'لن نسمح لك بالنوم'!

'لن نسمح لك بالنوم'!
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

قامت مجموعة من المتظاهرين الامريكيين بمحاصرة منزل النائب الديمقراطي عن ولاية ميشغان الامريكية شري تانيدار، بعد منتصف الليل، خلال عطلة نهاية الأسبوع واطلقوا العنان لأبواق سياراتهم وعلت صرخاتهم في محاولة لمعاقبته على تأييده للابادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي في غزة.

العالم الخبر و إعرابه

-في مقطع الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر متظاهر وهو يقول باعلى صوته :"هناك ثمن يجب دفعه". وظهر آخر وهو يحمل لافتة كتب عليها "20 ألف قتيل من غزة! أيقظوا شري من نومه". فيما صرخ آخر: "لن نسمح لك بالنوم".

-المعروف ان النائب ثانيدار إتخذ نهجا داعما بقوة للاحتلال الإسرائيلي لدرجة أنه قطع علاقته بكل شخص أدان المجازر الإسرائيلية في غزة، وكتب على حسابه على موقع "إكس" يقول :"لا ينبغي وضع أي شروط على المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل".

-العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة، الذي داس وبتواطؤ امريكي صارخ، على كل القيم الانسانية، ساهم في ظهور حالات ومواقف، جعلت المراقبين، خاصة في الدول العربية، يقفون امامها كثيرا.

-هؤلاء المراقبون دهشوا من التناقض في ردة فعل المواطنيين العاديين في الدول الغربية ومنها امريكا، ازاء مواقف حكوماتهم، المؤيدة والداعمة والصامته، ازاء ما يحصل في غزة، وبين ردة فعل بعض الشعوب العربية وبعض ما يسمى بالنخب العربية ازاء مواقف انظمتهم من غزة، ففي الوقت الذي تغط فيه بعض شعوبنا وما يسمون بالنخب، في نوم عميق، تُرى ما الذي يدفع مجموعة من الشباب الامريكي للتجمع امام بيت نائب يدعم العدوان الاسرائيلي على غزة، وتحديدا عند الساعة الثالثة فجرا، وفي طقس شديد البرودة، ليحرموه من النوم، ويصرخون باعلى اصواتهم "لن نسمح لك بالنوم" فأطفال غزة لا ينامون؟!.

-بعد ان تبين حجم الجريمة التي يرتكبها الغرب في غزة عبر تسليحه الكيان الاسرائيلي، لا يمر يوم حتى تشهد العديد من المدن في اوروبا والغرب وامريكا، تظاهرات ضخمة منددة بجرائم الكيان الاسرائيلي، وبالمواقف المخزية لحكومات بلدانهم، المتواطئة مع المجرم، بينما العديد من مددنا ساكنة وكأن على رؤس اهلها الطير.

-واذا ما تجرأت بعض الشعوب العربية الى التظاهر دعما لاخوانهم في غزة، تكون كمن تجازف بنفسها، لانها ستظهر كداعمة للارهاب، والارهاب هنا هو "حماس المقاومة الاسلامية في غزة"، فالعديد من الانظمة العربية، وضعت، كما وضعت امريكا واسرائيل، المقاومة في غزة على لائحة الارهاب!!.

-في الوقت الذي تنعم السفارات "الاسرائيلية"، التي انتشرت كالسرطان في الدول العربية المطبعة، بالامن والامان، ولم تسجل اي حادثة يمكن ان تعكر صفو امنها، خلال الشهرين الماضيين، تتعالى الاصوات وتُجمع التواقيع، ويتظاهر الناس في لندن، لطرد السفير الاسرائيلي من بريطانيا، التي تعتبر الرحم القذر الذي خرج منه الكيان الصهيوني.

-الغريب، ان امريكا وفرنسا وبريطانيا وكندا و.. ، جاؤا باساطيلهم من اعالى المحيطات الى منطقتنا، لنصرة "اسرائيل"، بينما يتحالف العرب مع "اسرائيل" ضد اليمن، لانه تجرأ وتمرد على الفيتو الامريكي الذي يمنع تقديم المساعدة لغزة.

-اللافت ايضا انه في الوقت الذي ترفض ماليزيا دخول سفينة اسرائيلية الى موانئها، تضامنا مع غزة، نرى موانىء بعض الدول العربية تحتضن سفن "اسرائيل" وتحملها ما لذ وطاب للصهاينة، بينما تبخل هذه الدول على اطفال ونساء غزة، الذين يتضورون من الجوع والعطش، بكسرة خبر او قنينة ماء.

-كما حركت دماء اطفال ونساء غزة الطاهرة، الغربيين، ودفعتهم حتى الى التشكيك بقيم حضارتهم، وانتفضوا ضد حكوماتهم، فعلى بعض الشعوب العربية والنخب العربية، التي تلوذ بالصمت، وتحسب ان النأي بالنفس حكمة، عليهم ان تنفض عن انفسها غبار الغفلة، وان تحصو من نومها العميق، فالذي يحدث في غزة اليوم قد يحدث في اي بلد عربي آخر، فلا سبيل للحيلولة دون ذلك، الا سبيل مد يد العون الى المقاومين في غزة، كما يفعل اليمن وسوريا وحزب الله والحشد الشعبي.