(...) هذا ما قاله نتنياهو عن رئيس الشاباك المُعيَّن، ديفيد زيني. لكن الصدمة التي أصابت الغالبية في كيان الاحتلال دفعت بذوي الأسرى الإسرائيليين، والمعارضين، وحتى قادة الجيش والأمن السابقين، إلى انتقاد هذا التعيين.
زيني، المستوطن، ابن الحاخام وحفيد الحاخام، الذي يسكن في هضبة الجولان السوري المحتل، أعلن عن سياسته المقبلة بتأكيده أن الحرب في قطاع غزة أبدية، بالإضافة الى معارضته لأي تفاوض مع المقاومة الفلسطينية.
وقد ظهرت أهداف نتنياهو من هذا التعيين بشكل واضح؛ فالرجل سيكون أداة طيعة في يد نتنياهو، وسيسهم في تحقيق الأهداف المرجوة، وعلى رأسها تجاوز فضيحة "قطر غيت"، ومواجهة أي صفقة أو تغيير محتمل، بوصفه يتولى رئاسة جهاز الأمن الأهم في الكيان الإسرائيلي.
وقال خبير في الشأن الإسرائيلي، وليد حباس: "هناك نقاش حول حقيقة داخل الكيان، هل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت مغبونة بسبب هيمنة الحكومة عليها أم أنها هي التي أوهمت الحكومة. وهنا نتحدث عن فصل السلطات وقدرة الحكومة في السلطة التنفيذية على السيطرة على مؤسسات الدولة. هذا هو النقاش الحقيقي.
باعتقادي أن تعيين هذا الشخص خطوة الى الأمام باتجاه تحويل الأجهزة الأمنية الى طيعة للسلطة التنفيذية".
لكن التعيين الجديد لرئيس الشاباك، وفق القوانين، يتعارض مع المصلحة العليا للكيان الإسرائيلي، ويشكّل مصلحة شخصية لرئيس الوزراء.
إقرأ أيضا.. شخصية أمنية أثارت الجدل بساحة كيان الاحتلال..من هو؟
هذا، بالإضافة إلى أن التعيين يحتاج إلى مصادقة المستشارة القانونية، التي تخوض معركة مع رئيس الوزراء.
وكما يبدو، فإن التعيين سيواجه اعتراضات من قبل المعارضة الإسرائيلية، قد تُقدَّم إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، خاصة أن زيني يرتبط بأحد رجال الأعمال الإسرائيليين المقرّبين من نتنياهو، بالإضافة إلى أنه لم يأتِ من خلفية أمنية، بل من خلفية عسكرية، ولا علاقة سابقة له بأجهزة الأمن.
وقال الخبير الاستراتيجي، أشرف عكة: "نتنياهو له ملفات كثيرة وشخصية يريد تعيين رئيس شاباك لئلا تتسرب تلك المعلومات الخطيرة لنتنياهو من الفساد وغيره".
أكثر ما يُثار اليوم في تل أبيب أن اللقاء الذي تم بين نتنياهو وزيني بخصوص التعيين، جرى في سيارة رئيس الحكومة، إثر مشاركتهما في احتفال بأحد القواعد العسكرية.
بنيامين نتنياهو يدرك بأن قرار تعيين زيني قد يفشل بقرار قضائي، لكن في كلا الحالتين سيخرج منتصرا.
فإن استطاع أن يمرر التعيين يكون قد جاء الى الشاباك بمن يريد ، وإن فشل في التعيين فهذا سيؤدي الى مزيد من الشرخ في الشارع الإسرائيلي.