يوم أخرجنا

شهود وذكريات مروّعة للتصعيد الإسرائيلي على مدينة صور اللبنانية!

الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠٢٥ - ٠١:١٢ بتوقيت غرينتش

فيلم وثائقي من إنتاج قناة العالم 2025 يعرض مشاهد حقيقية يرويها مواطنون في لبنان عاشوا تفاصيل مرعبة في الـ23 من ايلول عام 2024، يوم أخرجوا من بيوتهم بفعل العدوان الإسرائيلي.

العالميوم أخرجنا

كان من المفترض أن يكون يوم الثالث والعشرين من أيلول يوماً ميدانياً للتغطية الصحفية للمراسلة فاطمة بسام، لكن عجلة الوقت تغيرت فجأة، وهذه المرة بتوقيت مدينة صور وجوارها التي تلقت أقصى الضربات الجوية في اليوم الأول من حرب أيلول.

وبسؤال الصحفية فاطمة بسام عن آخر مرة جاءت فيها إلى مدينة صور قالت: لقد مررت بصور بعد وقف إطلاق النار، لكن هذه أول مرة نتمشى في صور. كنا نعلم أنه يحدث شيء غريب وتصعيد عسكري، لكن لم يخطر ببالنا أن يحدث تصعيد بهذا العنف حيث كنا على الكورنيش واقفين أول ما وصلنا. نزلنا إلى الكورنيش وكنا نرتدي اللباس الخاص بالصحافة "سترات الصحافة". كانت أول مرة ألبس السترة، أول مرة في حياتي أكون مراسلة حرب، لأنه في الحرب السابقة عام 2006 كان عمري 10 سنوات"..

خروج اللبنانيين من صور وبنت جبيل باتجاه مدينة بيروت تحت قصف الإحتلال

مشهد خروج المواطنين من قرى صور وبنت جبيل باتجاه مدينة بيروت مروراً بمدينة صور أدى إلى ازدحام تجاوز الستة عشر ساعة وسط قصف طائرات الاحتلال.

وقالت الصحفية فاطمة بسام :"ذلك اليوم كانت فيه مشاعر مختلطة. أعتبر أنه عندما تكون في موقع معين، عليك أن تكون صحفياً على الأرض تنقل ما يحدث. يُفترض أن تكون أكثر شجاعة من الآخرين، لأنه إذا كنت خائفاً لا يمكنك أداء عملك.

وأضافت : ربما كانت هذه أكثر مرة شعرت فيها أنني قد أموت. كنا نعد الغارات التي تنزل: غارة هنا، غارة هناك. كنا نوعاً ما قادرين على تحديد أين تنزل الغارات، في بزبقين، بشعيتية، القليلة، المنصورة، الناقورة. كنا قادرين على رؤية كيف تنزل هذه الغارات.

شاهد أيضا.. قصة العدوان الإسرائيلي على بلدة أنصار جنوب لبنان وصمود المسعفين

الشهيد الرقيب علي صفي الدين

ولفتت الصحافية فاطمة بسام:" حوالي الساعة الرابعة، ساد شعور بأن الإسرائيليين قد يدخلون. "مشيرة لصورة زوجها الشهيد علي صفي الدين"، ذاهبون الآن إلى المقبرة لزيارة علي. كل شيء تغير، لم يبق شيء كما هو. دُفن قبل شهر تقريباً، وها نحن نعود الآن لبناء بيت.

وقالت : في نفس اليوم، الثالث والعشرين، كنت أنا والشهيد علي على السطح نتفرج. ظننا أنه كالعادة، لكن نزلنا بسرعة لشدة الضربة. أدخلنا الأولاد إلى الداخل وتوجهنا إلى بيروت. بقينا حتى الساعة 11 أو 12 ليلاً. كان الازدحام شديداً، الأولاد ناموا في السيارات. كان الأمر أشبه بالحلم، لم يفكر أحد في أخذ أي شيء معه، حتى الماء. كنا ذاهبين إلى مكان لا نعرفه، غير عارفين مصيرنا أو وجهتنا".

وتابعت الصحافية فاطمة بسام :"عندما قررت الخروج، كان هناك خطر علينا. كان الخيار غير واضح بين البقاء في مدينة صور أو المغادرة. كان خوفي الأكبر أن أعلق في صور ولا نتمكن من الخروج إذا تم قطع الاتصالات أو الطرق. كان احتمال تعرضنا للاستهداف ونحن في الطريق وارداً جداً، لكنني فضلت هذا الاحتمال على البقاء وعدم إمكانية الخروج من صور.

وعرض البرنامج لحظة استهداف مدينة صور بصواريخ بشكل مفاجئ دون سابق إنذار حيث أن خمسة صواريخ سقطت بالقرب من استراحة صور.

وأوضحت الصحافية فاطمة بسام:" ما حدث معنا أنه أولاً توقف الإرسال على الطرقات تماماً. لم نعد نعرف الطريق أو ما يحدث أمامنا أو خلفنا. لم نكن نعرف إن كان الإسرائيليون قد دخلوا أو ضربوا أمامنا.

وتابعت:"بكيت ربما لأنني خفت أن أعلق مثل حرب تموز. كان المشهد مخيفاً جداً، خاصة عندما كان هناك استهداف لمنطقة الغازية. كانت الاستهدافات تحدث على جانب الطريق، والسيارات في وسط الطريق.

لم ينزح كل أهالي مدينة صور، بل باتت حاراتها القديمة قبلة لأهالي المدينة. في حي الرمل، قُصف أكثر من خمسين مبنى سكنياً وسقط العشرات من أبنائها شهداء ثمناً لصمودهم. تحول شاطئها إلى مقابر جماعية سوداء لأهالي القرى التي لا زالت محتلة.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...