رواية مؤلمة ..

'شاب فلسطيني' أغتيل من ضمن 'فريق مطبخ العالمي' في غزة!

'شاب فلسطيني' أغتيل من ضمن 'فريق مطبخ العالمي' في غزة!
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

كان إسمه "سيف أبو طه"، عمره "25" عاما، وهو الفلسطيني الوحيد الذي اغتاله الكيان الصهيوني مع سبعة من موظفي المطبخ المركزي الدولي في قطاع غزة يحملون عدة جنسيات أجنبية.

العالم - فلسطين

ولد في قطاع غزة ثم انتقل للدراسة والعمل في الإمارات، تخرج في جامعة عجمان وعاش هناك لفترة.

عاد سيف من الإمارات إلى القطاع قبل نحو ثلاثة أعوام حين افتتحت العائلة مشروع مطاحن الحبوب، يقول شقيقه: "ترك كل شيء ليكون بجانب والديه".

انضم سيف" لفريق عمل المطبخ المركزي العالمي بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث استأجرت المنظمة الإغاثية مستودعا تملكه عائلته لتحوله إلى مقر لعملياتها في القطاع.

وبسبب إتقانه اللغة الإنجليزية، اندمج سيف سريعا مع الفريق الأجنبي العامل في المنظمة، وتطوع معهم. 

يقول شقيق "سيف"، عبد الرازق أبو طه: "بعد اندلاع الحرب جاءت مؤسسة المطبخ المركزي العالمي، وطلبوا استئجار مستودع المطحنة، لأنه مجهز بسبل مراقبة، وقريب من معبر رفح ما يسهل عمليات إيصال وتنزيل المساعدات، كنا نريد خدمة الناس المنكوبة،فأصبح "سيف"مرافقا لهم بشكل دائم، يقود سياراتهم لأنه يعرف طرقات غزة، ويترجم لهم ويساعدهم في كل شيء".

كان "سيف" على موعد للخروج من غزة في الأسبوع التالي لوفاته، متجها إلى دولة الإمارات ليتقدم لخطبة فتاة، لكنه قُتل خلال قصف إسرائيلي لقافلة إغاثية في قطاع غزة"، كما رواه "عصام أبو طه"، والد سيف، قائلا: "ظهرت أسماؤنا في التنسيق الأمني للخروج من غزة، كنا سنذهب للإمارات أنا وسيف ووالدته لنخطب له، كان فرحا بهذه الخطوة، لكن لا أحد يمكنه منع القدر".

ويعجز الأب عن وصف ما يشعر به تجاه فقد ابنه، ويواصل: "سيف كان قريبا مني، كان يأتي لنا كل يوم قبل الإفطار وهو فرح بإطعام الناس وتوزيع المساعدات، كل من عرفه كان يحبه".

ويتابع: "سيف كان سعيدا بالعمل معهم خاصة أن هذه المؤسسة كانت توصل المساعدات إلى شمال القطاع، رغم خوفنا الدائم عليه كان يقول لنا خلونا نخدم الناس".

وصدمت العائلة باستهداف مؤسسة إنسانية أجنبية تعمل في القطاع وحاصلة على كل التصاريح اللازمة، يقول شقيقه عبد الرازق: "لم نتوقع ولو للحظة أن يتم استهداف طواقم هذه المؤسسة، لو كنا نعرف كنا رفضنا العمل معهم، لكن هذه المنظمة كانت تغيث الناس، وهي محترمة وعالمية ولها تنسيق عالي، آخر ما كنا نتوقعه هو استهدافها، نأمل أن يكون دم السبعة الذين قتلوا سببا في إنهاء الحرب على غزة".

ويستمر شقيقه عبد الرازق: "نتمنى أن يستأنفوا العمل إذا أعطتهم الإحتلال ضمانات أمنية، وسنواصل التعاون معهم، لأنهم يخدمون الجائعين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالحرب".

ويتابع: "كان هدف سيف وزملائه هو إطعام الناس، ولا نريد لأي قوة في العالم أن توقفنا عن تحقيق الهدف الذي ماتوا من أجله".

وعقب إستشهاد سيف أرسل مؤسس منظمة المطبخ المركزي العالمي خوسيه أندريس رسالة إلى سيف، قال فيها: "شكرا على تضحياتك، وآسف لما حدث لك، لكن أريدك أن تعرف أننا سنحاول إيقاف الحرب، وأعدك أننا سنستمر في إطعام أهالي غزة".

إلى جانب مؤسسة المطبخ المركزي العالمي، علقت العديد من المؤسسات الإغاثية عملها في قطاع غزة عقب هذا الحادث، حيث إستشهد 196 من عمال الإغاثة خلال الحرب في قطاع غزة، 175 شخصا منهم يعملون مع الأمم المتحدة.

وإغتال الكيان الصهيوني الموظفين، خلال ثلاث غارات جوية استهدفت ثلاث سيارات تابعة للمنظمة كانت في طريقها للعودة إلى إنزال أطنان من المساعدات الغذائية بمقر المؤسسة في دير البلح.

وتصف العديد من المنظمات الإغاثية، من بينها اللجنة الدولية للإنقاذ قطاع غزة بأنه واحد من "أخطر الأماكن على الإطلاق" للعاملين في الإغاثة.

وأستشهد أكثر من 33 ألف فلسطيني منذ بدء العدوان العسكري الصهيوني على غزة، بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.