العالم - فلسطين المحتلة
بهمة مقاومين جهزوا أنفسهم بسرية وحرص كبير، نُفذ "العبور العظيم" من قطاع غزة واخترق الأرض المحتلة، وكشف عورة جيش الاحتلال الإسرائيلي ومنظومته الهشة التي كانت قائمة على الردع الكبير، فلم يكن أمام أبطال كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية إلا أن يكسروا ويهشموا نظرية الاحتلال النازي المتغطرس.
مر عام على اللحظة الفارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، فالعالم بأكمله إلى الآن لم يتوقف عن نصرة فلسطين وقضيتها، المظاهرات في الشوارع، الندوات والمحاضرات في الجامعات، الرفض والشجب في كل منابر الإعلام، همجية وعنجهية الاحتلال الإسرائيلي كشفت وباتت واضحة لكل الأحرار في العالم.
القضية إلى الواجهة
نجحت عملية طوفان الأقصى في كسر حالة الجمود التي كانت تعيشها القضية الفلسطينية، فعادت فلسطين لتتصدر عناوين الأخبار العالمية وتشغل الرأي العام الدولي.
هذا الاهتمام المتجدد فتح الباب أمام نقاشات جادة حول حقوق الفلسطينيين وشرعية المقاومة، وفضح المشروع الصهيوني أو توقفه وتعطيله في هذه البقعة من الأرض.
وقال الناشط الأردني سري محمود، إن معركة "طوفان الأقصى"، أعادت العزة والكرامة للشعوب العربية والإسلامية، مضيفًا أن ما حدث في السابع من أكتوبر العام الماضي أثلج قلوبنا جميعًا.
وأكد محمود خلال حديثه لوكالة "شهاب" للأنباء، أن عملية "طوفان الأقصى" الفلسطينية أعادت للقضية بريقها وهذا كان واضحا من خلال المظاهرات التي خرجت في كل أنحاء العالم، مضيفًا أن القضية تصدرت عناوين الصحف في كل العالم.
وبين أن صاحب الحق لا يتنازل عن حقه وهذا ما حدث من قبل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر العام الماضي.
تنامي الوعي
وشهدت الحرب الأخيرة على غزة تزايدًا ملحوظا في الوعي بحقيقة الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" في أصقاع الأرض، هذا الوعي المتنامي يشكل فرصة ذهبية للمقاومة لكسب المزيد من التأييد الدولي وفضح ممارسات الاحتلال.
وبينت الناشطة الفلسطينية أسماء ثابت التي تقيم في إحدى الدول الخليجية أن ما حدث في قطاع غزة منذ عام حتى الآن، أعاد البريق للقضية الفلسطينية، موضحة أن الأحداث في غزة بعد معركة طوفان الأقصى عادت لتتصدر عناوين الصحف والمواقع الخليجية.
وقالت ثابت خلال حديث خاص لوكالة "شهاب"، إن الفلسطينيين في الشتات كان لهم دور فاعل بعد عام من العدوان المجرم على غزة، من خلال الندوات والبرامج التثقيفية التي توضح للناس حقيقة الصراع مع الاحتلال، مشيرة أنه من المهم الكشف للناس أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يبدأ يوم الـ7 أكتوبر.
وأضافت أن حجم التضامن الشعبي كبير مع القضية الفلسطينية، الكل تفاعل مع ما نفذته المقاومة وما زالت تنفذه، مؤكدة أن فلسطين لدى الشعوب هي قضية الأحرار.
توحيد الصف الفلسطيني
وشكلت العملية نقطة تحول في مسار الانقسام الفلسطيني، فقد التحمت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان "الإسرائيلي"، مما أظهر إمكانية تجاوز الخلافات الداخلية في سبيل القضية الأم.
وقال القيادي الفلسطيني عمر عساف، إن معركة "طوفان الأقصى" وحدت الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، موضحًا أن المقاومة أعادت القضية للواجهة بعد هذه العملية.
وأكد عساف خلال حديثه لشهاب، أنه بعد عام من معركة الطوفان، أثبتت المقاومة في غزة أنها قادرة على صد عنجهية الاحتلال، مطالبًا السلطة بالوقوف مع المقاومة وحصد نقاط لصالح الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الانقسام الفلسطيني انتهى عندما ارتقى الشهداء في قطاع غزة خلال الحرب المتواصلة، مطالبًا الكل الفلسطيني بتجاوز الخلافات من أجل الوقوف ضد الاحتلال ومشاريعه كما فعلت المقاومة في غزة.
إن عامًا على "طوفان الأقصى" قد أثبت أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تلين، وأن المقاومة قادرة على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلا بالأمس.
لقد أعاد "طوفان الأقصى" رسم خريطة الصراع، وفتح صفحة جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وبينما يستمر الصراع، يبقى الأمل في تحقيق الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني حيا، مدفوعا بإرادة شعب لا يعرف الاستسلام، ومقاومة تواصل الكفاح رغم كل الصعاب.
خاص _ حمزة عماد
المصدر: وكالة "شهاب"