العالم - خاص العالم
الاحتلال يتلكأ في تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى
وفي مقابلة خاصة على قناة "العالم" الإخبارية، أكد طاهر النونو أن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، والتي تستمر لمدة 42 يومًا، تواجه تعطيلًا متعمدًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الاحتلال لا ينفذ جميع التزاماته المتفق عليها، باستثناء عمليات تبادل الأسرى التي حاول التلاعب بها أيضًا، ومضيفا: "نحن ملتزمون بكل بنود الاتفاق، ولكن الاحتلال يعطل كل خطوة ويحاول الالتفاف حول الاتفاقيات".
المساعدات الإنسانية: سياسة القتل البطيء
وتحدث النونو عن تأخر دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض واستخراج الجثامين، موضحا أن المساعدات التي دخلت إلى شمال القطاع محدودة ولا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية.
كما أشار إلى أن الاحتلال يمنع دخول الوقود والإمدادات الحيوية، مما يجعل حياة المواطنين في غزة "أمرًا غاية في الصعوبة"ن واصفا هذه الممارسات بأنها "قتل بطيء" للشعب الفلسطيني.
نداء إلى المجتمع الدولي
ودعا النونو المجتمع الدولي والوسطاء إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ التزاماته، مؤكدا أن التصريحات الإسرائيلية، خاصة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف إلى إفشال الاتفاقيات. وقال: "نحن حريصون على نجاح المفاوضات، ولكن الاحتلال يتلاعب ويحاول تأجيل كل شيء. هذه الأساليب غير مقبولة".
إقرأ أيضا: قائد الثورة الاسلامیة: انتصار أهالي غزة هو انتصار على أميركا
المرحلة الثانية: إدارة قطاع غزة وقضايا الحكم
وأوضح المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن المرحلة الثانية من المفاوضات ستتناول قضايا مثل استكمال وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة، مؤكدا أن إدارة القطاع هي شأن فلسطيني داخلي ولا علاقة للاحتلال به.
وأشار إلى أن حركة حماس مستعدة للشراكة في تشكيل حكومة توافق وطني أو لجنة إسناد مجتمعي لإدارة غزة بشكل مؤقت.
حوارات القاهرة وموسكو: محاولات لتحقيق الوحدة الوطنية
وكشف النونو عن الحوارات التي جرت في القاهرة وموسكو وبكين، والتي أسفرت عن اتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني. ومع ذلك، أشار إلى تراجع بعض الأطراف، خاصة حركة فتح، عن هذه الاتفاقيات.
وأضاف: "قدمنا 42 اسمًا لتشكيل لجنة إسناد مجتمعي، ولكن هناك تراجع من الأخوة في فتح".
رفض مخططات التهجير: صمود شعب غزة
وتناول طاهر النونو مخططات التهجير التي حاول الكيان الصهيوني تنفيذها منذ الخمسينيات، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني في غزة صامد رغم كل الظروف.
وأشار إلى أن العالم شهد كيف عاد أهالي غزة إلى ديارهم سيرًا على الأقدام في "طوفان العودة". وقال: "شعب غزة قدم أكثر من 50 ألف شهيد ودُمرت بيوته، ولكنه ما زال صامدًا. هذه المخططات لن تنجح".
مقاومة الاحتلال واستمرار النضال
وأكد النونو أن حركة حماس هي في الأساس حركة مقاومة مهمتها تحرير فلسطين. وأشار إلى أن إدارة قطاع غزة كانت نتيجة انتخابات حرة وديمقراطية، وأن الحركة مستعدة لتسليم الإدارة لأي حكومة توافق وطني فلسطينية.
وشدد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مشاريع تهجير أو إخضاع، وسيستمر في نضاله حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
الاحتلال في حالة ارتباك غير مسبوقة
وأشار طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلى أن طرح الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين إلى دول مثل السعودية يدل على "حالة ارتباك غير مسبوقة" لدى قيادته.
وأوضح أن الاحتلال كان يتحدث سابقًا عن اتفاقيات التطبيع مع دول المنطقة، بما في ذلك السعودية، لكنه الآن يريد تهجير الفلسطينيين إلى نفس هذه الدول، مما يقضي على آماله السابقة. وقال النونو: "هذا الطرح يظهر أن الاحتلال يتحرك في اتجاه ونقضي في اتجاه آخر، وهو عدو لكل مكونات الأمة العربية والإسلامية".
شاهد المزيد.. قيادي بحماس: صمود الشعب الفلسطيني في ارضه سيفسد مخطط ترامب
تهجير الفلسطينيين: طرح غير منطقي
ووصف النونو طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهجير سكان قطاع غزة بأنه "غير منطقي"، مؤكدًا أن نتنياهو أصبح لديه هاجس باسم قطاع غزة وكيفية التخلص منه، حتى لو كان ذلك يناقض أبسط القوانين الدولية. وأضاف: "هذا الطرح يؤكد أن الاحتلال لا يمكن أن يكون صديقًا، بل هو العدو الرئيسي والوحيد لأمتنا".
دور الجمهورية الإسلامية وجبهات الإسناد
أكد النونو أن الجمهورية الإسلامية في إيران وجبهات الإسناد في المنطقة كانت شريكًا أساسيًا للمقاومة الفلسطينية في معركتها التاريخية. وأشار إلى أن إيران قدمت دعمًا مباشرًا في عمليات مثل "الوعد الصادق 1 و2"، كما أشاد بدور حزب الله في لبنان، قائلًا: "الشهيد حسن نصر الله وباقي شهداء حزب الله قاتلوا جنبًا إلى جنب مع المقاومة الفلسطينية". كما ذكر دور أنصار الله في اليمن، الذين أوقفوا حركة التجارة الموجهة للاحتلال عبر البحر الأحمر، ودور المقاومة العراقية في دعم القضية الفلسطينية.
المقاومة لن توقع على استسلام
وشدد النونو على أن المقاومة الفلسطينية لن توقع على أي اتفاق استسلام مع الاحتلال، قائلًا: "جرب الاحتلال كل أنواع الضغوط وفشل، وظن أننا في موقف المحاصر، لكننا رفضنا كل مشاريع الاتفاقات التي قدمها". وأكد أن المقاومة ماضية في نضالها ولن تخيفها تهديدات نتنياهو، مشيرًا إلى أن ما فشل فيه الاحتلال في الماضي لن ينجح فيه في الحاضر.
دعوة إلى العقلاء في العالم
ودعا النونو العقلاء في العالم إلى المساهمة في وقف الحرب على غزة، مؤكدًا أن المقاومة لن تتراجع عن حقوق الشعب الفلسطيني. وقال: "نحن ماضون في نضالنا، وسنبذل كل جهد لتثبيت ما وصلنا إليه". وأكد أن الشعب الفلسطيني والمقاومة لن يقبلوا بأي مشاريع تهجير أو إخضاع، وسيواصلون النضال حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
خاتمة: صمود المقاومة وتحديات المستقبل
اختتم النونو حديثه بتأكيد أن المقاومة الفلسطينية ستواصل نضالها بكل قوة، مدعومة بجبهات الإسناد في المنطقة. وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حلول تمس حقوقه الوطنية، وأن المقاومة ستظل الدرع الحامي لهذه الحقوق حتى تحقيق النصر النهائي.
المزيد في الفيديو المرفق..