العالم – خاص بالعالم
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار قطع إمدادات الطعام والوقود والأدوية وغيرها من المساعدات عن أكثر من مليوني فلسطينيين من سكان القطاع، مما وضع المنظمات الإنسانية في حالة استنفار لمحاولة توزيع الإمدادات المتناقصة على الأكثر احتياجا
وقال أحد المواطنين الغزيين "المعاناة سوف تزداد بعد قرار الاحتلال بإغلاق المعابر.. منذ بداية الحرب هو ماسك في الخطوة هذه.. يحاول الاحتلال دائما أن يجوعنا، ونح خائفين من تجويع الشعب طبعا من قلة المساعدات ومن قلة المواد الغذائية."
من جانبه قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف: "هي جريمة حرب و جريمة ضد الإنسانية، تطال بتأثيراتها كل سكان قطاع غزة، تضفي معاناة جديدة فوق المعاناة التي يعانيها سكان قطاع غزة جراء حرب الإبادة التي مارسها الاحتلال على مدى 15 شهرا."
وأضاف معروف أن هذه الاجراءات تمثل جريمة حرب و جريمة ضد الإنسانية حيث تؤثر بشكل مباشر على أكثر من مليونين و400 ألف شخص، ولفت معروف إلى أن سكان غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء، حيث يعتمدون بالكامل على المساعدات الغذائية التي توقفت بسبب العدوان، بالإضافة إلى تاثيرات على إمدادات المياه حيث تعجز البلديات عن تشغيل الآبار ومحطات التحلية بسبب نقص الوقود.
إقرأوا أيضا.. سلامة معروف: الاحتلال يواصل الحرب والقتل في قطاع غزة باشكال مختلفة
وأشار رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن المنظومة الصحية تواجه صعوبات كبيرة في تقديم الرعاية بسبب نقص الوقود والأدوية، مما يعرض حياة المرضى والجرحى للخطر.
وكان للقرار الإسرائيلي بإغلاق المعابر ووقف تدفق المساعدات آثار فورية على الغزيين الذين سيطرت عليهم حالة من الشك وعدم اليقين بشأن ثبات وقف إطلاق النار ومخاوف من عودة إسرائيلية للحرب، لكن تبعات هذا القرار انعكست على حالة الأسواق في القطاع، فاختفت منها الكثير من السلع والبضائع، وشهدت قفزة كبيرة في الأسعار.
وتشير تقديرات صادرة عن هذه الهيئات إلى أن الحرب فتكت بالغالبية من الغزيين الذين يعتمد نحو 80% منهم على المساعدات الإنسانية بعدما فقدوا مصادر رزقهم ومدخراتهم بفعل تداعيات الحرب والحصار والنزوح.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن تمويل الاستجابة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لا يزال يشكل تحديا كبيرا، حيث تم تأمين أقل من أربعة في المئة من المبلغ اللازم لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية هناك والبالغ 4 مليارات دولار.
وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن الاحتلال يستخدم المساعدات الإنسانية كأداة حرب ويعيق مرة أخرى وصول المساعدات ويستخدمها كورقة مساومة وهذا أمر غير مقبول وصادم وستنتج عنه عواقب مدمرة.
وتتهم هيئات محلية ودولية الاحتلال باستخدام المساعدات الإنسانية كسلاح تفاوضي للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة بأقل الأثمان في مقابل السماح بتدفق هذه المساعدات، وذلك في محاولة إسرائيلية للتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية المقررة في اتفاق وقف إطلاق النار.
هذا وأعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقها العميق إزاء إيقاف سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات والسلع إلى قطاع غزة وطالبتها بالتراجع عن هذه الخطوة والانخراط مع الأطراف الاخرى في التفاوض على المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..