العالم - مراسلون
بعد أكثر من 40 عامًا من القتال مع الدولة التركية، أعلن حزب العمال الكردستاني حل نفسه رسميًا، ونزع السلاح، وإنهاء كافة الأنشطة التي تُمارس باسمه.
القرار صدر عن المؤتمر الثاني عشر للحزب الذي عُقد بين الخامس والسابع من مايو/أيار، وجاء استجابةً لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، المعتقل منذ عام 1999، والذي كان قد ناشد التنظيم في رسالة يوم 27 فبراير/شباط بالانتقال إلى العمل السياسي السلمي.
وقالت المتحدثة باسم حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب الكردي في تركيا، عائشة غول دوغان: "تركيا تقترب من عتبة جديدة نحو السلام في ضوء قرارات مؤتمر حزب العمال الكردستاني، ندعو إلى كتابة صفحة جديدة في السياسة تبدأ بإعادة الحياة إلى المسار الديمقراطي من البرلمان، ونوجه شكرنا إلى عبد الله أوجلان وكل من دعم مسار الحل."
وفي أول تعليق رسمي، وصف حزب العدالة والتنمية التركي القرار بأنه “خطوة مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب”، حيث قال المتحدث باسم الحزب عمر غليك إن “التنفيذ الكامل لهذا القرار سيكون نقطة تحول في تاريخ البلاد”.
لكن جهات كردية في الداخل والخارج طالبت بأن لا يُكتفى بإلقاء السلاح، بل يُفتح المجال السياسي أمام القائد عبد الله أوجلان ويُعترف بدوره السياسي لضمان نجاح عملية التحول.
إقرأ المزيد .. الخارجية الإيرانية ترحب بإعلان حل حزب العمال الكردستاني
وقال المحلل السياسي التركي، قاسم الاجان: "أعتقد أن حل حزب العمال الكردستاني سيكون له تبعات ونتائج إيجابية فيما يتعلق بالأمن القومي التركي، الآن يجب العمل من جديد على احتواء كافة الطوائف والجماعات في العمل السياسي بما يخدم مصالح تركيا ويعزز من قدرتها على العمل الدبلوماسي الدولي، وبما يساعد في تعزيز موقفها كدولة سيادية ووازنة في محيطها العالمي."
يشار الى ان حزب العمال الكردستاني تاسس عام 1978، وأطلق حملته المسلحة عام 1984، ما أدى إلى صراع دموي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.
وشهدت السنوات الأخيرة محاولات متكررة للتهدئة، أبرزها في 2013 عندما بدأ حوار مباشر بين الحكومة التركية وعبد الله أوجلان. إلا أن تلك المحاولات فشلت بسبب غياب الإرادة السياسية من الطرفين.
حلّ حزب العمال الكردستاني نفسه خطوة غير مسبوقة في مسار القضية الكردية في تركيا، لكنها لن تكون كافية ما لم تقابلها استجابة سياسية واضحة من الدولة، تبدأ من البرلمان وتنتهي بإطلاق مسار مصالحة شامل.