العالم - لبنان
لم يُعجب التعديل الأخير "حزب الله"، الّذي أبدى وقتذاك انزعاجه من الخارجية اللبنانية التي لم تحرّك ساكناً تجاه هذا التعديل الجوهري، لكن بحسب معلومات "النشرة" فإن الحزب أبلغ من يعنيهم الأمر يومها أن التعديلات لا تعنيه، وسيتعامل مع كل موقف لليونيفيل بالطريقة المناسبة.
بالنسبة الى الحزب فإن وجود قوات الطوارئ في لبنان يُفيد الاسرائيلي حصراً، أو على الأقل لا يُفيد لبنان ولا يحميه ولا يقدّم له أي منفعة تتعلق بالأمن والاستقرار، لكنّه تعايش مع هذا الوجود واكمل عمله العسكري واللوجستي بشكل شبه طبيعي، قبل قرار التعديل وما بعده.
من فرض التعديل على قواعد عمل "اليونيفيل" العام الماضي كان يرغب بمزيد من التعديلات، والفرض كان باستخدام سلاح المال والتمويل، حيث استعملت الولايات المتحدة الأميركية قوتها المادّية في هذا السياق، وبحسب معلومات "النشرة" فإنّها تسعى لفرض المزيد من التعديلات لأنها تعتبر أن مهمّة اليونيفيل بضبط عمل الحزب وتقليص قدراته على التسلح والتحضير لا تُطبّق، لكن هذه التعديلات لن تكون بسيطة على الإطلاق ويقول الكاتب اللبناني محمد علوش انه في لبنان وافق مجلس الوزراء في 21 حزيران الماضي على طلب وزارة الخارجية والمغتربين الموافقة على تجديد ولاية اليونيفيل، وبحسب مصادر سياسية متابعة فإن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب تحدث خلال جلسة الحكومة عن سعيه الى حذف الفقرة التي تضمّنها قرار التجديد السنة الماضية، والتي تنص على أن "اليونيفيل لا تحتاج إلى إذن مسبق من أيّ شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، ويُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقلّ".
وتُشير المصادر عبر "النشرة" الى أن سعي بو حبيب لضمان تقديم هذا الطلب، قبل الحديث عن تحقيقه، لا يكفي لذلك فهو بحاجة الى قرار حكومي واضح، ورسالة رسميّة الى الأمم المتحدة، ودعم دولي يُشكل عبر ضغط الفريق اللبناني بالأمم المتحدة وقيامه باتصالات ومشاورات مع أصدقاء لبنان، وهو ما لم يحصل أيضاً حتى اليوم، وربما لن يحصل بسبب الترهّل الحاصل بالجسم الدبلوماسي اللبناني الذي يتلقّى بشكل شبه يومي أخباراً سيئة.
بحسب المعلومات فإن "حزب الله" سيكون سعيداً لو تمّ إلغاء هذا التعديل، لكنّه لا يعتبر هذه المعركة أساسيّة له ولعمله، لأنّه سبق واتّخذ قراره العام الماضي بعدم التركيز على النصوص إنما على تحركات قوات الطوارئ على أرض الواقع، لذلك كان له تحركات كثيرة مؤخراً عند الحدود في مناطق مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والتي استكملت مؤخراً بإنشاء خيمتين داخل الأراضي المتنازع عليها وبشكل علني للمرة الأولى، وهو ما يشكل رسائل واضحة من الحزب في أكثر من اتجاه، أحدها قوات الطوارئ التي يدخل ملفّ التجديد لها دائرة البحث الجدي خلال شهر آب.
مراسل العالم