العالم - فلسطين
وكان من بين القتلى الجنود كانت 14 من وحدة النخبة الاستخبارية الخاصة 8208، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
خلال تقرير تلفزيوني امتد لأكثر من 18 دقيقة، التقت القناة بأربعة جنود إسرائيليين فقط ممن نجو من العملية، وبثّت صورة جماعية لأفراد الوحدة التُقطت في نوفمبر 2023، وظهر فيها الجنود الذين هلكوا وقد تم تظليل صورهم باللون الرمادي، بينما بقي أربعة فقط على قيد الحياة.
وصف التقرير المشهد بأنه "من أصعب ما يمكن أن يُعرض"، إذ تم فقدان أغلب عناصر وحدة واحدة دفعة واحدة.
وبحسب شهادة أحد الجنود الفارين، فإن الوحدة كانت تعمل على تفخيخ 33 مبنى في المخيم لتفجيرها دفعة واحدة بعد الانسحاب.
إقرأ أيضا| شاهد..القسام تنشر رسالة لأسير إسرائيلي من داخل الأنفاق
وتم التعامل فعليا مع 31 مبنى، لكن خلال التمركز في المبنيين الأخيرين، اللذين اعتُبرا "الأكثر أمانا"، وقع الكمين القسامي.
وقال الجندي "فوجئنا بفلسطيني يخرج من نفق قريب ويطلق قذيفة (آر بي جي)، باتجاه أحد المباني، ما أدى إلى انفجار المتفجرات داخله، ومعه المبنى الثاني أيضا، فكانت النتيجة كارثية ، وفيما بعد، استهدف دبابة ميركافا بقذيفة أخرى، ما أدى إلى هلاك عدد إضافي من الجنود".
وبدأت قوات الاحتلال عملية إخلاء استمرت لساعات طويلة لانتشال الجثث، وسط حالة من الصدمة العسكرية.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام في بيان رسمي آنذاك، أنها نفذت عملية نوعية مدبرة بدقة شرق مخيم المغازي، استهدفت خلالها قوة هندسية إسرائيلية كانت تتحصن داخل أحد المباني.
وأكد البيان "أن مقاومي القسام، أطلقوا قذيفة مضادة للأفراد على المنزل المفخخ، مستهدفا الذخائر والمعدات داخل المبنى، مسببا للإنفجار و الانهيار الكامل للمبنى، ما أسفر عن مزيد من القتلى والجرحى.
كما تم استهداف دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105".
الصدمة في الكيان الصهيوني : يوم "الـ 21 قتيلا"
وصفت وسائل الإعلام العبرية ذلك اليوم بأنه "اليوم القتالي الأكثر دموية" منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر 2023، فيما أعلن جيش الاحتلال هلاك 24 جنديا خلال 24 ساعة، 21 منهم في عملية المغازي وحدها. ويُعتقد أن الواقعة تمثل واحدة من أفدح خسائر "إسرائيل" البشرية في عملية واحدة منذ حرب 2006.
تضارب الأرقام وتكتم رسمي
تشير أرقام الجيش الإسرائيلي الرسمية إلى أن عدد القتلى منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ 849 جنديا، فيما قُدر عدد الجرحى بـ نحو 5800، منهم 862 بإصابات خطيرة.
ومع ذلك، تتهم تقارير فلسطينية ودولية الجيش الإسرائيلي بإخفاء الخسائر الحقيقية، في ظل رقابة عسكرية صارمة مفروضة على وسائل الإعلام الإسرائيلية.
إبادة مستمرة بدعم أميركي
يأتي هذا كله في سياق العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي أسفر حتى الآن عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل حصار خانق ومنع إدخال المساعدات، بدعم سياسي وعسكري مطلق من الولايات المتحدة.