الجهاد الاسلامي؛ اختراق القبة الحديدية ودكّ العاصمة الاقتصادية للكيان الصهيوني 

الجهاد الاسلامي؛ اختراق القبة الحديدية ودكّ العاصمة الاقتصادية للكيان الصهيوني 
السبت ١٣ مايو ٢٠٢٣ - ٠٧:٢٦ بتوقيت غرينتش

في معركة العام الماضي بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي، ارغم لابيد بعد ثلاثة أيام فقط من المعركة على ان يخضع لشروط الجهاد، لكن هذه المرة يبذل رئيس وزراء كيان الاحتلال بينيامين نتنياهو ما بوسعه لابداء موقف اكثر صلابة من خصمه لاجل الحفاظ على حلفائه من جهة والايحاء للإسرائيليين بأنه الوحيد الذي يمكنه ضمان أمنهم من جهة اخرى.

العالم - كشكول

ولهذا نرى نتنياهو يصرح بإنه غير مستعد لاعطاء اي التزام رسمي ومكتوب بإنهاء مشروع اغتيال قيادات الجهاد، واليوم ايضا قام باغتيال القائد اياد الحسني ... نتنياهو يسعى من خلال رفع منسوب التهديدات والإصرار على الاغتيالات، بأن يستنزف حركة الجهاد وارهاقها، وإذا جاز التعبير، من خلال فرض فضيحة عليها، التعويض عن هزيمة العام الماضي، والأهم من ذلك، من خلال هزيمة الجهاد الحيلولة دون تحول هذه الحركة إلى حركة كحزب الله لبنان والحشد الشيعي العراقي وأنصار الله اليمنية .

ويرى نتنياهو أن الرشقات الصاروخية التي تستهدف قطاع غزة، والتي يزعم انها بسبب حركة الجهاد، ستجعل أهالي غزة يشعرون بالاعياء واليأس، لاسيما وانها ادت لحد الان الى سقوط أكثر من 30 شهيدا وأكثر من 100 جريح من اهالي غزة، وتسببت بخسائر اقتصادية كبيرة، بل ويقال إنه بسبب نقص الوقود لن يحصل سكان غزة على الكهرباء لأكثر من 70 ساعة.

في المقابل لم تتراجع حركة الجهاد عن تهديد الكيان الاسرائيلي والإصرار على مواقفها ومطالبها، وكررت مرارا وتكرارا أنها لن توقف هجماتها حتى تحصل على التزام رسمي بوقف اغتيال القادة.

واليوم بالطبع بدأت الرياح المؤاتية للجهاد تهب من لبنان وإيران وفصائل المقاومة الأخرى، والاتصال الهاتفي بين الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة مع وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان وتصريحات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية زادت من عزيمة الحركة ، الحركة التي استطاعت باعتراف الكيان نفسه ان تخترق القبة الحديدية بـ 500 صاروخ من أصل 800 اطلقتها على الاراضي المحتلة، الامر الذي ارغم الكيان الصهيوني على تنشيط منظومة "مقلاع داود" لأول مرة في حياته، وان تستهدف تل أبيب ... العاصمة الاقتصادية وكذلك القدس لتحول غلاف غزة إلى واحدة من أكثر المناطق غير الآمنة في العالم.

يبدو أنه خلال هذه الأيام القليلة وفي المناطق البعيدة من قطاع غزة ... في القدس وحيفا ... أدرك الصهاينة انهم لم يعودوا بأمان ، وفي غلاف غزة وبالقرب من القطاع، فإن اليهود المزراحيين الذين وافقوا سابقا على العيش في هذه المنطقة من خلال الحصول على امتيازات إضافية، من الان فصاعدا إما سيطالبون بقدر اكبر من التنازلات أو سيلتمسون اللجوء من هذه المنطقة إلى داخل الاراضي المحتلة والمناطق البعيدة عن قطاع غزة. بالطبع في مثل هذا الوضع، ستصبح سياسات الكيان الاسرائيلي التي تم اتباعها وتنفيذها منذ عام 2005 بهدف إنشاء منطقة عازلة جغرافيا وديمغرافيا بين الكيان المحتل والفلسطينيين، هباء منثورا.

يبدو أن الحسابات الخاطئة في هذه الحرب التي بدأها نتنياهو في غزة ستظهر نفسها على المدى الطويل بشكل اوضح، رغم أن حياة هذا الصراع سوف لن تقتصر بضع ساعات أو بضعة أيام .