الحق مع رغد صدام.. العراقيون لم يتعاملوا مع جثة والدها كما تستحق!

الحق مع رغد صدام.. العراقيون لم يتعاملوا مع جثة والدها كما تستحق!
الإثنين ٢٠ مارس ٢٠٢٣ - ٠٢:١٠ بتوقيت غرينتش

"هذا الشيء شرعا لا يجوز عند المسلمين، أما من الناحية الأدبية فالرموز لا يساء لها بأي طريقة.. هذه الأمور غير قابلة للنقاش ليس فقط في العراق وإنما في كل الدول بالعالم في الدول العربية وغير العربية أيضا". هذا الكلام هو لرغد صدام، قالته ردا على ما قاله رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي عن رؤيته جثة والدها صدام حسين ملقاة في المنطقة الخضراء بعد إعدامه.

العالم كشكول

نعتقد جازمين ان رغد تعلم وبالتفصيل ما فعل والدها بالعراقيين عامة وبمعارضيه خاصة، خلال حكمه الاسود، لان خالها وزوجها وزوج اختها، كانوا ايضا من ضحايا والدها، لذلك نرى في دفاعها عن والدها وحكمه، يعني انها تدافع عن جرائمه وتؤيدها، وبذلك تكون شريكة في تلك الجرائم كما كان خالها وزوجها وزوج اختها واعمامها شركاء في تلك الجرائم.

بداية، نحن نرى كما ترى رغد، ان العراقيين تعاملوا بطريقة مع والدها لا يستحقها ولا تليق به، وذلك خلال اعتقاله ومحاكمته واعدامه ودفنه، لذلك كنا نتمنى، كما تتمنى رغد على ما نعتقد، ان يعامله العراقيون كما كان يعاملهم والدها، فرغد ترى ان نظام والدها هو افضل نظام حكم في العراق، لذلك كان يجب على الحكام الجدد، ان يستنسخوا طريقته في التعامل مع العراقيين، ويطبقوها على والده، وعندها فقط ستنام رغد قريرة العين.

سنمر سريعا على بعض الاساليب والطرق التي كان يتعامل بها صدام مع معارضيه والشعب العراقي، ونطالب حكام العراق الجدد، ان يتعاملوا بها مع مجرمي البعث الصدامي، حتى ترضى عنهم رغد، ولا تتهمهم بانهم لا يتعاملون كما يتعامل المسلمون مع الجثث.

-كان عليهم ان يرموا جثث صدام وبرزان ووطبان وسبعاوي وعدي وقصي وو..، الى الوحوش لتأكلها، كما كان يفعل النظام الصدامي بمعارضيه، ولكن هناك فرق واحد، وهو ان النظام كان يلقي معارضيه وهم احياء الى اقفاص الاسود والنمور والكلاب الجائعة.

-كان عليهم ان يلقوا جثة صدام في ماكنة فرم اللحم البشري، كما كان يفعل النظام الصدامي بمعارضيه والناس العاديين، ولكن هناك فرق واحد، وهو ان النظام كان يلقي معارضيه في تلك الماكينات وهم احياء.

-كان عليهم ان يلقوا جثة صدام بحوض للتيزاب (ماء النار)، لاذابتها والتخلص منها، كما كان يفعل النظام الصدامي بمعارضيه وحتى المواطنيين العاديين، وكما فعل بالعلوية الفاضلة الشهيدة بنت الهدى، ولكن هناك فرق واحد، وهو ان النظام كان يلقي معارضيه في تلك الاحواض وهم احياء.

-كان عليهم ان يدفنوا صدام حيا، كما فعل هو عندما دفن مئات الالاف من العراقيين احياء دون ذنب، بينهم اطفال ونساء وشيوخ، في صحارى العراق.

-كان عليهم ان يقطعوا لسانه ويقتلعوا عينيه وهو حي، كما كان يفعل هو بمن يشك في ولائه لنظامه، ويكفي تقرير واحد ضد اي عراقي ليواجه هذا المصير.

-كان عليهم ان يغيبوا قبره، كما غيب قبور معارضيه، لا ان يسلموا جثته لعشيرته لتدفنه وتقيم له سرادق العزاء، وتبني على قبره ضريحا.

-كان عليهم ان يحرموه من المحاكمة، كما حرم هو الشعب العراقي منها، فالوشاية والاعترافات تحت التعذيب في زمن والد رغد صدام، كانت تكفي لاعدام العشرات دون اي ذنب. وهنا تستحضرني حادثة اليمة جدا، واعتقد ان رغد سمعتها هي ايضا، ففي بداية ثمانينيات القرن الماضي، اعتقل طالب جامعي بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة الاسلامية، وتعرض لتعذيب وحشي لا يوصف، وطلب منه ان يعترف على مسؤوله الحزبي، فاراد الشاب التخلص من التعذيب فقال اسمه صباح، وهو ينطق بهذا الاسم فارق الحياة، عندها قام جلاوزة والد رغد، وعلى مدى شهر كامل باعدام ما يقارب 240 طالبا جامعيا ذنبهم الوحيد هو ان اسمهم صباح.

قلنا ونكررها، ان رغد كانت على صواب بقولها، ان العراقيين تعاملوا مع والدها بطريقة لا تليق به ولا يستحقها، لذلك نتمنى على حكام العراق، ان يأخذوا بـ"نصائح" ابنة صدام، وان يتعاملوا من الان فصاعدا مع معارضي العراق الجديد، من البعثية والصدامية، بنفس طريقة والدها.