عملية تل أبيب البطولية والرد الطبيعي على جرائم الاحتلال + فيديو

السبت ١١ مارس ٢٠٢٣ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

أكد الباحث السياسي الفلسطيني صالح أبوعزة أن اتخاذ حماس القرار بالمضي قدما في العمليات المقاومة يعني بدء مرحلة جديدة من المقاومة، سينظر إليها الاحتلال بخطورة.

العالم فلسطين

ووفي حوار مع برنامج "مع الحدث" لقناة العالم الإخبارية أشار صالح أبوعزة إلى أن عام 2023 كانت فيه ميزة بأن جرائم الاحتلال ومجازره في جنين ونابلس وأريحا والقدس تم الرد عليها فلسطينيا على أكثر من مستوى وبأسرع وقت ممكن، وأوضح: بمعنى أن العامل الزمني لعب دورا كبيرا في العمليات الفدائية التي نفذت.. حيث رأينا حينما ارتكبت مجزرة مخيم جنين كان الرد بأقل من 24 ساعة في عملية خيري علقم.

ولفت إلى أن عملية تل أبيب الأخيرة قد أشار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إليها بعبارة دقيقة حين قال إن كتيبة جبع التي استشهد منها ثلاثة شهداء تم الرد عليها من إخوتنا في كتائب القسام، وبين أن: هذا يؤكد على مسألة نظرة فصائل المقاومة لضرورة تثبيت مشروع وحدة الساحات، ليس على المستوى الجغرافي فحسب بل على مستوى الوحدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأضاف: نحن نعلم أنه منذ سبتمبر 2021 وبعد تحرر الأبطال الستة وتأسيس كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس كان النشاط العسكري الأبرز (كان هنالك نشاطات أخرى لفصائل المقاومة) ولكن كان النشاط الأبرز لسرايا القدس، ثم دخلت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، والآن منذ بداية هذا العام كان هنالك نشاط ملحوظ لكتائب القسام في الضفة المحتلة.

ولفت إلى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية أعداد كبيرة من المقاومين داخل الضفة المحتلة، من عناصر وكوادر، حيث يكاد يكونون بالآلاف.. وأوضح: في اعتقادي أن حماس شعبيا موجودة في الضفة المحتلة بعناصرها وكوادرها وقياداتها، ولكن منذ عام 2007 تمت محاربتها بشكل خاص بعد الانقسام الذي حصل ما بين الضفة وغزة، الآن حينما نتحدث عن محاولة بعض الأطراف تغييب غزة وتغييب المقاومة في غزة ترد فصائل المقاومة الفلسطينية عبر "تفقيس" ساحات أخرى في الضفة والقدس والداخل المحتل.

وبشأن قدرة فصائل المقاومة وقدرة حماس خلص صالح أبوعزة إلى القول إن حماس من أكبر فصائل المقاومة الفلسطينية، ولفت إلى أن اتخاذ حماس هذا القرار بالمضي قدما يعني ذلك أننا سنكون أمام مرحلة جديدة من المقاومة، لأننا اعتدنا على حركة حماس بعمليات نوعية ومميزة خلال الانتفاضة الثانية (بالإضافة طبعا إلى فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى)، ولكن حماس هي عصب المقاومة، وجود حماس في الضفة المحتلة بالإضافة إلى باقي فصائل المقاومة الفلسطينية سنكون بكل تأكيد أمام مرحلة جديدة سينظر إليها الاحتلال بخطورة.

من جانبها أكدت الناشطة السياسية د.آمال وهدان أن المعادلة الفلسطينية قد فرضت نفسها على الأرض وأن قرار وأشكال المواجهة مع العدو الصهيوني قد ارتقت، ولا يمكن للجيل المقاوم أن يتراجع خطوة بل إنمما عمليات الهجوم مستمرة ضد العدو.

وأكدت آمال وهدان أن العدو الصهويني يقع الآن في مقتل من كل النواحي سواء كان على صعيد المعسكر الداخلي أو على صعيد المواجهة مع الفلسطيني.

وأضافت أن: الفلسطيني الذي قرب أن يغزو هذا العدو بأهم شارع له، وهو قريب من وزارة ما يسمونه وزارة الدفاع الصهيونية.. هذا يدل على أن قرار المواجهة وأشكال المواجهات ارتقت، على الرغم من كل إجراءات القمع سواء هدم البيوت أو اعتقال الأهالي أو سياسة الاغتيالات.

ولفتت إلى أن من يقرر أن يفعل هذه العملية هو ذاهب إلى تنفيذها وإلى استشهاده في ذات الوقت، مبينة: لأنه عندما يشهر المسدس فقد انتهت المسألة وعليه أن يستمر حتى النهاية من أجل إحداث أكبر ضرر في هذا العدو وفي عقر بيته.

وأضافت: بالرغم من ما يجري في داخل هذا المعسكر من ارتباك على كل المستويات، فإن المظاهرات التي تجري الآن قد أحدثت ارتباك بنيوي في صفوف أجهزته الأمنية وقواته الجوية وفي صفوف الجيش.. وعلى المستوى السياسي وبكل المستويات يعيش هذا المحتل في مأزق حقيقي.

وأشارت إلى أنه وبغض النظر عن كل العوامل الأخرى فإن المعادلة الفلسطينية قد فرضت نفسها على الأرض الآن، وأضافت: الشعب ومقاومته وشبابه الآن هم في قرار قطعي وحاسم في المواجهة، فحدة التناقضات وصلت إلى حدها الأقصى.. لا يمكن لهذا الشعب ولهذا الجيل المقاوم أن يتراجع خطوة، بالعكس فإن عملية الهجوم عملية مستمرة.

وأضافت أن: الكتائب تنتقل مثل النار من منطقة إلى أخرى، وباتت الضفة الغربية سبب قلق وجودي وليس أزمة أمنية هنا أو هناك.. كل الضفة الآن كتلة مشتعلة في وجه هذا المحتل وفي وجه بن غفير وحكومته وتطرفه وقمعه وإجراءاته وتهديداته.. والآن هو لا يستطيع أن يقف أمام هذا الهدير وهذا الجيل الذي لا يوجد أمامه الآن شيء يخسره بل بالعكس كل ما أمامه هو مكاسب حتى باستشهاده.

وخلصت إلى القول إنه و: باستشهاد معتز وغيره من المقاومين الأبطال هو يعطي نموذج لباقي الشباب للحاق به لاستكمال هذا الدرب حتى عملية التحرير النهائي، ونحن بتنا أمام ما يجري في كل الساحة سواء كانت بالداخل الفلسطيني أو بالضفة أو بأراضي الـ48.. حيث أن أراضي 48 أيضا هي ساحة مشتعلة بكل الأحوال.. يمكن تكون الآن خامدة لكن هناك اشكال أخرى من المقاومة.

هذا وأكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد الغول أن عمليات تل أبيب الأخيرة تضمنت رسالة إلى أن المعركة مع الاحتلال إنما هي معركة مفتوحة ومستمرة، مشددا على أن هناك فرصة حقيقية بتصعيد المقاومة بكل أشكالها ومكوناتها حيث شكلت العملية نقطة تحول في الصراع مع الكيان الصهيوني.

وأشاد محمد الغول بالشهيد معتز الخواجة، الذي وصفه بالفدائي البطل: الذي ترجم خيار شعبنا الفلسطيني بالرد السريع، كما كل شهداء ومقاومي شعبنا الذين سبقوه على درب الحرية، في إشارة منهم إلى أن معركتنا مع الاحتلال هي معركة مفتوحة ومستمرة حتى زوال الاحتلال عن كل فلسطين.

وأكد الغول قائلاً: بالتأكيد نحن أمام حالة نضالية كفاحية جديدة ذات بعد وامتداد ثوري يمتد في عروق وأذهان وقلوب شعبنا الفلسطيني، نحن أمام جيل شاب جديد.

وأكد أن: الفصائل الفلسطينية أيضا ليست ببعيدة عن المعركة بغض النظر عن تبني فصيل أو كتيبة أو أي تشكيل من التشكيلات، إلا أن المقاومة باعتبارها ثقافة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني، والفصائل الفلسطينية ساهمت بشكل مهم في تشكيل حالة الوعي والمقاومة الفلسطينية.

وأضاف: كل هذا يدعونا إلى أننا أمام نقطة تحول في الصراع مع هذا الكيان الصهيوني، خاصة في هذه الظروف الحساسة والدقيقة.. أن تأتي هذه العملية في ظل حالة الاستنفار الأمني لدى الكيان الصهيوني وفي هذا المكان على وجه التحديد في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب في الداخل الفلسطيني المحتل.

وأكد القيادي في الجبهة الشعبية: نقول بشكل واضح إن هذه الشجاعة والندرة والبسالة التي يتمتع بها أبناء شعبنا والشباب الفلسطيني الثائر يؤكد أن كل مجازر وجرائم الاحتلال لن تمر دون عقاب، وأن شعبنا الفلسطيني سيرد الصاع صاعين على كل جريمة يرتكبها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

وشدد على أن العملية لها العديد من الرسائل والدلالات، وأوضح: أولى هذه الرسائل هي موجهة للكيان الصهيوني وفي ظل ما يعيشه الكيان من أزمات داخلية حيث يتآكل من الداخل، وأن الرسالة واضحة في هذا الشارع وفي وسط تل أبيب، في إشارة من المقاومة الفلسطينية إلى أننا جاهزون لنقل المعركة إلى هناك، وأنه عندما يتبنى فصيل فلسطيني أو حماس هذه العملية فهي أيضا رسالة واضحة بأن الرد سيكون في أي مكان وفي أي زمان وفي كل الساحات، ولا يمكن أن نحيد أي ساحة من ساحات النضال.

وشدد على أنه المواجهة مع الاحتلال ستكون مختلفة، مبيناً: لأن ما دام الاحتلال موجود على الأرض الفلسطينية ويبطش ويقتل في أبناء شعبنا على مدار اللحظة فالمقاومة سوف لن تقف مكتوفة الأيدي.

وفي ظل تنامي وتصاعد المقاومة في الضفة أشار محمد الغول إلى أنه وخلال 24 ساعة الماضية حدثت أكثر من 18 نقطة اشتباك مسلح في خطوط المواجهة الشعبية، إضافة إلى ما يحدث في الداخل.

وأضاف: إذا تطلب الأمر ستكون المقاومة جاهزة وستتوحد كل الساحات، وعليك أن تتخيل كيف سيكون المشهد.

وفي إشارة إلى الأزمات الداخلية في الكيان وما يشهده من حال التآكل والصراع والشرخ التام في الكيان الصهيوني وأيضا تصاعد المقاومة الآن أكد محمد الغول قائلاً: نحن أمام فرصة حقيقية بتصعيد المقاومة بكل أشكالها ومكوناتها، وأن ندعم في اتجاه تصعيدها في الضفة المحتلة وفي القدس، باعتبار أن المعركة الأساسية والرئيسية والاستراتيجية هناك.

وخلص القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن: هذه المعركة هي معركة الشعب الفلسطيني ومعركة كل مكونات شعبنا.. حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد، ويجب أن تتكاثف كل الجهود وأن نستخدم فيها كل وسائل وأشكال النضال المتعددة.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..