غزة بين فكي القنابل وطوابير الخبز!

 غزة بين فكي القنابل وطوابير الخبز!
الإثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠٦:٤٧ بتوقيت غرينتش

يستخدم الاحتلال الاسرائيلي المجاعة كسلاح حرب، مع تراجع عدد قوافل المساعدات إلى غزة، وشكوى السكان من النقص المتزايد في الغذاء والماء.

العالم- فلسطين

وتتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر حيث يفتقر السكان لأبسط مقومات الحياة والاحتياجات الأساسية من ماء وطعام وكهرباء.

الحرب على غزة التي دخلت أسبوعها الرابع ألقت بثقلها على الأهالي، الذين توزعوا بين شهدء ومصابين وباحثين عن لقمة العيش تارة وتحت الركام عن فرد من العائلة تارة آخرى.

يقف الناس منذ ساعات الفجر الأولى أمام أفران الخبز التي لم يطلها القصف الإسرائيلي الذي قصف عددا منها في أحياء مختلفة من غزة.

نهضت اعتدال المصري قبل الفجر للوصول إلى مخبز في رفح على أمل الحصول على ما يكفي من الخبز لإطعام أقاربها الذين تعرض منزلهم للقصف الاسرائيلي.

لقد انتظرت اعتدال في الطابور لفترة طويلة، ولكن عندما جاء دورها، كان الخبز قد نفد.

وهربت اعتدال من منزلها في شمال بيت حانون بحثاً عن مأوى في مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في هذه البلدة الواقعة جنوب قطاع غزة، لكنها تجد صعوبة في الحصول على الإمدادات الأساسية.

وقالت اعتدال لوكالة فرانس برس خارج المخبز الذي تتجمع فيه اعداد كبيرة من الناس للحصول على الخبز "بسبب الفوضى، لم يأت دوري".

وتعاني غزة التي مزقتها الحرب من نقص حاد في الغذاء والماء والوقود .

وقد هرب أكثر من نصف سكان غزة – حوالي 1.4 مليون شخص – من منازلهم منذ العدوان الاسرائيلي على غزة بعد انطلاق عملية طوفان الاقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث قصفت "إسرائيل" المنطقة بلا هوادة .

ومنذ ذلك الحين، يقول المسعفون في غزة إن أكثر من 8000 شخص استشهدوا، وتقول السلطات إن عشرات الآلاف من المباني تضررت أو دمرت، من بينها حوالي 40 مخبزًا.

وخارج مخبز القدس في رفح، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس مئات الأشخاص ينتظرون.

وقال محمد قرناوي، الذي يستضيف 25 شخصاً في منزله، إنه بالإضافة إلى القصف، تعاني المخابز أيضاً من نقص حاد في الوقود.

واضاف "يمكنك الانتظار في الطابور لساعات وفي النهاية لا تحصل على دور للحصول على الخبز".

وقال عبد الناصر العجرمي رئيس نقابة المخابز في غزة إن 60 بالمئة من المحلات التجارية توقفت عن العمل.

وقال "نواجه صعوبات في توفير الدقيق والغاز والكهرباء".

وأضاف أن "الكثير من العمال لا يستطيعون الوصول إلى المخابز بسبب الغارات الجوية وخطر الموت".

الانتظار من الساعة 5:00 صباحًا

وقال صاحب المخبز سليمان الهولي : "أشعر بالاستياء، لا أستطيع أن أعطي الجميع الخبز. المخبز يُدار يدوياً وينتج 30 ربطة (خبز بيتا) في الساعة... وهذا أقل بكثير مما يحتاجه الناس".

وقالت فلسطينية لوكالة فرانس برس إنها ذهبت إلى ثلاثة مخابز منذ الفجر بحثا عن الخبز.

ووصف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الأوضاع في غزة بأنها "يائسة بشكل لا يمكن تصوره" بعد أن قطعت "إسرائيل" الإمدادات الاساسية من الغذاء والمياه والطاقة إلى غزة، ولا سيما منعت الوقود.

وقالت المتحدثة باسم البرنامج شذى المغربي للصحفيين "كان برنامج الأغذية العالمي يعتمد على 23 مخبزا لإطعام 220 ألف شخص يوميا... اثنان فقط يعملان".

ورغم وصول قوافل مساعدات محدودة إلى غزة ـ والتي اعتبرتها الأمم المتحدة غير كافية على الإطلاق ـ إلا أنه لم يتم جلب أي وقود من مصر المجاورة.

وقال سامي سلمان الهولي، وهو عامل مخبز، إن آلاف الأشخاص يجتمعون خارج المخبز منذ الساعة الخامسة صباحا (03:00 بتوقيت جرينتش) من أجل الحصول على الخبز.

وقال الرجل البالغ من العمر 30 عاما "لا يمكننا تغطية سوى 300 شخص والأعداد أكبر بعدة مرات... أحاول أن أعطي الناس ربطة خبز واحدة ".

وبالإضافة إلى القلق بشأن الاحتياجات الهائلة، يتعين على هولي أيضًا أن يتعامل مع الغارات الاسرائيلية المتواصلة.

وأضاف: "أخشى أن يتم قصف المخبز، مثلما تم قصف المخابز في مدينة غزة وأماكن أخرى.