أمن دول الخليج الفارسي لا يتجزأ.. وأمن إيران من أمن دوله

أمن دول الخليج الفارسي لا يتجزأ.. وأمن إيران من أمن دوله
السبت ١٩ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

عندما تصر ايران على انه بمقدور دول المنطقة، وخاصة دول الخليج الفارسي، الدفاع عن مصالحها، وتوفير الامن للممرات المائية وحركة الملاحة البحرية في مضيق هرمز وبحر عمان والبحر الاحمر، دون الاستعانة بقوات اجنبية، فإن هذا الاصرار الايراني لم يأت من فراغ، بل يأتي انطلاقا من امكانيات هائلة تمتلكها هذه الدول، وفي مقدمة هذه الامكانيات، هو التفاهم والتعاون بين هذه الدول.

العالم كشكول

على سبيل المثال لا الحصر، فان ايران التي تعتبر من الدول المهمة في هذه المنطقة الى جانب السعودية وباقي الدول الاخرى، أجبرت بما تملك من قوة عسكرية، حاملات الطائرات والمروحيات الأميركية ان تحترم و تلتزم بقوانين ايران عند مرورها من مضيق هرمز، كما اعلن قائد القوة البحرية في حرس الثورة الإيراني، علي رضا تنكسيري.

بحرية حرس الثورة الاسلامية، لن تتوانى لحظة واحدة، في ردع القطع البحرية الامريكية عندما تتقصد استفزاز القوات الايرانية او الاقتراب من المياه الاقليمية الايرانية او انتهاك القوانين الدولية، ويذكر تنكسيري حادثة وقعت قبل فترة عندما توجهت القطع البحرية التابعة لحرس الثورة نحو حاملة طائرات أميركية في مياه الخليج الفارسي، وأجبرتها على الهرب والاستقرار بعيدا على مسافة 180 ميلا.

القانون الايراني لا يفرض على امريكا فقط، فدول حلف الناتو أيضا باتت تلتزم بقوانين إيران، وتأخذ تحذيرات حرس الثورة بعين الاعتبار، فايران لم ولن تجامل احدا عندما يتعرض الامر بامن واستقرار المنطقة.

هذه القوة الايرانية، هي في الحقيقة، قوة لجميع دول المنطقة، والامن الذي تحرص عليه ايران، هو امن هذه الدول ايضا، فامن الخليج الفارسي ومضق هرمز، هو امن لا يمكن تقسيمه او تفكيكه، لذلك لم تعد الكذبة التي كانت تكررها امريكا سابقا وبكثرة وهي ان "ايران تزعزع امن المنطقة" ، تنطلي على دولها، لمعرفة هذه الدول ان من الغباء ان تعمل ايران على تعريض امن منطقة تعتبر هي جزء منها، وتربطها مصالح متشابكة مع دولها، فايران من احرص دول المنطقة على استقرارها وامنها، وما التقارب الايراني السعودي الا دليلا قويا على الاهمية التي توليها ايران ودول المنطقة على امنها المشترك.

ان قوة ايران، هي قوة لجميع دول المنطقة، وان هذه القوة تتضاعف لو اضيفت اليها قوة الدول المطلة على الخليح الفارسي، لذلك لا حاجة لهذه الدول لقوات اجنبية اول ما تفكر فيه مصالحها، واخر ما تفكر فيه هو مصالح المنطقة ودولها.

ان إيران اليوم تتلقى طلبات من قوى عظمى، كان من المتعذر على ايران ان تخاطبها حتى عبر عدة وسطاء في يوم من الأيام، لشراء المعدات المتطورة والدفاعات الجوية من ايران، كما اعلن ذلك قائد قوات الجوفضاء في الحرس الثوري العميد امير علي حاجي زادة، فمثل هذه المعدات الدفاعية ستكون حتما في خدمة دول المنطقة وامنها، بل ان ايران ستضع كل هذه الامكانيات في تصرف الدول الجارة والشقيقة في الخليج الفارسي، اذا ما طلبت منها هذه الدول ذلك.