صور.. قصة مفجعة لطيار ايراني ذبحه 'صدام' لرفضه الاساءة للامام الخميني!

صور.. قصة مفجعة لطيار ايراني ذبحه 'صدام' لرفضه الاساءة للامام الخميني!
الأربعاء ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠٣:١٣ بتوقيت غرينتش

الشهيد الطيار " غلام رضا جاغروند " هو من طياري المروحيات الحربية في طيران الجيش الايراني والذي استشهد في عام 1980 بطريقة وحشية على ايدي ازلام نظام صدام المقبور بعد هبوطه اضطراريا بمروحيته وتم اعتقاله، وذلك بسبب رفضه لطلب الضباط البعثيين بتوجيه الاساءة للامام الخميني طاب ثراه، وهو مقيد اليدين.

العالم- ايران

الشهيد الطيار جاغروند ولد في فبراير عام 1952 في مدينة خرم آباد (مركز محافظة لرستان) في غرب ايران وانظم الى وحدة طيران الجيش الايراني في عام 1974 وفي عام 1976 وبسبب شجار مع رئيس شرطة اصفهان سجن لمدة شهر في مركز احتجاز تابع للجيش، وهو كان طيارا لمروحية " بيل 215" برتبة ملازم ثالث ، وكانت منطقة خدمته العسكرية هي قاعدة طيران الجيش في كرمانشاه (غرب).

ويقول اقرباؤه ان ابرز صفاته كانت اداء الصلاة في اول وقتها وكان يشتهر بين رفاق السلاح بهذا، كما كان ملتزما للغاية وبشكل علني بالمبادئ والاحكام الدينية، وملتزما ايضا بالاحسان والاحترام لوالديه.

الشهيد جاغروند في الطفولة

الشهيد جاغروند في الطفولة

وفي عامي 1978 و1979 اللذين شهدا تصاعد الحراك الثوري للشعب الايراني ضد النظام البهلوي البائد شارك هذا الطيار الشهيد في المظاهرات ضد النظام، وبعد انتصار الثورة الاسلامية وتمرد الجماعات الكردية المناوئة للثورة الاسلامية في محافظة كردستان ، شارك هذا الشهيد الشجاع في عمليات وحدة طيران الجيش ضد هذه الجماعات العميلة المجرمة، وعند بدء الهجوم الصدامي على الجمهورية الاسلامية في عام 1980 توجه لاداء واجب الدفاع عن الوطن والثورة الاسلامية في الجبهات في غرب وجنوب البلاد.

وكانت آخر مهمة عسكرية يؤديها في تاريخ 4 اكتوبر عام 1980 وهي نقل 7 ضباط عسكريين ايرانيين من منطقة دهلران الحدودية ، برفقة زميله الطيار ثاني "حسين مصري" ومهندس الطيران، فبعد الاقلاع من دهلران للعودة بهؤلاء الضباط ، تصاب المروحية بطلقات المضادات الجوية للعدو البعثي ويصاب الطيار الثاني بجروح، وحينما يدرك الشهيد الطيار جاغروند ان المروحية غير قادرة على مواصلة التحليق وانها ستسقط ، بادر الى الهبوط اضطراريا وسط منطقة انتشار القوات العراقية، بالقرب من قرية تسمى بـ " جاليز" لانقاذ ارواح من كانوا على متنها.


الشهيد جاغروند في المراهقة

وحينها طوقت القوات العراقية المروحية وأسرت من كانوا على متنها وعلى الفور يبادر الضباط العراقيون الى ترتيب مقابلة اذاعية مع الضباط الايرانيين الاسرى للاستفادة الدعائية والاعلامية الفورية من هذا الحدث الميداني ، وخلال المقابلة الاذاعية يطلب الضباط الصداميون من الشهيد الطيار جاغروند توجيه الاساءة والنيل من الامام الخميني (رض) على الهواء مباشرة، فيرفض الامتثال لاوامرهم فيقتلونه في المكان ويتم دفنه هناك.

اما عن طريقة القتل الوحشية فيقول قروي عراقي طاعن في السن كان قريبا من مكان هبوط المروحية اضطراريا، بأن عصر ذلك اليوم وبعد أسر الضباط الايرانيين طلب عدد من الضباط البعثيين العراقيين من الطيار جاغروند توجيه الاساءة للامام الخميني (رض) لكنه لم يمتثل فقام احد الضباط البعثيين بطعنه بحربته العسكرية في خاصرته وكتفه وصدره لارغامه على الاساءة للامام الخميني (رض) لكن الشهيد رفض بكل صلابة ، ثم قام ذلك الضابط البعثي المجرم بنحر هذا الطيار وفصل الرأس عن جسده في المكان نفسه، وبقي جثمانه الطاهر على الثرى ليومين، ثم قام هذا القروي العراقي الطاعن في العمر، بدفن الجثمان الطاهر بعيدا عن أعين القوات العراقية.

وبقي مصير المروحية ومن كانوا على متنها مجهولا في ايران، الى حين بثت الاذاعة العراقية مقابلة مع عدد من الضباط الايرانيين الاسرى الذين كانوا على متنها، وسمع اقرباء للشهيد الطيار جاغروند تلك المقابلة الاذاعية العراقية واطلعوا الهلال الاحمر الايراني على المعلومات، لكن المسؤولين الايرانيين قالوا بان اسم الطيار جاغروند لم يكن موجودا بين قائمة اسماء الاسرى الايرانيين في العراق، وبقي الموضوع قيد المتابعة الى ان بعث احد الاسرى الايرانيين الذين كانوا على متن المروحية برسالة بعد 3 سنوات و6 اشهر، عبر الصليب الاحمر لعائلته في ايران ويخبرهم بوقوعه وزملائه في الاسر ويطلب منهم اخبار عائلة الطيار الشهيد جاغروند باستشهاده وكذلك اصابة الطيار الثاني بجروح ونقله للمستشفى ".

وبعد مضي فترة من الزمن استولت القوات الايرانية على منطقة هبوط تلك المروحية وتم العثور على حطامها ، ويخبرهم ذلك القروي العراقي الطاعن في السن بما جرى فيحفرون مكان دفن الشهيد ويعثرون على هيكل عظمي فقط واللوحة المعدنية الصغيرة التي حملت اسم هذا الشهيد العظيم، وقد اكد لهم ذلك القروي العراقي بأن الطيار الشهيد جاغروند قاوم الجناة البعثيين حتى الرمق الاخير، وزرع حسرة انتزاع الاساءة لامام الأمة، في قلوبهم.

وقد وصف مستشار قائد القوات البرية للجيش الايراني، هذا الشهيد العظيم بأنه " ذبيح جيش الجمهورية الاسلامية" و"ذبيح لرستان" .