قراءة السيد الخامنئي للرد الإيراني على العدوان الصهيوني

قراءة السيد الخامنئي للرد الإيراني على العدوان الصهيوني
الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠٢٤ - ١٠:١١ بتوقيت غرينتش

"إن مسألة عدد الصواريخ التي تم إطلاقها أو الصواريخ التي أصابت الهدف والتي يركز عليها الجانب الآخر هي مسألة ثانوية وهامشية، والقضية الأساسية هي ظهور قوة إرادة الشعب الإيراني والقوات المسلحة في البلاد على صعيد الساحة الدولية واثباتها، وما انزعاج الطرف الآخر الا دليل على ذلك"، كان هذا جانبا من حديث قائد الثورة الاسلامية السيد على خامنئي لدى استقباله أمس جمعا من قادة القوات المسلحة الايرانية.

العالم – الخبر وإعرابه

-البعض وصف كلام قائد الثورة اية الله السيد علي خامنئي، بأنه وضعٌ للنقاط على حروف رسالة الرد الايراني على العدوان الصهيوني على قنصلية ايران في العاصمة السورية دمشق، وهو وصف في غاية الدقة، فسماحته قرأ الرسالة الايرانية على المتلقي، عدوا كان او صديقا، ليكون على علم بما جرى، دون تشويش وتحريف، فهي قراءة تختلف كليا عن قراءة الثنائي الامريكي الاسرائيلي، واذياله في منطقتنا، وهي قراءة مزيفة هدفها التغطية على انكشاف حقيقة الفزاعة الامريكية المعروفة بـ"اسرائيل"، امام الراي العام العربي والاسلامي.

-الثنائي الامريكي الاسرائيلي، حاول حرف الراي العام العالمي، واخذه بعيدا عن الهدف الحقيقي من وراء الرد الايراني، من خلال التأكيد على اكذوبة "فشل" هذا الرد، في الحاق خسائر بشرية في صفوف الصهاينة، او تدمير مستشفيات او مدارس او بيوت او جسور او محطات كهرباء او مياه، او من خلال ترويج كذبة اخرى مفادها ان 99 بالمائة من الصواريخ او المسيرات تم اسقاطها، بينما كان واضحا من الاول ومن خلال كيفية الرد الايراني، ان ايران لم تكن في وارد استهداف مناطق مدنية، او الحاق دمار شامل داخل الكيان الاسرائيلي، وإلا لما استخدمت في ردها أجيالا هي الأقل تطورا في ترسانتها، وهو ما كان واضحا عندما لم تستخدم ايضا عنصر المفاجأة في الهجوم، والسبب يعود الى الهدف الرئيسي من وراء الرد، والذي اشار اليه بشكل عام قائد الثورة الاسلامية في كلامه يوم امس.

-من اهم اهداف الرد الايراني، هو فرض الارادة الايرانية، واظهار قوتها، فهذا الرد جاء على خلفية تهديدات، اطلقتها "اقوى قوة عسكرية في المنطقة"، و"كذلك اقوى قوة عسكرية في العالم"، وكذلك في ظل تكدس حشود عسكرية لقوى غربية من بينها فرنسا وبريطانيا، وجميعها دول نووية، كانت جميعها مستنفرة، وكانت طائرات أف 35 تجوب سماء فلسطين المحتلة، وللاسف سماء بعض الدول العربية، بينما كانت منظومات الدفاع الجوي المختلفة مثل "ثاد" الأمريكية، و"مقلاع داود" و "حيتس" و"القبة الحديدية" الاسرائيلية، ترصد السماء، ولم تكتف امريكا بكل ذلك فارسلت سفينتين خاصتين بالحرب الإلكترونية الى المنطقة، ولكن رغم ذلك لم "ترتدع" ايران، وردت باكثر من 300 مسيرة وصاروخ، غطت جميع سماء فلسطين المحتلة، وصلت الصواريخ والمسيرات، الى ما كان يجب ان تصل اليه، القاعدتين العسكريتين التي انطلق منهما العدوان على القنصلية الايرانية.

-كل هذا الرد التاريخي وغير المسبوق، كان فقط ردا على العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق، ترى كيف كان سيكون عليه شكل وطبيعة الرد الايراني، لو كان العدوان الاسرائيلي استهدف الاراضي الايرانية مباشرة؟!!.

-الرد الايراني زاد من سرعة السقوط الحر للهيبة "الاسرائيلية" المزيفة بعد معركة طوفان الاقصى، الذي حاول الكيان الاسرائيلي، وبشكل غبي، التقليل من سرعته، من خلال العدوان على القنصلية الايرانية، وتوريط امريكا في صراع اقليمي مع ايران، على امل ان يشكل طوق نجاة للكيان الذي يقوده اخرق مثل نتنياهو.

-ايران قلبت من خلال الرد الحازم والشامل والقوي، وقبل كل هذا وذاك، الذكي، المعادلة التي حاول الكيان الاسرائيلي، ارساءها من خلال العدوان على القنصلية الايرانية، لتثيب نفسه، القوة الوحيدة المهيمنة والمعربدة في المنطقة، فاذا بالرد الايراني يسقط ورقة التوت التي كان يستر بها عورة ضعفه وهشاشته.

-الارادة الايرانية القوية التي تحدث عنها السيد الخامنئي، والتي تجلت بأبهى صورها، كشفت بشكل لا لبس فيه، ان "اسرائيل" ليست سوى محمية امريكية، وكل ما قيل عن اكتفائها الذاتي ليس سوى خدعة، فهي بحاجة الى امريكا والناتو، لتبقى على قيد الحياة، وهذه الحقيقة تأكدت بشكل اكثر وضوحا، بعد "طوفان الاقصى" و "الوعد الصادق".

-الارادة الايرانية التي فرضت نفسها على "اقوى قوى الارض"!، دون ان تتجرأ هذه "القوى" على مواجهتها مباشرة، كشفت ايضا ان امريكا لم تعد ذلك البعبع ، الذي يُسقط دولا بمجرد مرور حاملة طائراته بالقرب من سواحلها، فهي اليوم تتوسل ايران عبر اطراف دوليين، بعدم "التصعيد"، وتحذر "اسرائيل" من مغبة التحرش بها، خوفا من اغضابها.

-لم تستر امريكا ولا الغرب والناتو واذيالهم في المنطقة، عورة الكيان الاسرائيلي، عندما اعترفوا انه ما كان بمقدرة "اسرائيل" ان ترد بمفردها على الرد الايراني، بل ان بايدن ذهب الى ابعد من ذلك عندما اعترف مرغما، ان الهجوم الايراني كان اكبر بكثير من جميع قدرات "اسرائيل".

-الصفعة التي وجهتها ايران للثنائي الاسرائيلي الامريكي، ومن ورائهما الغربي، دفع المسؤولين الامريكيين والغربيين، الى تحذير نتنياهو من تداعيات كارثية تنتظر كيانه، في حال تهور ورد على ايران بالمثل، واللافت انه عندما "ردت اسرائيل" بثلاث مسيرات صغيرة، تبخرت في الهواء، بعد معالجتها بمضادات جوية تقليدية، لم تجرؤ "اسرائيل" على تبني هذا "الرد"، الذي وصفه رفيق درب نتنياهو العنصري ، الارهابي بن غفير بـ"المسخرة".

-ان "الرد الاسرائيلي" الفضيحة ، كان عبارة عن تسليم بالمعادلة الجديدة التي فرضتها الارادة الايرانية القوية، رغم كل الضجة الاعلامية التي اثارتها امريكا، عبر النفخ فيه لتضخيمه، ولكن هذ النفخ الامريكي في "الرد الاسرائيلي"، عوضا من ان يرد بعض الاعتبار لـ"الهيبة الاسرائيلية" التي تآكلت، تحول الى مادة للتندر لدى الراي العام العالمي.