نسخة منه للمطبعين.. نتنياهو يرفض قيام "دولة فلسطينية"

نسخة منه للمطبعين.. نتنياهو يرفض قيام
الإثنين ١٩ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٦:٤٤ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" الصادرة في الكيان الاسرائيلي يوم امس الأحد:" إن الحكومة الإسرائيلية وافقت بالاجماع على القرار الذي طرحه نتنياهو والذي يقضي برفض الإملاءات الدولية بشأن تسوية دائمة مع الفلسطينيين، وكذلك مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية".

العالم الخبر و إعرابه

-موقف نتنياهو، الذي تم تاييده من قبل الحكومة، برفض الاعتراف بدولة فلسطينية، هو موقف جميع اعضاء الحكومة دون استثناء، بل ان اعضاء الحكومة زايدوا على نتنياهو، عندما رفضوا فكرة المفاوضات من الاساس، لو كانت ستؤدي الى "قيام دولة فلسطينية".

-وزير الطاقة في حكومة الكيان إيلي كوهين، اعلن "إن إسرائيل تفضل عدم التوصل إلى اتفاقيات سلام مع الفصائل الفلسطينية، إذا كانت ستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية".

-وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رفض "حل الدولتين"، واعتبر "أن الدولة الفلسطينية تشكل تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل".

-اما وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، فقال :"إن العالم يريد أن يمنح الفلسطينيين دولة وإن هذا لن يحدث".

-اللافت ان كل هذه المواقف جاءت ردا، على الدعاية الاستعراضية الامريكية، بشأن تاييد واشنطن لفكرة "قيام دولة فلسطينية"، كما تم تداولها في الصحافة الامريكية، وهي فكرة، تم طرحها من اجل التغطية على الدور الامريكي المباشر في الحرب عل غزة والابادة الجماعية التي يتعرض لها اهل القطاع.

-نحن نعلم ان نتنياهو عندما يعلن انه يرفض الاملاءات الدولية، ولن يقبل بقيام دولة فلسطينية، فهو لا يبالغ في قوله هذا فحسب بل يكذب ايضا، فهو لا يقود كيانا قائما بذاته، فكيانه لن يمكنه ان يبقى على قيد الحياة لولا "الدعم الدولي" الذي يرفضه بتبجح، ونقصد هنا بـ"الدعم الدولي"، الدعم الامريكي والغربي، وهذه الحقيقة لا يختلف عليها اثنان، حتى بن غفير وسيموتريش.

-الشيء الذي يحز في نفس كل انسان عربي ومسلم وحر في العالم، هو موقف المطبعين العرب، بعد كل المجازر والابادة الجماعية التي ارتكبتها "اسرائيل" في غزة، وبعد رفضها التفاوض مع الفلسطينيين، ورفضها قيام "دولة فلسطينية"، و وضعت خيارين لا ثالث لهما امام الفلسطينيين، اما الموت او التهجير، فلا ندري على اي اساس وقع المطبعون العرب، على "اتفاقيات السلام" مع الكيان الاسرائيلي اذا؟!

-ما يحز بالنفس اكثر هو لماذا وعلى اي اساس تم التوقيع على اتفاقيات اوسلو اذا كانت "اسرائيل" ترفض قيام دولة فلسطينية؟، وعلى اي اساس وقعت السلطة الفلسطينية على الاتفاق؟.

-اذا كان جميع اعضاء الحكومة الفلسطينية وزعماء الاحزاب "الاسرائيلية" ، يرفضون بالاجماع قيام "دولة فلسطينية"، فعلى اي اساس نسمع بين وقت واخر، تصريحات لمسؤولين في دول عربية لم تطبع بعد مع "اسرائيل"، انهم على استعداد للتطبيع في حال، "تكرم" الصهاينة، وتعاملوا مع الفلسطينيين بـ"انسانية" حتى في حدودها الدنيا؟!.

-هذا الضعف وهذا الهوان وهذا العجز الذي وصلت اليه بعض الانظمة العربية، ولا نريد ان نستخدم تعابير لا تليق، بعد ان تطوع بعضها، لكسر الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على "اسرائيل"، عبر اقامة جسر بري لنقل البضائع اليها، هو الذي هون من خسارة الارواح الطاهرة للشعب الفلسطيني الابي والتي قاربت الـ30 الفا، فهذه الخسارة رغم فداحتها وقسوتها، الا انها جعلت العالم كله يصدح باسم فلسطين وغزة، وكشفت حقيقة الارهاب الصهيوني حتى للشعوب التي كانت الى الامس القريب، تتعاطف مع "اسرائيل" و "اليهود" تحت ضغط عقدة "المحرقة"، بعد ان رأت هذه الشعوب المحرقة الحقيقية، بالصوت والصورة، والتي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي، وبدعم امريكي صارخ.

-عندما تصف صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نتنياهو، بأنه "أسوأ زعيم في تاريخ إسرائيل و واحد من أسوإ القادة في تاريخ كل الأمم"، ترى ما هي العبارات التي علينا ان نستخدمها نحن، لوصف الزعماء العرب والمسلمين، الذين رضوا ان يضعوا ايديهم بيد مثل هذا الكائن، و متمسكين بسفرائه في عواصمهم، كأنهم "تابوهات"، لا يجب الاقتراب منها.