عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي..

عطايا للعالم: نتائج المعركة هي التي ترسم ملامح الوضع ما بعد الحرب

الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2024.03.29 - أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا أن نهاية معركة طوفان الأقصى سوف تحتم وتوجه البوصلة نحو المسار الإداري لحكم غزة، مشدداً على أن أميركا والعدو طالما يصران على شروطهما التي تتضمن استسلام المقاومة فسوف لن تكون هناك نتائج للمفاوضات.

العالم - خاص بالعالم

وفي مقابلة خاصة مع قناة العالم الإخبارية أشار إحسان عطايا إلى أن هناك تأكيد على استمرار ومواصلة التصدي للعدوان الصهيوني على غزة من قبل جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، ومن كل قوى المقاومة في المحور.

وبشأن الحديث عن اجتياح رفح شدد على أن المقاومة جاهزة للتصدي لهذا الهجوم، وربما ستفاجئ العدو والعالم بقدراتها على إيلام العدو هناك.

وفيما أشار إلى أن الإدارة الأميركية هي شريك أساسي في هذه الحرب الوحشية على غزة، شدد على أن المعركة الميدانية هي التي تحدد ما هو مستقبل غزة، وقال إن أي قوات تدخل إلى غزة دون التفاهم مع المقاومة في غزة سوف يتم اعتبارها قوات معادية.

وبشأن الضغط على المقاومة من باب إعادة الإعمار أكد أن الشعب الفلسطيني الذي تحمل كل هذه التضحيات لن يسمح وبعد أن يحقق الانتصار الكبير في نهاية المعركة للعدو أن يكسره في موضوع الإعمار.

وإليكم النص الكامل لحوار قناة العالم الإخبارية مع عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إحسان عطايا.

العالم: نبدأ معكم من زيارتكم إلى طهران.. بداية نتحدث عن أهمية هذه الزيارة في هذا التوقيت وماذا تضمنت؟

عطايا: بعد ما يقرب من ستة أشهر من العدوان الصهيوني الأميركي الغربي على شعبنا الفلسطيني ومقاومته في غزة والضفة على حد سواء كان لابد من هذه الزيارة، هناك لقاءات مستمرة منذ بدء العدوان الصهيوني وتشكلت غرف عمليات مشتركة على أكثر من مستوى، سواء على المستوى العسكري أو المستوى السياسي والإعلامي، غرف العمليات هذه كانت تتابع بدقة مجريات الأمور وتقيم وترفع التوصيات لاتخاذ القرارات المناسبة في التعاطي مع هذا العدوان الهمجي على غزة بشكل خاص وعلى الضفة والمقاومة بشكل عام، الآن بعد مرور ستة أشهر.. ونحن على أبواب الشهر السابع من العدوان وفي شهر رمضان المبارك الشهر الفضيل شهر الوحدة والانتصارات لابد من إرسال رسائل واضحة للجميع بأن المقاومة على قلب رجل واحد، وهي موحدة، سواء الفلسطينية بيننا وبين الإخوة في حركة المقاومة الإسلامية حماس أو باقي الفصائل الفلسطينية، هناك تنسيق عالي المستوى ووحدة تجسدت في الميدان وعلى المستوى القيادي السياسي، وكذلك على مستوى قوى المحور، هذا اللقاء يكتسب أهمية كبرى حيث التقينا بكبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما زالت اللقاءات مستمرة، هناك لقاءات ربما تم الإعلان عنها أو ظهرت في الإعلام، هناك لقاءات أيضا مع قيادات في قوى محور المقاومة، هناك تأكيد على استمرار ومواصلة التصدي لهذا العدوان من قبلنا كفصائل المقاومة الفلسطينية، وهناك أيضا تأكيد على استمرار الدعم والإسناد من الجمهورية الإسلامية ومن كل قوى المقاومة في المحور، وليس خافيا بل هو معلوم للجميع أن المقاومة اللبنانية تساند بقوة وفتحت جبهة الجنوب إسنادا لغزة، كذلك المقاومة في اليمن أبلت بلاءاً مميزاً أبهر الجميع وفاجأ الجميع في مستوى الإسناد لغزة، كذلك قوى المقاومة في العراق قاموا بدورهم وبما يستطيعون، كذلك سوريا، وفي كل المحور هناك تأكيد على التضامن مع المقاومة الفلسطينية وإسنادها في هذه المعركة بكل ما يمكن وبكل ما تستطيع قوى المقاومة لأنها تعتبر أن هذه المعركة هي معركتها وليست معركة فلسطينية فحسب.

العالم: هناك تأكيد على موضوع وحدة الساحات وأهميته بالنسبة لدحر العدوان الإسرائيلي وأيضا أهمية طوفان الأقصى وكيف غيرت المعادلات.. لكن أستاذ إحسان هنا وبصراحة هل هذا الرد الهستيري والهمجي من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى كان متوقعا بالنسبة لكم؟ هل كنتم تتوقعون هذا الحجم من الدمار الهائل والعدد الكبير من الشهداء في غزة؟

عطايا: بالنسبة لنا في حركة الجهاد الإسلامي لا نستبعد أي همجية من هذا العدو ومن كل أعوانه، نحن نعتقد أن العدو الصهيوني يمارس بعدوانيته ووحشيته وبقيادة أميركية لهذا العدوان -لا أقول بغطاء أميركي بل بقيادة أميركية- لأن بايدن ذهب وأدار المعركة منذ الأيام الأولى لهذا العدوان، الرئيس الأميركي والإدارة الأميركية حشدوا حلفهم من بريطانيا إلى دول عديدة من دول الغرب، وشاركت هذه الدول في هذا العدوان سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بالدعم بالسلاح وبإرسال بوارج عسكرية إلى البحر الأبيض المتوسط أو حاملات الطائرات.. هذا العدوان الذي غطته معظم دول العالم للأسف الشديد.. إما العاجزة وإما المتواطئة والحليفة لهذا المشروع الأميركي الغربي والاستكبار العالمي.. غطوا هذا العدوان، ألغوا كل المواثيق والأعراف والشرائع الدولية وكل ما كانوا يتغنون به من شرعة حقوق الإنسان.. تبين أنها حبرا على ورق وإن ما يسود في هذا العالم هو شريعة الغاب، بأن هذا العدو الأميركي بهمجيته ووحشيته التي استخدمها بأدواته الصهيونية على أرض غزة وفي الضفة.. صحيح نعم لم يسبق لها مثيل.. نحن ما فاجئنا هو ليس وحشية العدو الصهيوني لأنه مارس هذه الوحشية منذ عام 1948 علينا وعلى أهلنا وأجدادنا، ولكن في هذا العصر ما فاجأنا هو سكوت هذا العالم عن هذه الجرائم، وسكوت من يتغنون بالحرية وحقوق الإنسان.. ربما هذا ما فأجا العالم بأنهم لم يمارسوا أي ضغط لوقف هذا الإجرام بحق الأطفال والنساء والمدنيين والدمار الهائل الذي شهده ويشاهده كل العالم.. هذا للأسف يؤكد ويدل على أن هذا العدوان الهستيري والهمجي والوحشي بالتأكيد سيكون له تداعيات كبيرة، أولا هناك تأكيد واضح لدينا وإيمان واضح لدينا و لدى القيادات التي التقيناها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هنا خلال الأيام الماضية بأن الانتصار حتمي وقادم، وهزيمة العدو أيضا حتمية في نهاية هذا المطاف.

العالم: أستاذ إحسان بالنسبة لعملية الهجوم على رفح اليوم بنيامين نتنياهو أبلغ وزراءه بأنه سيرسل وفداً مرة أخرى إلى واشنطن للتباحث بشأن الهجوم على رفح.. في حال تم الهجوم على رفح ما مدى جهوزية المقاومة في غزة للتصدي؟ هنا أعني مختلف مختلف فصائل المقاومة.

عطايا: المقاومة جاهزة دائما، وهي اليوم وبعد اليوم وقبل اليوم تمارس التصدي واستهداف المواقع الصهيونية وتكبد العدو والصهيوني خسائر بشرية وفي آلياته وعتاده، المقاومات تقوم بواجبها على لأتم وجه وتبدع في مقاومتها، وهي جاهزة أيضا في أي هجوم وأي عدوان، العدو الصهيوني لم يتوقف عدوانه لحظة واحدة منذ 7 تشرين العام الماضي وحتى اليوم، وهو مستمر، اليوم يهولون علينا بموضوع رفح، هم يرتكبون المجازر في رفح وهم يقصفون ويستهدفون الشعب الفلسطيني ومراكز الأيواء في رفح وهم لم يوفروا رفح حتى الآن، ولكن أذا قصدتي موضوع الهجوم البري فبالتأكيد المقاومة جاهزة للتصدي لهذا الهجوم، وربما ستفاجئ العدو والعالم بقدراتها على إيلام العدو، الذي تحاول الإدارة الأميركية حتى الآن بخبثها إشغال العالم وكأن المشكلة هي في دخول رفح أو عدم دخول رفح وليس في العدوان الهمجي على غزة والإجرام الذي يرتكب يوميا في غزة وليس في محاولات إذلال الناس وشعبنا المقاوم في غزة، وكأن المشكلة ليست في حصار غزة ومنع وصول المواد الإغاثية الأولية الأساسية للناس في غزة ومحاصرة غزة وتجويعها وإذلالها وكأنهم يريدون أن يكسروا المقاومة ويحاربوا أو يحقق انتصارا على الشعب الفلسطيني الذي لم يستطيعوا هزيمته بالقوة العسكرية يريدون أن يهزمه بالتجويع، حرب الإبادة أو حرب التجويع هذه لن تؤثر على معنويات شعبنا المقاوم أو مقاتليه، الشعب الفلسطيني الذي نوجه له تحية إجلال وإكبار على صمودة الأسطوري وعلى هذا الصبر الذي نستطيع أن نقول إنه غير مسبوق ولا نظير له، الشعب الفلسطيني الذي يضحي بهذا المستوى من الروحية الإيمانية والوطنية الفلسطينية والإسلامية نستطيع أن نقول بأنه شعب يستحق الانتصار ويستحق أن يهزم هذا العدو، وهذا ما سنشاهده ببركة هذه المقاومة وهذا الشهر الفضيل وببركة دماء الشهداء الذين ارتقوا ودماء الأطفال والنساء والمدنيين الذين انتهكات حرمة دمائهم واستبيحت هذه الدماء أمام مرآى كل العالم للأسف الشديد.

العالم: أستاذ إحسان باختصار في هذه النقطة لو سمحت.. قلتم بأنكم لم تتفاجئوا من وحشية وهمجية الاحتلال الإسرائيلي.. إنما فاجأكم رد فعل العالم الغربي.. من يشاهد هذه الجرائم ويسكت عنها.. بالنسبة لموقف الولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بمعارضة اقتحام رفح وعدم رفع الفيتو مؤخرا بوجه قرار مجلس الأمن.. كيف تابعتم هذه السياسة من قبل الولايات المتحدة الأميركية؟

عطايا: أولا الإدارة الأميركية هي شريك أساسي في هذه الحرب الوحشية والهمجية على غزة، هي تقود هذه الحرب عسكريا بأدواتها الصهيونية، وبإمداد هذا العدو الصهيوني بكل وأحدث أنواع الأسلحة، كذلك هي شريكة في إدارة هذه المعركة على مستوى المفاوضات أو على المستوى السياسي أو الإعلامي، الإدارة الأميركية تحاول بخبثها أن تظهر كأنها هي تعارض قتل المدنيين في رفح.. هي التي تقتل المدنيين في كل غزة.. كيف يستقيم هذا الأمر؟ من ينطلي عليه مثل هذه الخدع؟ أميركا تريد أن تظهر صورتها للعالم بعد أن تلطخت هذه الصورة بدماء أطفال غزة.. تحاول أن تتبرأ من هذا الإجرام الذي ارتكب في غزة.. ولكن هذا لن يعفيها من مسؤوليتها، من جهة ثانية تحاول أن تخدع العالم أيضا لتستوعب وتمتص غضب الجماهير في كل العالم.. حتى جماهير هذه الدول، المعترضة على حكوماتها التي شاركت في هذه الجرائم والمجازر الوحشية في غزة.. تريد أن تمتص غضب الناس والشعوب، وتريد أن تزيف الحقائق وتسلط الاضواء إعلاميا على قضايا وكأن المشكلة اليوم هي هل سيقتحم العدو الصهيوني رفح أم لا؟ هل سيدخل رفح أم لا يدخل؟ وليست المشكلة هي حصار غزة وليس القتل اليومي في غزة والمجازر اليومية في غزة.. هذا من ناحية الجرائم ومن ناحية رفح، ومن ناحية القرار والفيتو هذا نوع من التسخيف لآراء وعقول الناس، ماذا سواء اعترضوا بالفيتو أم لم يعترضوا؟ هذا القرار الذي اتخذ في مجلس الأمن على الرغم من أننا بالطبع نعترض على بعض مضامينه حيث هو تضمن وقف إطلاق النار ولكن تضمن أفخاخا خطيرة جدا في داخل مضمون بنوده، ولكن حتى لو قلنا بأن هذا القرار هو قرار من مجلس الأمن لكن في نهاية الجلسة تم تصريح واضح من المندوب الأميركي في مجلس الأمن بان هذا القرار غير ملزم للعدو والصهيوني (العالم: إذا يجب احترامه هكذا قالت) إذا هم لم يحترموا كل القوانين، والعدو صهيوني لا يحترم كل الدول المشاركة في مجلس الأمن، اذا أميركا تلعب وتتلاعب بالرأي العام..

العالم: يعني برأيكم هذا فقط للتداول الإعلامي وليس موقفاً لتخفيف الأزمة والمعاناة عن أهالي قطاع غزة؟

عطايا: هو حبر على ورق، لأن أساسا العدو الصهيوني طيلة عدوانه واحتلاله لفلسطين لم يطبق قرارا أمميا واحدا، إذا هذه القرارات لا تعنينا، على الرغم من أن هذه القرارات مجحفة بحقنا وهي منحازة للعدو الصهيوني.. وعلى الرغم من ذلك العدو الصهيوني لا يطبقها، إذا قرارات مجلس الأمن لا تستخدم ولا تطبق إلا على الدول الضعيفة أو لمصلحة مشروع الاستعمار والاستكبار الأميركي والهيمنة الأميركية في هذا العالم.

العالم: الحديث مؤخرا عن وجود إدارة مدنية في قطاع غزة.. وتواجد قوات عربية وأمنية أيضا.. كيف تعلقون على هذا؟

عطايا: أولا بالنسبة لغزة لم تنتهي المعركة بعد.. المعركة قائمة والمعركة طويلة مع هذا العدو، نحن لا نخدع بما يروج في الإعلام، ما يتم الحديث عنه فيما أطلق عليه "اليوم الأول من انتهاء العدوان" نحن نعتقد أن المعركة الميدانية هي التي تحدد ما هو مستقبل غزة بعد انتهاء هذا العدوان الهمجي المباشر على غزة وعلى الضفة أيضا، لذلك نحن نعتقد أن أي حديث اليوم عن مشاريع تطلق وتروج هي لأحاديث للاستهلاك الإعلامي ولتضييع وإعطاء المزيد من الوقت للعدو الصهيوني لاستكمال عدوانيته وهمجيته وإجرامه ومجازره، وهي نوع من أنواع الاستهلاك في الحديث الإعلامي العام من أجل تضليل الرأي العام، وكأن المشكلة الآن هي ما بعد انتهاء الحرب العدوانية الوحشية على غزة.. المشكلة الآن هي وقف هذه الحرب العدوانية على غزة، بعد ذلك نتحدث عما بعد.

العالم: بالنسبة لموضوع الإدارة الأمنية.. هل توافقون عليه؟ ما هو موقفكم من إعلان إدارة مدنية في غزة؟

عطايا: نحن نعتقد أن الكلمة الفاصلة في أي أمر ما بعد العدوان هو نتيجة هذه الحرب والمعركة.. معركة طوفان الاقصى نهايتها تحتم وتوجه البوصلة نحو المسار الإداري لحكم غزة، لا نستطيع إذا انتصرنا في هذه المعركة -ونحن سننتصر في هذه المعركة- لا يستطيع أحد أن يفرض على غزة طريقة أو أسلوبا لا تريده أو ترفضة المقاومة في غزة، إذا سيكون هناك تفاهم مع المقاومة في غزة، كذلك إذا انتهت المعركة بانتصار المقاومة -وهي ستنتصر أيضا- لن يستطيع أحد أن ياتي ويدخل إلى غزة بأي صيغة من الصيغ لأن المقاومة في غزة قالت كلمتها بشكل واضح أن أي قوات تدخل إلى غزة دون التفاهم مع المقاومة في غزة ستعتبر أنها قوات معادية.

العالم: الآن يتم الضغط على المقاومة من باب إعادة الإعمار مثلا؟ كون البنية التحتية في قطاع غزة تم تدميرها.. تم تدمير مستشفيات ومدارس.. كيف تعلقون؟

عطايا: أشكرك على هذا السؤال.. سؤال مهم.. دائما كان في كل الجولات القتالية السابقة يتم الضغط على المقاومة بموضوع إعادة الإعمار، وبموضوع معاقبة الشعب الفلسطيني في غزة الذي يتصدى لهذا العدوان من أجل أن يضغط العدو الصهيوني على المقاتلين.. أنا اتحدث هنا عن مقاومة.. الشعب الفلسطيني هو شعب مقاوم، المقاومين والمقاتلون هم الذين يقاتلون هذا العدو بشكل مسلح، الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة كان دائما يعاقب لأن غزة كانت دائما تذل هذا الكيان وكانت تكسر وتهشم صورته أمام كل العالم، كانت تظهر مدى هشاشة وإمكانية هزيمة هذا الكيان، كانت تظهر كما أظهرت اليوم.. ما الذي يزعج أميركا اليوم.. نفس أميركا لماذا تختلف اليوم مع الكيان ونتنياهو في بعض القضايا؟ لأن صورة أميركا تهشمت في هذا العدوان، أميركا تقود الحرب مع هذا العدو بأدواتها الصهيونية في غزة وفي فلسطين المحتلة منذ ما يقرب من ستة أشهر وتمده بكل الأسلحة اللازمة وكل المال وبكل ما يحتاج، ولم يستطع أن يهزم المقاومة أو أن يستعيد أسراه من قبضة المقاومين.. هذا يؤكد على أن المقاومة استطاعت حتى الآن أن تمنع العدو من تحقيق أهدافه التي أعلنها بشكل واضح، وهي سحق المقاومة والقضاء على المقاومة واستعادة الأسرى الصهاينة، لذلك نحن نعتقد أن الشعب الفلسطيني الذي تحمل كل هذه التضحيات لن يسمح لهذا العدو -بعد أن يحقق الانتصار الكبير في نهاية هذه المعركة- لن يسمح له أن يكسره في موضوع الإعمار أو غيره، لأن من صبر على الجوع والقتل والقصف والتدمير وتحمل أن يحمل أشلاء أطفاله هذا لا يمكن أن ينهزم أمام الضغط في موضوع إعادة الإعمار ما بعد الحرب.

العالم: أستاذ إحسان اليوم عاد موضوع المفاوضات إلى التداول.. ديوان مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي تحدث بأن نتنياهو أبلغ رئيسي الموساد والشاباك باستئناف اللمفاوضات والتوجه إلى القاهرة والدوحة.. هل برأيكم سترى المفاوضات النور وسيتم التوصل إلى وقف اطلاق النار في هذه الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك؟

عطايا: طالما العدو الصهيوني لا يرضى بشروط المقاومة ليس هناك نتائج لهذه المفاوضات، وطالما أميركا والعدو الصهيوني يصران على شروطهما التي تتضمن استسلام المقاومة.. يعني تسليم الأسرى للعدو الصهيوني وبعد ذلك يقولون له تفضل استكمل قتلنا أو رفع الراية البيضاء.. هذا كله لا يمكن أن تسمح به المقاومة، ولا يمكن أن تكون هناك نتائج لهذه المفاوضات، إثارة هذه المفاوضات والحديث عنها في الإعلام نوع من أنواع التغطية على جرائم هذا العدو الذي يرتكبها يوميا، ونوع من أنواع امتصاص غضب الشارع لا العربي والإسلامي فقط بل الشارع في كل العالم، اليوم هناك أحداث يخشاها أعدائنا.. تخشى أميركا والدول المشاركة في هذا العدوان من استهداف مصالحها في هذه الدول، ولذلك بدأت هذه الدول تحاول أن تمتص غضب الناس وتحاول أن تأخذ الأمور إلى مسار لا يذهب ويصل إلى الفوضى الأمنية التي تنذر بها الأحداث التي نشاهدها يوميا.

العالم: طيب أستاذ إحسان تحدثت عن مواقف المقاومة الداعمة للمقاومة الفلسطينية وتحدثت أيضا عن الدعم الشعبي والضغط الشعبي على الحكومات.. ماذا عن الموقف الرسمية؟ وكيف كان الدعم للمقاومة؟ نتحدث هنا على سبيل المثال عن طهران وصنعاء.

عطايا: بالتأكيد.. الأسبوع القادم يصادف يوم القدس العالمي، وهذا يوم مهم جدا على مستوى كل العالم، سيكون فيه استنهاض للشارع المسلم في كل العالم، وسيكون هناك تحشيد لهذه القوى في العالم من اجل إسناد فلسطين، هذا اليوم الذي يترقبه وينتظره العالم.. في هذه الأيام التي نتواجد فيها في استضافة الجمهورية الإسلامية وفي جميع لقاءاتنا تم التأكيد بشكل واضح على استمرار دعم الجمهورية الإسلامية بكل ما أوتيت من قوة للمقاومة الفلسطينية، وتم هناك أيضا بشكل واضح الحديث عن الرؤية الواضحة بتحقق الانتصار بإذن الله تعالى، لأن كل البحث الذي دار وتركز حول تقييم ما جرى اليوم يؤكد على ارتباك العدو الصهيوني والأميركي.. يعني حلف أو ائتلاف الأعداء، العدو مربك اليوم بشكل كبير ويتخبط، لذلك هو يذهب للبحث عن بعض الأمور، أما على مستوى المقاومة في اليمن التي نوجه لها التحية الكبرى، وخاصة أننا اليوم شهدنا مظاهرات مليونية في المدن اليمنية، خرجت إسناداً لفلسطين على الرغم من الحصار ورغم أنها لم تخرج بعد ولم تنتهي فعليا من الحرب التي شنت عليها، كذلك هذا الشعب اليمني الذي يقف ويساند بأسلوب وسلاح منع السفن الصهيونية والمتجهة إلى الموانىء الصهيونية من المرور عبر البحر الأحمر.. هذا كله يؤكد على أن اليمن تقدم إسنادا مهما جدا، ومشكورة من الشعب الفلسطيني ومن المقاومة الفلسطينية، التي توجه الشكر لكل حلفائها ولكل المقاومة سواء في لبنان أو في اليمن، أو هذا الإسناد الكبير للجمهورية الإسلامية.

المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق..