ويرى المختص بالشؤون الاسرائيلية علي حيدر، انه لا يمكن الفصل بين عملية تل ابيب وبين معركة جنين، بل هي جزء من المعركة ومن الرد والتصدي للعدوان الاسرائيلي مع اساليب تتناسب مع ظروف المقاومة. ويقول: ان الاهم في عملية تل ابيب، في توقيتها ومكانها وفي هوية المقاوم ومنطقة الخليل الذي انطلق منه، وايضاً اعلان حماس عن المسؤولية عن العملية لما من رسائل واضحة.
ويوضح، ان توقيت عملية تل ابيب مرتبط بسياق المعركة الدائرة في جنين واشعار الاحتلال الاسرائيلي بالدليل الملموس وبالدم ايضاً بانه لا يمكن الاستفراد بجنين وان الامور مفتوحة على سيناريوهات كثيرة مشيراً الى ان هذا ما حذر منه قادة المقاومة منه في بداية المعركة.
ويضيف، ان معركة جنين اذا طالت قد تكون هناك عمليات اخرى للمقاومة واشد منها في مناطق مختلفة للكيان الاسرائيلي، معتبراً ان رسائل عملية تل ابيب بضرب عمق الكيان الاسرائيلي رداً على اعتداء جنين، جاءت في توقيتها مدوية لدرجة دفعت نتنياهو الى القول زاعماً ان من يظن ان هذه العملية ستردعه فهو مخطيء، بالرغم من انه يدرك انها جزء من الثمن الذي سيطالب به لاحقاً على مستوى الجمهور الاسرائيلي باعتبار ان العامل المحفز لهذه العملية في هذا التوقيت هو اعتداءه على جنين، ولهذا سيتعرض للمساءلة عن ماذا حقق في جنين ليدع الجمهور يدفع هذا الثمن.
ويؤكد ان اعلان حماس المسؤولية فيها رسالة بان معادلات الردع المتبادلة في قطاع غزة، لا تقيد المقاومة في الضفة الغربية وخياراتها مفتوحة والدليل على ذلك انها بادرت بعملية تل ابيب. ويعتبر تحديد الجيش الاسرائيلي مدة اعتداء جنين 48 ساعة له بُعد تكتيكي لانه يخشى من التورط، باعتبار انه اذا طال وجوده في جنين فسيتحول الى اهداف.
بدوره، يرى الباحث في الشؤون الاسرائيلية د. عدنان الافندي، ان عملية تل ابيب كانت مفاجئة للاحتلال الاسرائيلي، خاصة وان منفذ العملية جاء من منطقة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
ويقول: ان رد المقاومة على اعتداءات العدو الاسرائيلي على جنين، تؤشر بشكل واضح بان كل الضفة المحتلة وكل ابناء الشعب الفلسطيني يتضامنون مع جنين، وانها ليست لوحدها، ولن يستطيع الاحتلال التفرد بها كما كان يعتقد الصهاينة. ويوضح، ان الكثير من المحللين السياسيين الاسرائيليين كانوا يقولون ان جنين لوحدها ولن يتم التضامن مع مقاومي مخيم جنين، ولكن عملية تل ابيب اثبتت العكس بان كل الشعب الفلسطيني يتضامن مع المقاومين.
ويضيف، ان اعلان حماس بان منفذ عملية تل ابيب هو من حركة حماس، اثبتت بان المقاومة قادرة على الرد، وبان ما قالته المقاومة عن الخطوط الحمر كان له دور كبير، معتبراً ان عملية تل ابيب البطولية كانت لها عمق استراتيجي لكيان الاحتلال الاسرائيلي، وان حدود العملية البطولية من ضمن الاسباب التي جعلت الاحتلال يفكر بأن ينهي عملية جنين، بالرغم من انه اعلن سابقاً بان عمليته محدودة وقد تستمر لايام.
ويؤكد ان قادة جيش الاحتلال قالوا ان هدف عمليتهم الرئيس في جنين هو القضاء على المقاومة، ولكنهم لم يحققوا شيئاً، وكل ما نشره الاعلام العبري هو من اجل رفع معنويات الجيش الذي هُزم في مخيم جنين رغم الخراب والدمار وسقوط شهداء.
ما رأيكم..
كيف يقرأ فشل الاحتلال في عدوانه على جنين ومخيمها لمنع تحولها نموذجاً للمقاومين؟
ماذا عن عجزه في التقدم نحو عمق المخيم وسط التفاف الاهالي حول المقاومة؟
كيف تعامل مع اليوم الثاني مع تطور قدرات المقاومة لتشمل كامل الضفة الغربية؟
هل جاءت عملية تل ابيب رداً اولياً على جنين ولتزيد من اخفاقات الاحتلال؟