وأضاف البدراوي في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية مساء السبت إن السعودية كانت تتخذ موقفا معاديا لمصر منذ أن قاد إبراهيم باشا إبن محمد علي في أوائل القرن التاسع عشر حملته لتدمير الدولة الوهابية وظل هذا الموقف معاديا حتى قامت ثورة يوليو أواسط القرن الماضي، وحينما أعلنت الجمهورية في مصر إتخذوا موقفا شديد العداء بسبب إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية متخوفين من تأثر السعودية بالوضع الجديد.
وقال: إستمر عداء السعودية لمصر ووقفت ضد الوحدة المصرية السورية وإستخدمت قوة المال والتآمر مع الإمبريالية والصهيونية لضرب الوحدة، وحينما إستغاثت الثورة اليمنية بالقوات المصرية وذهبت لتساعد اليمنيين، أنفقت السعودية أموالا طائلة لمواجهة مصر.
وأضاف: نحن لا نعادي الشعب السعودي وإنما نعادي النظام السعودي الذي يعتبر توأما حقيقيا للكيان الصهيوني في المنطقة، ولم تكن صدفة أن أقيمت السعودية كواقعة إستعمارية أقامها البريطانيون عشية إقامة الكيان الصهيوني لتكون هناك دولة يدعوا أنها قائمة على أساس ديني في الجزيرة العربية وتكون هناك دولة قائمة على أساس دين يهودي في فلسطين.
وقال البدراوي: قامت السعودية ككيان وضيفي شأنه شأن الكيان الصهيوني بوضيفتها كاملة في مواجهة طموحات الأمة العربية كلها وليس مصر وحدها ولضرب أي مشروع تحرري أو تقدمي أو مقاوم لخدمة الإمبريالية الأميركية الآن والبريطانية فيما سبق وبالتالي في خدمة الكيان الصهيوني.
وأكد أن السعودية تمارس ضغطا شديدا على المجلس العسكري نظرا لنجاح وإستمرار الثورة في مصر بكل ثقلها التاريخي والإستراتيجي والإسلامي، لأنه سيؤدي الى نمو نزعة المقاومة وترسيخ نهجها، وسيؤدي بالأنظمة العربية التي تحكم بالخليج الفارسي وكلها مجرد وقائع إستعمارية الى الإنتهاء بشكل كامل، قائلا إنه سينهي الدور الوظيفي للسعودية في خدمة المشروع الإمبريالي الصهيوني وإقصاء هذه النظم تماما وإلقاءها في مزبلة التاريخ.
وقال البدراوي إن الجماهير المصرية أدركت حقيقة الدور السعودي المدمر في المنطقة وإنه لا فروق موضوعية بين الكيان السعودي والكيان الصهيوني، وأدركوا أن الأضرار التي حاقت وتحيق بمصر من كلا الكيانين كبيرة جدا، الأمر الذي أدى الى الخروج والتظاهر لطرد السفير السعودي من مصر، مؤكدا أن المشاركين في التظاهرات لم يكونوا من النخبة الحاكمة بل كانوا خليطا مختلفا من أبناء الشعب بكافة أطيافه.
AM – 10 – 18:55