وفي تصعيد جديد من لهجة الحرب، لا تبدو روسيا بصدد البحث عن تسوية وسط، بل عن انتصار حاسم. هذا ما يظهر جليا في تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف؛ الذي اشار إلى ان المحادثات مع أوكرانيا ليست من أجل اتفاق سلام، بل لضمان ما وصفه بالانتصار الروسي السريع والتدمير الكامل لما سماه نظام النازيين الجدد في كييف.
وفي لهجة متشددة لا تترك مجالاً للتهدئة شدد ميدفيديف في منشور شديد اللهجة على تلغرام على أن الانتقام أمر لا مفر منه، في إشارة إلى الضربات الأوكرانية التي استهدفت مؤخراً قواعد استراتيجية داخل العمق الروسي، بينها مطارات عسكرية ومواقع يُعتقد أنها مرتبطة بالثالوث النووي الروسي.
ميدفيديف اكد ان هذا ما تناولته المذكرة الروسية في إشارة إلى مجموعة مطالب قدمتها لأوكرانيا في محادثات إسطنبول؛ والتي شملت التنازل عن مزيد من الأراضي وتحول أوكرانيا إلى دولة محايدة وقبولها قيودا على حجم الجيش الأوكراني وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
إلا أنه ورغم التوصل إلى اتفاق مبدئي حول تبادل أسرى وجثث القتلى، لم تُحرز أي خطوة باتجاه وقف إطلاق النار، وسط تمسك روسي بشروط وصفتها كييف بغير الواقعية.
الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بدوره خفف التوقعات، مؤكداً أن التوصل إلى تسوية 'معقد للغاية'، وأن لا قمة متوقعة بين بوتين وزيلينسكي في الأفق، ما لم يتوصل المفاوضون إلى اتفاق أولي.
وفي إطار التصعيد الميداني شنت اوكرانيا هجوما واسع النطاق وصفته كييف بالناجح اخترق عمق الأراضي الروسية لمسافة تتجاوز اربعة آلاف كيلومتر مستخدمة طائرات مسيّرة انطلقت من داخل روسيا نفسها لتفادي أنظمة الدفاع.
ووفق مصادر أوكرانية، أدى الهجوم إلى تدمير ما لا يقل عن 13 طائرة عسكرية روسية، وإلحاق أضرار بعدد آخر، فيما أظهرت صور أقمار صناعية تفجيرات تحت الماء طالت دعائم جسر كيرتش الاستراتيجي الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم.