العالم – كشكول
حقيقة ان الكيان الصهيوني اوهن من بيت العنكبوت، اثبتها 300 مقاتل فلسطيني فقط، عندما عبروا بطريقة اشبه ما تكون بالمعجزة، السياج "الذكي" و"الالكتروني" والمجهز باحدث اجهزة الاستشعار والمراقبة، الذي يفصل غزة عن غلافها، فجر يوم السبت وقتلوا أكثر من 700 اسرائيلي، بينما قدر عدد الأسرى بأكثر من 100 بينهم جنرالات وصباط ورتب رفيعة، واصابه اكثر من 2000 اخرين، بعضهم اصاباتهم خطيرة، بينما مازال المئات في عداد المفقودين، في اكبر ضربة توجه الى الكيان الاسرائيلي، منذ نصف قرن.
هؤلاء الفتية الابطال، جعلوا نتنياهو يتصل على عجل بعرابه بايدن، طالبا منه النجدة، وعلى الفور أمر الاخير، بإرسال حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" وسفن حربية مرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وأمر ايضا بتعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة، لمساعدة "اسرائيل"، كما أمر بمساعدة عسكرية أميركية اضافية في طريقها وبسرعة الى "اسرائيل". فيما قال البيت الابيض، انه "سيبقى على اتصال مع الإسرائيليين ونظرائهم في أنحاء المنطقة".
نتنياهو بدوره، وجد في هذا الدعم الامريكي اللامحدود، وسيلة للتغطية على فضيحة كيانه ، وهزيمة "جيشه" امام غزة، عبر الاعلان رسميا ولاول مرة منذ حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، ان "إسرائيل في حالة الحرب"، من اجل استخدام كل امكانيات الكيان والمساعدات العسكرية الامريكية للانتقام من اهالي المقاومين الذين اذلوه واذلوا اسياده.
وفي ذات السياق، ومن اجل التغطية على هشاشة الكيان الاسرائيلي المصطنع، الذي يتعرض اليوم لصدمة لم يتعرض لها عبر تاريخه المشؤوم، على يد شباب مؤمن رغم قلة عددهم وعديدهم، روجت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية كذبة مفادها ان لايران دور في دعم حركة حماس والفصائل الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى"، وان مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ، وأعطوا الضوء الأخضر للعملية في اجتماع عقد في بيروت يوم الاثنين الماضي. والمضحك ان مصادر هذا الخبر كما اعلنت الصحيفة، "أعضاء كبار في حماس وحزب الله اللبناني"!!.
ايران ردت على هذه الكذبة ، عبر بعثتها لدى الأمم المتحدة يوم أمس الأحد، التي اكدت ان "الإسرائيليين" يحاولون تبرير فشلهم ونسبه إلى القوة الاستخباراتية الإيرانية والتخطيط العملياتي، فهم يجدون صعوبة بالغة في قبول ما يتردد في أجهزة المخابرات عن هزيمتهم على يد مجموعة فلسطينية. وان الإجراءات الحازمة التي اتخذتها فلسطين تشكل دفاعا مشروعا تماما في مواجهة 7 عقود من الاحتلال القمعي والجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصهيوني غير الشرعي".
الرد الاقوى على محاولة وسائل الإعلام الغربية ربط إيران بعملية "طوفان الاقصى" جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، الذي اكد ان المقاومة الفلسطينية تمتلك الآن القدرة والقوة اللازمة للدفاع عن نفسها وعن شعبها، بالاعتماد على قوتها الذاتية، وان الاتهامات المتعلقة بإيران ودور إيران تطلق بدوافع سياسية مختلفة وبهدف تبرير الفشل الذريع للكيان واستعادة هيبته الوهمية، فضلا عن تبرير دعم الغرب له، وان اي اجراء احمق ضد إيران سيقابل برد مدمر.
اليوم بات واضحا للجميع، بعد الهبة الامريكية الغربية لنجدة الكيان الاسرائيلي المتزلزل، ان وجود هذا الكيان مرهون بالدعم الامريكي والغربي، ومن غير هذا الدعم لا يمكن لهذا الكيان المصطنع ان يبقى لاسابيع، فهو يمثل قاعدة عسكرية غربية تم زرعها في قلب العالم الاسلامي، وكل ما يقال عن حق اليهود في وطن قومي لهم في فلسطين، هي اكذوبة، لتبرير تواجد هذه القاعدة الغربية المتقدمة في العالم الاسلامي، ورغم كثرة الادلة على هذه الحقيقة، الا ان "طوفان الاقصى" اضاف دليلا جديدا الى هذه الادلة، وهو وجود المئات من حملة الجنسيات الغربية ومنها الامريكية، بين القتلى والاسرى والجرحى، والذين كانوا يعيشون في مغتصبات غلاق غزة، كمواطنين في "دولة اسرائيل" المزيفة.