين والنقابيين وإمعانا في سياسة الهروب إلى الأمام وما اعتبرته تطورا خطيرا في استهداف الحريات الفردية والعامة.

موقف السلطات التونسية

وكانت السلطات التونسية قد منعت وفد الكونفيدرالية الدولية للنقابات من دخول تونس للمشاركة في مسيرة الاتحاد.

وكان الرئيس قيس سعيد قد اعتبر في وقت سابق انه لا مجال لدعوة شخصيات اجنبية للتظاهر داخل تونس وذلك في تصعيد واضح للتوتر بين الطرفين.

وفي موضوع آخر، قالت وزارة الداخلية التونسية إنه على إثر إقدام بعض الأشخاص على حرق علم الولايات المتحدة على هامش وقفة احتجاجية انتظمت بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، تولت الوحدات الأمنية إيقافهم والاحتفاظ بهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

ودعت وزارة الداخلية في بيان إلى عدم الخلط بين حرية التعبير والتظاهر السلمي وبين إتيان ممارسات من شأنها الإساءة أو الاعتداء على الغير.

بينما تتأزم الأوضاع أكثر تتراجع فرص البلاد في التوصل إلى حلول جدية.