العالم - خاص بالعالم
وفي الموروث الشعبي الفلسطيني مثل يصف من يضرب الاخر ولا يصيبه وفقط لتسجيل موقف، يقول: ضربة الخائف. ولأن الخائف حين يضرب تجعله الحسابات متوترا وغير قادر على الاصابة، تماما هذا ما حدث في الاعتداء الاسرائيلي على الجمهورية الاسلامية الايرانية.
الحسابات الامريكية والاسرائيلية لما يمكن ان تقدم عليه ايران، جعل الضربة الاسرائيلية أضعف بكثير مما توعد به الاسرائيليون على مدار الاسابيع الماضية.
ورغم ادراك الاسرائيليين بأن الضربة الموجهة للجمهورية الاسلامية لم تكن بحجم التهويل الذي سبقها، إلا انهم بدأوا منذ اللحظة الاولى يتساءلون عن الرد الايراني الجديد.
وقال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب لقناة العالم: هناك حسابات معقدة تتعلق بالمصالح في هذه المنطقة وقدرة الاطراف على الاستمرار في حرب شاملة اذا ما حدثت.
في الصحافة الاسرائيلية سيطرت الاسئلة التالية: هل حقا أصابت الضربة الاسرائيلية أهدافها ام كان الهدف حفظ ماء الوجه في اثر الرد الايراني والذي اطلقت عليه الجمهورية الاسلامية الوعد الصادق 2، بالاضافة الى السؤال الاهم: هل حقا اخترقت الطائرات الاسرائيلية الاجواء الايرانية أم أنها أطلقت صواريخها من مجالات جوية اخرى.
حتى المعارضة الاسرائيلية التي هاجمت الحكومة الاسرائيلية واعتبرت بأن الضربة لم تكن لمواقع استراتيجية، اصطدمت بسؤال اخر من الجمهور الاسرائيلي بأنها لو كانت هي من يدير دفة الامور هل كانت غيرت في المشهد؟
وقال مدير مركز مسار للدراسات، نهاد ابوغوش، لقناة العالم: الضربة التي يتحدثون عنها أقل بكثير بكثير كثير من الحد الادنى الذي كان متوقعا، الكيان الاسرائيلي ليس فقط انها انضبطت وإلتزمت بالمحددات الامريكية بعدم التعرض لأية منشآت نووية او نفطية او استراتيجية، بل ايضا لم تجرؤ طائراتها على دخول الاجواء او المجال الجوي الايراني.
تل ابيب ظهرت هذه المرة بأنها دون الولايات المتحدة تتحول الى نمر من ورق.
بالكلمات تستطيع أن ترفع الامواج حيث تشاء وأن تخفضها حيث تشاء، لكن المهم هو قدرة الرياح على رفع هذه الامواج، والاهم هو تلك الصخرة التي تتكسر عليها هذه الامواج.