جاء ذلك في تعقيب للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة على ما كشفته صحيفة /هآرتس/ العبرية، اليوم الجمعة، بأن قادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدروا تعليمات مباشرة لقواتهم بإطلاق النار على الحشود الفلسطينية لتفريقهم أو إبعادهم عن مراكز توزيع المساعدات "رغم أنهم لا يشكلون أي تهديد".
وقال المكتب في بيان: "نؤكد للرأي العام المحلي والدولي أن هذه الشهادات تعد إقراراً داخلياً موثقاً بارتكاب جرائم حرب وجريمة قتل جماعي ممنهجة بحق سكان غزة الذين تم تجويعهم وحصارهم لشهور طويلة".
وأضاف أن "ما جاء في التقرير من أوامر عسكرية مباشرة لإطلاق النار على مدنيين عُزّل لا يُشكلون أي تهديد، واستخدام رشاشات ثقيلة ومدفعية وقذائف ضد تجمعات سلمية تنتظر الغذاء، هو دليل إضافي على أن جيش الاحتلال يمارس سياسة منظمة للإبادة، تحت غطاء كاذب يسمى الإغاثة".
وتابع: "كما تكشف هذه الشهادات أيضاً تورط جيش الاحتلال في التواطؤ مع شركات أمنية ومقاولين لتحقيق مكاسب مادية على حساب دماء الأبرياء".
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المؤسسات الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية، إلى التحرك العاجل لفتح المعابر، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية عبر القنوات الأممية والرسمية دون شروط أو تأخير.
كما دعاهم إلى "تجريم هذه الحوادث التي تؤكد الإبادة الممنهجة، وتقديم قادة الاحتلال وجنوده إلى المحاكم الدولية دون تأخير".
وأكد المكتب أن صمت العالم عن هذه المجازر "يُعد مشاركة فعلية في الجريمة".
وكانت صحيفة /هآرتس/ العبرية كشفت في وقت سابق اليوم أن "قادة (في جيش الاحتلال) أمروا القوات بإطلاق النار على الحشود (الفلسطينيين) لإبعادهم أو تفريقهم (أثناء تجمعهم قرب مراكز المساعدات)، رغم أنهم لا يشكلون أي تهديد".
ونقلت الصحيفة حديثا لأحد الجنود - لم تسمه - وصف فيه الوضع بأنه "انهيار تام للمعايير الأخلاقية في غزة".
ونقلت عن أحد الجنود، لم تسمه قوله: "إنها ساحة قتل، وفي مكان تواجدي كان يُقتل ما بين شخص وخمسة أشخاص (فلسطينيين) يوميًا، وكانوا يُعاملون كقوة معادية".
وباتت الاحتلال يستهدف يوميا منتظري المساعدات في غزة، وتوقع مئات القتلى والجرحى، في استهداف مباشر للقمة عيش الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 أيار/مايو خطة لتوزيع مساعدات محدودة، حيث يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
يأتي ذلك بينما يغلق الاحتلال منذ 2 آذار/مارس بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا يسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.