معركة "ثأر الأحرار" تدخل يومها الخامس.. غزة لن ترفع الراية البيضاء

معركة
السبت ١٣ مايو ٢٠٢٣ - ٠٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

بعد دخولها اليوم الخامس اليوم السبت، يمكن استشراف نتيجة معركة "ثأر الاحرار"، بين المقاومة في غزة من جانب، وبين الكيان الاسرائيلي المحتل من جانب آخر، بانها ستكون نصرا مؤزرا للمقاومة، وهزيمة مدوية لجيش الاحتلال.

العالم قضية اليوم

قد يعتقد البعض اننا نبالغ في هذا القول، او نحاول من خلال ما نقول رفع معنويات المقاومة في غزة في هذه الظروف الصعبة، الا ان المراقب الحيادي، يمكنه ان يرى نهاية المعركة، كما نراها نحن، فيكفي ان تقاوم حركة جهادية، مثل حركة الجهاد الاسلامي، وهي على قلة العدد والعتاد، والمحاصرة داخل منطقة جغرافية ضيقة، وعلى مدى خمسة ايام، جيشا مدججا باحدث ما انتجته مصانع الغرب وامريكا من اسلحة، هو بحد ذاته انتصار كبير للمقاومة الفلسطينية، وهزيمة مدوية لهذا الجيش.

اللافت ان حركة الجهاد الاسلامي، التي تتعرض لهجوم ارهابي اسرائيلي شامل، لا تحده اي خطوط حمراء انسانية او اخلاقية، هدفه استئصال الحركة، او على الاقل دفعها لرفع الراية البيضاء، عبر اغتيال قياداتها هم وعوائلهم ، لم تضعف ولم وترفع الراية البيضاء فحسب، بل انها وفي اليوم الرابع من المعركة، بدات بتوسيع نطاق قصفها، واستهدافها لمواقع اسرائيلية جديدة، واربكت بذلك نتنياهو وجيشه.

في اليوم الرابع، وبعد ان اعلنت قيادة جيش الاحتلال انها حققت اهدافها من العملية، فاذا بصواريخ المقاومة تصل الى القدس بعد تل ابيب، كما استهدفت المقاومة الفلسطينية تجمعات لآليات وجنود الاحتلال بقذائف من العيار الثقيل، وتحقق إصابات دقيقة ومباشرة، وتم رصد تصاعد دخان أسود كثيف من منطقة تمركز آليات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال في منطقة ناحل عوز، خلف السياج الفاصل شرق مدينة غزة.

رد المقاومة في اليوم الرابع من العدوان الاسرائيلي، جاء في الوقت الذي كانت وسائل اعلام اسرائيلية تتحدث عن مناقشة "اسرائيل" الوساطة المصرية لوقف القتال، بمعنى ان المقاومة ليست في وارد الدخول في اي مناقشة لوقف القتال، مع اي جانب كان، مادامت شروطها التي اعلنتها، وفي مقدمتها وقف جرائم الاغتيال لقيادتها لم تتحقق، وهو ما يعني ان في جعبة المقاومة العديد من المفاجآت.

كل يوم يمر تتكشف حقيقة أكاذيب نتنياهو وجيشه، بشأن تحقيق اهداف العملية، مثل استئصال حركة الجهاد او اضعافها، وهذه الحقيقة، لمسها المستوطنون الصهاينة، خوفا ورعبا، وهم محبوسون داخل الملاجىء، لا يجرأون على الخروج منها، على مدى الايام الماضية، خوفا من صواريخ المقاومة، التي فضحت عجز انظمة الدفاع الجوي الاسرائيلي، التي لطالما تباهت بها "اسرائيل"، والتي لم تُسقط سوى 170 صاروخا، من بين الف صاروخ اطلقتها المقاومة، وفقا لبيانات جيش الاحتلال!.

كما ان محاولات الكيان الاسرائيلي الايحاء بانه حيّد حركة المقاومة الاسلامية حماس، خلال المعارك، واستفرد بحركة الجهاد، هي محاولات تكذبها بيانات المقاومة في غزة بمختلف توجهاتها، والتي انضوت في غرفة عمليات مشتركة، وتعاملت وبحكمة وبحزم مع الغدر الاسرائيلي، عبر تدفيع نتنياهو، ثمن تهوره، الذي اعتقد خطئا، انه استهدف الحلقة الاضعف في المقاومة، لترميم ردع كيانه، وترميم سمعته التي باتت في الحضيض، فاذا بهذه الحلقة تلتف حول رقبته، ولن ينعتق منها، الا بعد ان يخسر منصبه، الذي من اجله اذل جنرالات جيشه، وسجن مستوطنيه في الملاجىء، وهو ما سيدفع امثال بن غفير وسموتريتش وباقي الارهابيين والعنصريين في حكومة نتنياهو، الى ان يفكروا الف مرة، قبل تنظيم مسيرة الأعلام والاجتياحات للمسجد الأقصى وباحاته، والتي من المقرر ان تجري في الاسبوع القادم.

أحمد محمد – العالم