العلاقات الإيرانية السعودية.. مصلحة عربية وإسلامية

العلاقات الإيرانية السعودية.. مصلحة عربية وإسلامية
السبت ١٩ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٢:٤١ بتوقيت غرينتش

روجت بعض الجهات، التي لا تتمنى الخير لدول المنطقة وشعوبها، خلال الفترة الماضية، لمزاعم واهية مفادها ان الاتفاقية بين ايران والسعودية بإستئناف العلاقات الثنائية بينهما، ليست سوى اتفاقية على الورق فقط، الا ان الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان الى السعودية، خلال اليومين الماضيين، وما تمخض عنها من مواقف وتصريحات من قبل مسؤولي البلدين، اكدت وجود ارادة سياسية قوية وجادة في ايران والسعودية، على تفعيل الاتفاقية، بما يقدم مصلحة البلدين الجارين المسلمين.

العالم قضية اليوم

عندما يؤكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لدى استقباله وزير الخارجية الايراني أمير عبداللهيان في جدة، على ان نظرة السعودية الى العلاقات مع ايران استراتيجية، وان بلاده لديها عزم جاد في هذا المجال، وتشديده على ان اللقاءات بين مسؤولي البلدين، ستترك تأثيرات اساسية على تنمية العلاقات الثنائية ومتعددة الاطراف وترسيخها، فهذا يعني ان الرياض، كما طهران، لم ولن تنظر الى الاتفاقية على انها تكتيك، فرضته ظروف استثنائية، كما يروج لذلك اعداء البلدين والمنطقة.

بالاضافة الى ذلك، فان مازاد من احباط ويأس اعداء البلدين والمنطقة، هو اصرار مسؤولي البلدين على أن الأيام المقبلة ستشهد تبادلا للسفراء بينهما، بعد ان افتحت ايران سفارتها في السعودية في السادس من حزيران/يونيو الماضي، بينما أعادت السعودية فتح سفارتها في إيران في أوائل أب/ أغسطس الحالي، حيث شكك البعض في جدوى افتتاح السفارات، ووصفوه على انه اجراء استعراضي لن يرقى الى مستوى تبادل السفراء!.

المتابع لمواقف امريكا والكيان الاسرائيلي، خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد ان وقعت ايران والسعودية اتفاقا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، في اذار/ مارس الماضي برعاية الصين، يلمس محاولات محمومة لوضع عراقيل امام هذا التقارب، من قبل امريكا والكيان الاسرائيلي، بطرق واساليب في غاية الخبث، عبر الايحاء بان امريكا ترعى جهودا ستنتهي بتطبيع السعودية علاقات مع الكيان الاسرائيلي، وهو ما تبين لاحقا، انها لم تكن سوى خدعة، لم تنطل على السعودية، التي بدات باعتماد سياسة خارجية، لا تحصر كل الخيارات بامريكا فقط، بل عملت على تنويع خيارتها، وبان ذلك وبكل وضوع من تقاربها الوثيق مع الصين، المنافس التقليدي لامريكا، وعدم اتخاذ موقف مؤيد بالكامل لامريكا في قضية الحرب في اوكرانيا، كما لم تمتثل لمطالب امريكا ،عندما رفضت زيادة انتاجها من النفط في "اوبك بلاس"، في تأييد واضح لموقف روسيا، واخيرا، اعادت افتتاح سفارتها في ايران، كما وجهت دعوة رسمية للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لزيارتها، وفي المقابل ردت ايران بتوجيه دعوة رسمية لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لزيارة طهران.

بات مؤكدا ان ايران والسعودية تمتلكان إرادة سياسية كاملة لتحسين علاقاتهما وتجاوز المشاكل التي حصلت في الماضي، وهي مشاكل كانت في اغلبها صناعة امريكية بامتياز، ان العلاقات الايجابية بين ايران والسعودية، تنعكس حكما على جميع دول المنطقة، نظرا لاهمية البلدين، سياسيا واقتصاديا وجغرافيا، وقد كان مساعد وزير الخارجية الايراني رسول موسوي، مصيبا عندما كتب عبر صفحته على منصة "إكس"، تويتر سابقا يقول: ان جمیع الدول الإسلامية دون استثناء رحبت بتحسن العلاقات بين إيران والسعودية، فمعظم هذه الدول تعتقد أن العلاقات الجيدة بين گهران والریاض تصب في مصلحتها، وتأمل في حل بعض المشاكل في المنطقة، ومن الضروري أن تولي الدولتان مزيدا من الاهتمام لمسؤوليتهما الجسيمة في العالم الإسلامي.

مصطفى فتحي