قضيتان شغلت حيزا هاماً ومرتكزاً كبيراً في ثورة الامام الراحل.. شاهد الفيديو

السبت ٠٣ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٣:٥٧ بتوقيت غرينتش

تحل الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام روح الله الموسوي الخميني "قدس سره"، بينما العالم الاسلامي يعاني التشتت والفرقة مبتعدا عن مفاهيم الوحدة وقضايا الامة الاسلامية.

لم تشغل قضية في وجدان الإمام الخميني قدس سره واهتماماته كالذي شغلته قضية القدس وفلسطين المحتلة.. تلك القضية كانت حاضرة على الدوام في كلمات الامام الخميني قدس سره السياسية والتعبوية، سواء في مرحلة تواجده بين الجماهير في ايران او خلال مسيرة النفي المتعددة البلدان، لكن بعد ان تحقق الهدف الاساس وسقط الشاه، وانكسرت هيبة الطاغوت ومعه ارادة امريكا، بعد ذلك تصدرت الاولوية الثانية التي قرأناها في ثنايا كلمات الامام "قدس سره"، وعنوانها اولوية تحرير القدس وفلسطين.

لقد اعطى الامام الخميني 'قده مسألة تحرير فلسطين، بكامل ترابها، كل الاهتمام الذي تستحق، وكل الابعاد التي ترمز اليها كإسلامية وقومية ووطنية، فضلاً عن كونها رمزاً لارهاب الصهاينة من جهة ولمظلومية الشعب الفلسطيني من جهة ثانية.. كما اشار الامام في كلماته وبياناته الى خلفيات الصراع مع العدو وميزه بأنه صراع عقائدي ديني وصراع قومي وصراع حضاري فكري.

اذن اضحت فلسطين وقضية تحريرها الاولوية الاولى بعد سقوط الشاه لما لها من تأثير في واقع الامة وفي مستقبلها..وكان اعلان الامام الراحل الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس ايذانا ببدء مرحلة جديدة من التحرير والمقاومة واستعادة المقدسات السليبة.

لقد وجّه الامام الخميني "قدس سره" الامة الاسلامية نحو القضية المحورية، قضية فلسطين، وركز الامام على الاسباب الكبرى والرئيسية التي تقف وراء ضياع المقدسات ، والتي تمثلت اساساً في الحكام والرؤساء والملوك والزعماء والامراء والحكومات والادارات والسلطات والانظمة الحاكمة في دول المسلمين.

قضية اخرى شغلت حيزا هاما ومرتكزا كبيرا في ثورة الامام الراحل، وهي الوحدة والتضامن الإنساني.. فالتفرقة والتشتت اعتبرها الامام الخميني قدس سره من أبرز عوامل انحطاط المجتمعات وضعفها وتخلفها وهزيمتها. ومن هنا كان حرصه رضوان الله تعالى عليه وفي كل عام على نداء يوجهه إلى حجاج بيت الله الحرام وسماه بنداء الوحدة، يحث فيه المسلمين على نفي الخلافات في ما بينهم ..ولقد خلدت هذه الكلمات في قلوب المحبين للإسلام، وفي قلب كل حريص على إعلاء رايته، ومن هذه الكلمات استُلهم شعار: يا مسلمي العالم اتحدوا اتحدوا!

وفي ذكرى رحيله لا تزال مفاهيم ثورة الامام الراحل عميقة في وجدان الامة، وها هي دعوات المقاومة ومقاومة الغاضبين والمحتلين تؤتي ثمارها في العالم الاسلامي رفضا للارهاب الاميركي الاسرائيلي وتثبيتا لحقوق الامة الاسلامية ودورها الطبيعي في محورية العالم الجديد الاخذ في التشكل.