هل يعجز بايدن عن لجمِ نتنياهو؟

هل يعجز بايدن عن لجمِ نتنياهو؟
السبت ١٧ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٣:٢٦ بتوقيت غرينتش

""إسرائيل" ترفض رفضا قاطعا الإملاءات المتعلقة بالتسوية الدائمة مع الفلسطينيين.. وستواصل معارضتها الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية"، هذا الكلام هو لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قاله يوم امس الجمعة ، عبر قناته على تليغرام، بعد وقت قصير من مكالمة استمرت 40 دقيقة اجراها مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

العالم الخبر وإعرابه

-البيت الأبيض الامريكي اعلن ان بايدن "أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي مجددا أنه ينبغي ألا يمضي قدما في أي عملية عسكرية في رفح من دون خطة جيدة وقابلة للتنفيذ، لحماية المدنيين الفلسطينيين".

-بعض الصحف الامريكية اعتبرت تصريحات نتنياهو "رسالة موجهة الى الامريكيين"، بعد ان ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الخميس الماضي، "أن إدارة بايدن تسعى مع خمس دول عربية إلى إعداد خطة شاملة تتضمن قيام دولة فلسطينية، لتحقيق سلام طويل الأمد بين "إسرائيل" والفلسطينيين، تبدأ بالإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة مدة ستة أسابيع وتبادل للأسرى".

-اللافت انه لا يمر يوم، منذ ان شن الكيان الاسرائيلي عدوانه الوحشي والهمجي ضد اهالي غزة، دون ان نسمع عن "وجود خلافات بين الادارة الامريكية وحكومة نتنياهو" ، او من دون ان نسمع عن "تصاعد الخلافات بين اعضاء مجلس الحرب الاسرائيلي، بيني غانتس وغادي آيزنكوت وغالانت وبين نتنياهو" وهي خلافات قد "تؤدي الى حل حكومة الحرب"، ولكن ورغم مرور اربعة اشهر، لم نشهد اي خلل في دعم امريكا الاعمى وغير المحدود للكيان الاسرائيلي وحكومة نتنياهو، كما لم نرى انسحاب اي عضو من اعضاء مجلس الحرب الاسرائيلي، فالجميع يعمل كفريق واحد، لتنفيذ مخططهم الرامي الى القضاء على المقاومة و افراغ غزة من اهلها.

-فليس هناك من عاقل يمكن ان يصدق ان هناك خلافات بين بايدن او نتنياهو، بشان حملة الابادة الجماعية التي يتعرض لها اهالي غزة، واذا كان هناك من خلاف، فهو خلاف لا يفسد الود بين الرجلين، فبايدن يدعو الى انقاذ الاسرى، وبعد ذلك مواصلة الابادة، بينما نتنياهو، لا يرى في الاسرى عقبة امام مواصلة الابادة. واما الخلاف بين اعضاء مجلس الحرب الاسرائيلي، فهو خلاف حول كسب الشارع الاسرائيلي، وتجيير عملية الابادة لصالحه.

-الخلافات "الاستعراضية"، بين بايدن ونتنياهو، هي في الحقيقة محاولة لذر الرماد في عيون الراي العام العالمي، ففي الوقت الذي تنقل صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن الخلافات بين بايدن ونتنياهو قد تصل قريبا إلى درجة الغليان، على خلفية اصرار نتنياهو شن هجوم بري على رفح، بينما فريق بايدن يرى "أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح كارثة من الأفضل تجنبها"، فإذا بصحفية "وول ستريت جورنال" تفضح الجميع، عندما نقلت عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وذخائر أخرى إلى "إسرائيل" من شأنها أن تزيد من قوتها العسكرية!!.

-في الوقت الذي تتحدث ادارة بايدن عن وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، نرى الصحافة الامريكية تكشف وبالتفصيل عن نوعية الاسلحة التي ستصل هذه الايام الى "اسرائيل"، اي بالتزامن مع التهديدات التي يطلقها نتنياهو، بشأن شن هجوم على غزة، فشحنة الأسلحة الامريكية الجديدة المقترحة، تشمل قنابل "إم كيه-82″، وذخائر الهجوم المباشر المشترك "كيه إم يو-572" التي تضيف توجيها دقيقا للقنابل، وصمامات قنابل "إف إم يو-139".

-بات واضحا انه ليس هناك من خلافات بين بايدن ونتنياهو فحسب، بل ان ادارة بايدن، تحاول وبشكل لافت، اظهار نتنياهو، كـ"زعيم اسرائيلي" قوي ومتمرد على الادارة الامريكية، التي تعجز عن لجمه او فرض ارادتها عليه، الامر الذي يعتبر مسرحية في غاية السذاجة والسخف، فلا يختلف اثنان على ان نتنياهو ليس سوى "اداة امريكية" و "منفذ "لسياساتها في المنطقة، وان ما يجري اليوم من ابادة جماعية وفظائع في غزة، هو صناعة امريكية بإمتياز، الا انه تم الترويج لها على انها صناعة "اسرائيلية".