العالم – ضيف و حوار
العالم: نبدأ من الناحية التقييمية للاوضاع الميدانية والانسانية في قطاع غزة في ظل حرب الابادة التي يتعرض لها القطاع منذ أكثر من عام ارتكب فيها العدو ابشع الجرائم التي يمكن ان ترتكب في الحروب؟.
سامي أبو زهري: الاحتلال الصهيوني بعد 14 شهرا فشل في تحقيق اي هدف من اهدافه، الاحتلال قال انه يريد استعادة اسراه وفشل، قال انه يريد شطب المقاومة وشطب حركة حماس وقوى المقاومة وقد فشل، قال انه يريد اعادة المستوطنين الذين خرجوا مما يسمى بـ "غلاف غزة" وقد فشل، لذلك ويحاول تسجيل نقاط من خلال استهداف المدنيين، بتدمير واسع، وقتل كبير. ما يجري في غزة من الناحية الانسانية هو وشيء غير مسبوق وشيء لم تعرفه البشرية ربما في عصورها الوسطى وحتى الآن، ما يجري هو قتل واسع للاطفال والنساء، ما يجري هو نزوح قسري، ما يجري هوتجويع، مايجري هو تقطيع الناس الى اشلاء ما يجري هوتدمير ممنهج لاحياء أو مدن كاملة لم تعد موجودة في قطاع غزة، الآن الموجود على الارض هناك حالة جوع كبيرة خاصة في مناطق الجنوب، أيضاً موضوع الامكانات الطبية المستشفيات يجري استهدافها عمليا في شمال قطاع غزة، التي تتعرض لحصار منذ قرابة الشهرين لم يتبقى الا مستشفى "كمال عدوان" وهو يستهدف في كل يوم وتستهدف ايضا الاطقم الطبية دون وجود اي امكانات طبية، لذلك لا يوجد اسعاف لا يوجد مستشفيات كافية لا يوجد مواد طبية لعلاج وانقاذ المصابين، في شمال قطاع غزة تحديدا هناك جريمة غير مسبوقة، يجري حصار هذه المنطقة واغلاقها بالكامل، يجري تدمير واسع ممنهج ومحاولة مسح هذه المنطقة التي تقع شمال القطاع بشكل كبير، هناك شهداء بالعشرات يوميا تقصف المباني على من فيها، في كل مجزرة من 70 الى ما يزيد عن 100 شهيد فلسطيني، الشهداء نصفهم يبقون تحت الركام معظمهم من الاطفال والنساء يجري تقطيع هذه الجثامين، وعمليات إعدام ميدانية، عملية اعتقالات، عمليات منع من الوصول الى المستشفيات، منع الدفاع المدني أو سيارات الاسعاف من انقاذ المصابين، اجبار من يمكن اجباره على النزوح، طبعا هذا كله في ظل حالة تجويع كبيرة، جريمة حرب الابادة تتزامن مع أوج فصل الشتاء ولذلك الناس تعاني من النزوح والجوع والمطر والبرد، طبعا الى جانب استمرار عامل القتل الممنهج والمستمر، لذلك ما يجري في من الناحية الانسانية هو شيء لا يمكن احتماله، لولا ان الله سبحانه وتعالى يلطف بهذا الشعب ويربط على قلوب أبناءه والا فإن مايجري في قطاع غزة هو الشيء لا يمكن وصفه ولا يمكن احتماله، ولذلك اليوم نقول ان غزة تصنع معجزة حينما تستطيع ان تصمد نحو 14 شهرا رغم كل هذه الظروف اللإنسانية.
العالم : امام هذه الظروف اللانسانية التي يعيشها اهلنا في قطاع غزة ما هي الاولويات لدى حركة حماس للتعامل مع هذا العدوان وهذه التطورات الخطيرة في الابادة الاسرائيلية المرتكبة في غزة؟.
سامي أبو زهري: اولاً على الصعيد الانساني لدينا اتصالات كبيرة مع جهات دولية وجهات ذات صلة لادخال اكبر قدر ممكن من المساعدات الاغاثية الى داخل قطاع غزة هناك استعدادات كبيرة لكن المشكلة ان الاحتلال يتحكم في تقييد دخول هذه المساعدات فلا يدخل إلا القليل وهو ما يتسبب في مجاعة غير مسبوق ومجاعة كبيرة، ايضا من اولوياتنا هو الحفاظ على قوة المقاومة الفلسطينية وبفضل الله تعالى المقاومة بعد 14 شهرا لازالت قائمة، ولازالت بخير ولازالت قادرة على الاستمرار، في كل يوم هناك اصابات في جيش الاحتلال وتدمير آلياته وهناك مزيد من القتلى بشكل يومي والمقاومة تقوم بدورها بشكل قوي وبشكل استبسالي وبشكل فيه نوع من الاريحية الكبيرة وكمثال على ذلك موضوع التصوير، حيث أن المقاومين يقومون بتصوير كل عملياتهم الاشتباكية التي يشتبكون فيها من نقطة الصفر، وهذا يعكس بطولة كبيرة جدا للمقاومة الفلسطينية تحديدا داخل قطاع غزة، اولوياتنا هي الحفاظ على فاعلية الجبهات المحيطة بقطاع غزةن وقد ابلى الاخوة في لبنان، وفي اليمن وفي العراق وفي ايران بلاءً حسناً وبشكل كبير جدا اسهم في مشاغلة الاحتلال وفي تخفيف الضغط عن قطاع غزة ولأول مرة في تاريخ هذا الاحتلال يصبح مستباح الامن، يضرب من كل مكان، يضرب في عمقه في "تل ابيب" بطريقة غير مسبوقة من خارج فلسطين المحتلة، ولذلك ما يجري هو شيء مهم ويسهم في تعزيز دور المقاومة الفلسطينية، الى جانب ذلك نحن نعطي دور وفرصة للمفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الصهيوني في محاولة لوقف حرب الابادة، الاحتلال الصهيوني حتى اللحظة غير مهتم بالتواصل لاتفاق، هو يريد فقط استعادة الاسرى وهذا ما جعل التواصل لاتفاق في غزة حتى اللحظة امر غير قريب المنال، ونأمل أن ننفذه.
العالم: واحدة من اهم الجبهات كانت متعلقة بالفعل الشعبي في الضفة المحتلة.. هل تعتقدون في حماس ان الفعل الشعبي الفلسطيني غاب منذ "طوفان الاقصى" الى اليوم.. تحديدا في ساحة الضفة المحتلة ولو كان هناك فعلا شعبيا لدرجة اكبر لاختلفت الصورة؟.
سامي أبو زهري: التفاعل في ساحة الضفة المحتلة هو تفاعل محدود، طبعاً لا نقلل من قيمة العمليات البطولية التي نفذت بين الحين والآخر سواء من خلال أعمال دهس أو أعمال اشتباك أو أعمال التفجير، وهي اعمال مفيدة جدا وتسهم في اشعال الشارع في الضفة المحتلة، وأيضاً الضغط على الاحتلال وإسناد غزة، لكن نسبياً هذا الشيء محدود، ويعني لدينا ملاحظة بهذا الشأن، ونأمل أن يكون هناك تفاعل أكبر في الضفة المحتلة، عملياً ما يجري في غزة ما تنتظر الضفة شيء اكبر لأن مشروع التهجير حسب المشروع الصهيوني هو ليس في غزة، مشروع التهجير هو في الضفة المحتلة، الاحتلال الصهيوني يعتبر الضفة المحتلة، منطقة جوهرية من المناطق التوراتية كما يزعمون، ولذلك مخططهم هو تهجير أهلنا في الضفة المحتلة وضم الضفة بشكل كامل، ولذلك الأولوية هو اشعال الشارع في الضفة المحتلة والضغط على الاحتلال، الان هذا اصبح ذو أولوية اكثر من اي وقت مضى، ليس بهدف إسناد غزة وانما انقاذ للضفةن لان الضفة مقبلة على مرحلة اصعب بكثير مما جرى في غزة، وعلى اهلنا في الضفة ان يستنفروا وأن يستنهضوا دورهم قبل فوات الأوان.
العالم: فيما يجري وجرى في لبنان.. اتفاق وقف العدوان على لبنان دخل حيز التنفيذ.. كيف تنظر حماس لهذا الاتفاق؟ وهل لديكم ملاحظات؟.
سامي أبو زهري: نحن نقدر حق لبنان وحزب الله في التوصل الى اتفاق يحمي الشعب اللبناني ويوقف العدوان المستمر عليه، وفي ذات الوقت نحن نقدر الدور الكبير الذي قدمه ووقفه حزب الله الى جانب شعبنا الفلسطيني ومقاومته الفلسطينية، الحزب لم يقصر منذ الساعات الاولى لإندلاع معركة "طوفان الاقصى" وموقفه مقدر ولا يمكن التقليل منه، واليوم في ظل تقدير الموقف وفي ظل اشتعال هذه المعركة وحالة التدمير الواسع، من حق لبنان، من حق حزب الله ان يبحثوا عن خيار او اتفاق يوقف الحرب الواسعة التي يتعرض لها الشعب اللبناني، ونحن في حركة حماس نتمنى ونأمل ان يكون وقف اطلاق النار في لبنان هو مقدمة لوقف اطلاق النار في غزة، نحن في حركة حماس ابدينا مرونة وايجابية كبيرة منذ الايام الاولى للتوصل الى اتفاق ينهي هذه الحرب ولكن الاحتلال هو الذي ماطل وهو الذي تهرب من كل الصيغ التي قدمها الوسطاء بما في ذلك قرار مجلس الامن ولا زال يراوغ للتوصل الى اتفاق، في حركة حماس لازلنا نمتلك الجاهزية للتوصل لاتفاقن المشكلة كانت ولا زالت هي في الموقف الاسرائيلي، الفرق بين غزة ولبنان انه جرى التواصل الى اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان ولذلك هناك اتفاق، اما في غزة نتنياهو لا يريد اتفاق وقف اطلاق النار، نتنياهو يريد استعادة اسراه مقابل بعض الاسرى الفلسطينيين دون ان يلتزم باي وقف لاطلاق النار وهذا ما يجعل من الصعب التوصل الى اتفاق في ظل هذا الوقتن هذا هو الفرق بين غزة ولبنان، ولو كان معروضا علينا اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة لابرمنا هذا الاتفاق منذ الايام الاولى.
العالم: كان واضحا حجم التنسيق المشترك بين قوى المقاومة على مستوى المنطقة، ألا يخشى من خلال هذا الاتفاق ان يؤدي الى فصل الجبهات ام انتم في حماس مطمئنون الى استمرار هذا التنسيق المشترك ما بين قوى المقاومة؟.
سامي أبو زهري: نحن لا نستطيع ان نمنع حزب الله من استخدام كل الوسائل لحماية الشعب اللبناني، هذا دوره وهذه مسؤولياته، وهناك تنسيق كامل بين الاخوة في قيادة حزب الله مع قيادة الحركة، ونحن واثقون ايضا ان المخطط الامريكي والصهيوني للفصل بين الجبهات لن يفلح ولن يتحقق، اذا كان هناك وضع استثنائي في لبنان بموجب هذا الاتفاق الذي أبرم ودخل حيز التنفيذ، فعلى هذا الاحتلال أن لا يفرح طويلا وان يدرك ان هناك جبهات لا زالت مفتوحة وان حماس تسعى وتبذل جهد كبير لتوسيع هذه الجبهات وتعديد هذه الجبهات ونحن نطمئن لذلك لانه اذا كان الغرب بقيادة امريكا والمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرهم يقودون هذه الحرب العالمية ضد بقعة لا تزيد على تزيد عن(360) كيلومتر مربعا، من واجب الامة جميعا ان تشارك في هذه المعركة ولذلك اليوم بعض الاصوات وان كانت قليلة التي تعتب على الحزب ونحن قطعا لسنا منها، التي تعتب على الحزب لابرام هذا الاتفاق وكان لديهم أمل غير ذلك، نقول لهم العتب ليس على الحزب، العتب هو على من لم يقم بدوره ومسؤولياته تجاه غزة، الحزب لم يقصر في القيام بواجباته تجاه غزة، اليوم السؤال لمن لم يقم بهذا الدور والامور لا زالت متاحة والمعركه لا زالت مستمرة وحزب الله قدم من ارواح قياداته قبل ارواح الالاف من ابنائه ومن امكاناته ومن قوته من اجل اسناد غزة، اليوم مطالب من كل ابناء الامة وفيها من الامكانات وفيها من الجماعات المسلحة التي تستطيع ان تقوم بذات الدور لذلك نحن نقدر دور حزب الله ولا نقلل من قيمة الدور الذي قام به، وندعو الجميع ان يقوم بذات الدور.
العالم : بما يتعلق بالتحركات الدولية لاجل غزة.. كثيرا ما جرى الحديث عن قرب التوصل لاتفاق.. هل يمكن القول الان ان هناك تحركات دولية وكيف تقيمون هذه التحركات؟.
سامي أبو زهري: نحن نأمل أن يكون هناك تحركات جادة في اعقاب التواصل الى اتفاق في الحالة اللبنانية، لكن فيما قبل هذا التوقيت كل ما عرض على الحركة هي عروض غير جادة عروض تستجيب فقط للإملاءات الصهيونية، عروض مضمونة فقط لاستعادة الاسرى الصهاينة مقابل عدد غير معلوم من الاسرى الفلسطينيين، عروض لا تضمن وقف القتال ولا تضمن الانسحاب من غزة ولا تضمن الاعمار او تزويد غزة بكل حاجاتها من المواد الاغاثية، بالتالي هذا ما اعاق التوصل للاتفاق، الان اذا توفرت الجدية الكافية لاتفاق يضمن وقف حرب الابادة بموجب قرار مجلس الامن الذي ابرم سابقا والانسحاب من غزة، نعم نحن جاهزون للتوصل الى اتفاق فورا، المشكله لم تكن لدينا في حماس، المشكلة كانت لدى نتنياهو من ناحية، ولدى الطرف الامريكي الذي كان موقفه ليس الضغط على الاحتلال، وانما تبني الموقف الصهيوني على ما فيه من خلل وعلات، واستمعنا الى "بايدن" كيف كان يخاطب غزة، كان يقول الخيار الوحيد امامكم ان تسلموا الاسرى الصهاينة، هذه الغطرسة الامريكية هي التي تعيق التوصل الى اتفاق، امريكا هي تتبنى الموقف الصهيوني، نحن نشعر اننا لسنا امام ادارة امريكية، نحن نشعر امام دولة صهيونية هي اكثر صهينية من الموقف الاسرائيلي وخطاب بايدن كان ولا زال خطاب متصهين نعتقد انه لا يقل صينة حتى عن الادارة المرتقبة ادارة ترامب.
العالم: بما يتعلق بالشروط التي وضعتها حماس والمقاومة الفلسطينية بشان قبولها باي اتفاق قادم امام هذه الغطرسة الامريكية والمواقف الغربية الا تعتقد حماس انه يجب ان يكون هناك مرونة في الشروط التي وضعتها خصوصا ان كثير من الاصوات تقول بان على المقاومة الفلسطينية ان تتنازل عن جزء من هذه الشروط التي وضعتها.. كيف تردون في حماس على هذه الاصوات؟
سامي أبو زهري: نحن لم نضع شروط، اي اتفاق ما لم يضمن وقف القتال لا يمكن اعتباره اتفاق، بمعنى آخر لو كان الاخوة في حزب الله المعروض عليهم لا يوقف الحرب على لبنان هل كانوا يذهبون الى اتفاق؟ لماذا يذهبون اتفاق اذا كان الاحتلال سيستمر في قتل الناس وتدمير البلد، اليوم المعروض علينا في غزة هو "اعطونا اسرانا" هذه هي لغة الاحتلال "اعطونا اسرانا" لنستمر بعد ذلك في تدمير ما تبقى من البلد، لذلك من الطبيعي ان نرفض، المسألة ليست مسألة شروط، نحن لا نطالب بشروط خاصة نحن نقول: نريد اتفاق وقف اطلاق النار، معنى اتفاق وقف اطلاق النار ان يضمن وقف القتال، المعروض علينا لا يضمن ذلك، بالتالي هذا هو الذي يعيق ابرام اتفاق حتى الان.
العالم: ماذا عن الوسطاء.. ماذا عن قطر ومصر كيف تقيمون دورهم وهل يمارسون ضغطا حقيقيا من اجل الوصول لاتفاق .. ما تقييمكم الحقيقي لما يجري على الارض؟.
سامي أبو زهري: الوسطاء هم وسطاء بين طرفين، نجاح دورهما مرهون بمدى استجابة كلا الطرفين، اذا كانت حماس قد ابدت مرونة كبيرة مقابل طرف صهيوني لا زال يضع عوائق كبيرة وشروط كبيرة يريد فقط الاسرى من هذه المفاوضات طبيعي ان لا ينجح دور الوسطاء حتى اللحظة، بالتالي المشكلة ليست في الوسطاء، المشكل انه لدينا طرف اسرائيلي متعنت ولدينا طرف امريكي يحاول الضغط علينا وليس الضغط على الاحتلال ولذلك لم تنجح المفاوضات.
العالم: بخصوص الموقف الرسمي العربي.. لم تكن في يوم من الايام هناك رهانات على الموقف العربي الرسمي لكن هناك من يرى بان حماس خذلت كثيرا من الرسمية العربية ولم يكن متوقعا ولم يكن بالحسبان ان يبقى هذا الصمت العربي الى هذه الدرجه.. هل تتفقون مع هذا القول؟.
سامي أبو زهري: الموقف العربي موقف مؤسف، طبعا هو متفاوتن لا نستطيع ان نضع الجميع في سلة واحدة لكنه في حده الادنى هو يتصف بالضعف، وبعضه يتصل بالخذلان، وبعضه ما هو أسوأ من ذلك مع الاسف، ولذلك غزة تركت وحيدة بإستثناء جبهة الاسناد من اليمن ولبنان والعراق وايران، طبعا الموقف شكل ألم كبير لكل مواطن فلسطيني، الألم الذي يصيب شعبنا بفعل هذا الخذلان الرسمي العربي هو ألم لا يقل تأثيرا عن ألم القتل والتدمير الذي يتعرض له على أيدي الصهاينة، نحن عرب ونحن مسلمون، وأنا أتوقع من كل هذه الامة ان تقف الى جانبنا، بينما الحكام العرب في احسن اوضاعهم وهم يكتفون بتصريحات متفاوته او بعض الاتصالات، لكن مع الاسف ان صور اشلاء الاطفال ودموع النساء لم تحرك ساكنا لهؤلاء الحكام، بالتالي من لم يحركه صور القتل والدمار والاشلاء الاطفال نعتقد انه ليس علينا ان ننتظر منه الكثير، اليوم نعول على صمود شعبنا، على بسالة مقاومتنا، هذه البسالة وهذا الصمود الذي لا زال مستمرا لنحو 14 شهرا متواصلا، وهذا هو بالنسبة لنا هو الانتصار الحقيقي على نتنياهو، هذا عنوان الفشل لنتنياهو في ساحة القطاع، وايضا قبل ذلك نعول على الله سبحانه وتعالى وننتظر من الامة، الأمة بمعنى الشعوب، لا زال لدينا أمل لأن المعركة لازالت مستمرة.
العالم: دعوتم اكثر من مرة ومنذ الطوفان الى تحرك الشعوب.. هل تعتقدون ان التحرك الشعبي العربي والاسلامي الواسع مدعوم بموقف رسمي قد يحدث تغييرا في معادلة الصراع مع الاسرائيلي؟.
سامي أبو زهري: ليس علينا ان نفقد الامل في هذه الامة، نحن جزء من هذه الامة، وهي أمة عظيمة وان كانت قصرت لاعتبارات معروفة، لكن نعتقد انه يمكن ان يكون هناك تغيير وممكن ان يكون هناك استنهاض، اليوم المعركة لازالت قائمة، اذا كان هناك تقصير على مدى 14 شهرا بإمكان من يريد ان يفعل، ان يفعل، من يريد ان يستدرك فاليستدرك، المسالة ليست مسالة سلاح هناك اشكال كثيرة لهذا الاسناد، اليوم الناس في امستردام ما الذي فعلوه، هؤلاء حولوا الصهاينة في كل مكان الى مطاردين الى منبوذين، ليس فقط المسألة يجب ان تكون محسوبة اما ان نستخدم السلاح او لا استطيع ان استخدم السلاح، لا هناك اشكال كثيرة، هناك الجهاد الالكتروني، مثلا الشباب الذين لديهم قدرات عالية في مجال التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي هؤلاء بامكانهم ان يفعلوا الكثير لشل هذا الاحتلال اين هم؟، جنوب افريقيا ما فعلته هو مجرد دعوى امام محكمة العدل الدولية، هذا الامر جعل الاحتلال لأول مرة في تاريخه مطلوب امام المحاكمة الدولية، الدول التي قدمت طلب اتهام امام محكمة الجنايات الدولية، اليوم "نتنياهو" أصبح مجرم حرب، هناك أشياء كثيرة تستطيع الدول فعله، وتحديدا الشعوب العربية والاسلامية على الصعيد يعني الاعلام الاجتماعي على صعيد الجانب القانوني على جاء صعيد الجانب الاعلامي وعلى صعيد طبعا القتال وهذا ما فعلوه الاخوة اليمنيين، اليمن ليست اغنى بلد عربي، اليمن هي من افقر الدول العربية، ورغم ذلك تعاملت بنخوه ومسؤولية كبيرة ووقفت الى جانب غزة وتحدت الاستهداف الامريكي والبريطاني والاسرائيلي واستهدفت الاحتلال في عمقه ولأول مرة في تاريخ الحوض البحر الاحمر يتم شل الملاحة الاسرائيلية او ملاحة الدول الموالية للاحتلال، الامة لديها امكانات كبيرة وتستطيع ان تفعل، اما ان نحصر الجهود بحزب الله وانه فعل او لم يفعل، اعتقد ان هذا فيه ظلم للحقيقة، اليوم الجمبع مطالب والجميع يستطيع ان يكون له دور فاعل.
العالم: بما يتعلق بالحراك القانوني واشرت الى جزء كبير من هذا الحراك وملاحقة "نتنياهو" وغالانت وقادة الكيان.. هل تتواصلون مع جهات عربية مع جهات دولية وقانونية بهذا الاتجاه من اجل تفعيل هذه الملاحقات بشكل اكبر والسير بخطى قانونية من اجل تجريم قادة الاحتلال لانه المطلوب ملاحقته ليس فقط "نتنياهو" و"غالانت" وانما كل جندي قاتل وقتل الاطفال الفلسطينيين؟.
سامي أبو زهري: هناك جهد كبير يبذل في سياق الملاحقة القانونية للاحتلال، اليوم ان يتم اتهام "نتنياهو" و"غالانت" كمجرمي حرب وطلب اعتقالهما ليمثلا امام العدالة الدولية هذه خطوة كبيرة متقدمة في سياق المعركة بيننا وبين الاحتلال الصهيوني، طبيعي اذا تم محاكمة أو طلب رئيس الكيان للمحاكمة طبيعي ان توجه محكمة الجنايات الدولية احكاما او تهما لكل قادة الاحتلال وخاصة القادة في جيش الاحتلال، هذا شيء طبيعي واليوم في رعب حقيقي لدى كل المسؤولين السياسيين والعسكريين من السفر خارج فلسطين المحتله نتيجه ما حدث، المسألة طبيعي ان لا تقف عند حدود "نتنياهو" و"غالانت" اليوم الجميع يشعر بالقلق من الخروج خارج فلسطين المحتلة وهذا انجاز كبير والمسألة لا تقتصر على حدود دور محكمة الجنايات الدوليةـ في المحاكم المحليه للدول التي يسافر اليه قادة الاحتلال في كل دول اوروبا المحاكم المحلية، يستطيع اي محامي ان يقدم ادعاء ضد المسؤولين الصهاينه في حال زيارتهم لهذه الدول وملاحقتهم قانونيا، لذلك نحن امام فرصة كبيرة في هذا السياق.
العالم: بما يتعلق بقيادة حماس في الخارج والاخبار التي انتشرت بخصوص تواجد قيادة الحركة في قطر.. وخبر الطلب القطري بالمغادرة ثم تم نفي هذا الخبر.. الغريب بان وكالات عالمية اكدت هذا الخبر في اكثر من مرة.. هل يمارس عليكم ضغوط بشان محل اقامتكم وما هي الخيارات لدى حماس بهذا الاتجاه ؟.
سامي أبو زهري: الحديث عن خروج قادة الحركة من قطر، كله كلام اعلام، لا علاقه له بالحقيقة، قاده الحركة موجودون في الدوحة لا جديد في هذا الموضوع هم يقيمون ويتنقلون من والى الدوحة بأريحية، لا يوجد اي تغيير في هذا الموضوع، ونحن نثق بالمواقف القطري القوي والمنصف لشعبنا الفلسطيني والمتوازن في كل المراحل السابقة، ولذلك نحن نعتبر انه ما جرى من تسريبات اعلامية ليس له قيمة وعلى الارض من ناحية الواقعية الحقيقيه لا تغير فيما يتعلق بموضوع اقامة قادة حماس.
العالم: الا تخشى حماس بان يمارس عليها ضغوط بهذا الاتجاه خصوصا وان قيادة الحركة متواجده في الخارج.. ماذا لو مورست ضغوط حقيقية؟.
سامي أبو زهري: أولاً لا جديد فيما يتعلق بموضوع اقامة قادة حماس في الدوحة وهم يقيمون ويتنقلون منها واليها، وثانياً حركة حماس هي مؤتمنة على حقوق شعبنا ومبادئ وسياسات الحركة ولا مجال لمقايضة هذه المبادئ والمواقف السياسية بأي اثمان أو مصالح اخرى وحماس جاهزة لكل الخيارات ولكل المستجدات مع ثقتنا بسلامة موقف الاشقاء القطريين.
العالم: في ظل المجاعة التي تتعرض لها غزة.. ما هي رسالة حماس للامتين العربية والاسلامية لوقف هذه المجاعة خصوصا اهلنا في غزة باتوا يعانون الجوع بشكل حقيقي وليس مجرد تعبير مجازي؟.
سامي أبو زهري: اليوم نقول لحكام هذه الامة، نقول لابناء هذه الامة جميعا، انتم مسؤولون عن ما يجري في غزة، صحيح أنه بات واضحا ان الجيوش لن تتحرك ولا مجال لان تتحرك، وبتنا لا ننتظر تحرك اي جيش عربي باتجاه غزة لتحريرها، لكن انتم تستطيعون ان تقدموا الكثير اقل شيء ان توفروا الزاد والطعام والوقود والدواء والخيام والملابس وكل أشكال الاغاثة لغزة، جريمة ان لا يقوم العرب شعوبا وحكومات بهذا الدور، اذا كنتم لا تستطيعون ان تقدموا الرصاص، أقل شيء ان تقدموا الطعام والدواء والاغاثة بشكل عام، اليوم الأمة جميعاً شعوبا وحكومات عليها ان تتحمل مسؤولياتها، نقول غزة تقتل بسيفين، سيف قنابل الاحتلال ورصاصه، وسيف هذا الخذلان العربي، واليوم يكفينا سيف واحد، لا يعقل ان تبقى غزه تواجه الموت وتواجه البرد معا بلا خيام بلا ملابس مع الجوع مع انعدام أي امدادات للعلاج وعدم القدرة على العلاج لذلك اليوم اقل القليل هو اغاثة غزة اغاثتها بكل ما تحتاجه من جوانب انسانية.