منذ اليوم الأول الذي اجتاح فيه الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية وشرقي القدس، لم تشهد الضفة تهجيراً ممنهجاً ومنظماً ومرعباً كما تشهده في الأسابيع والأشهر الأخيرة.
هذا ما أكدته الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك، حيث حذرت من أن الضفة الغربية تشهد عملية تطهير عرقي حقيقي، وأشارت إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة مقلقة في الهجمات الاستيطانية تحت حماية قوات الاحتلال، أسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين إلى جانب عمليات هدم منازل ومضايقات ممنهجة.
وقال عمر عوض الله مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة:"هذا التقرير هو انعكاس لواقع الحال الذي حذرت منه دولة فلسطين على مدار أكثر من 21 شهراً، مؤكدة أن "إسرائيل" لديها خطة، وربما جاءت الحكومة الإسرائيلية على أساس هذه الخطة التي تهدف إلى ترحيل الشعب الفلسطيني قسراً من أرضه أو إبادته. وهذا ما نراه في قطاع غزة من إبادة، وما نراه من تهجير قسري في الضفة الغربية، وخاصة في مدن ومخيمات وقرى شمال الضفة الغربية، بما فيها المناطق الأخرى مثل مسافر يطا وغيرها من هذه الأماكن".
مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قالت إن نحو 30 ألف فلسطيني ما زالوا مهجرين قسراً منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على محافظات شمال الضفة الغربية، وتحديداً في جنين وطولكرم في مطلع العام الجاري.
شاهد أيضا.. الأونروا تحذر من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في غزة
ووفقاً للأرقام، فقد أصدر الاحتلال أكثر من 1400 أمر هدم في شمال الضفة فقط خلال هذه الفترة، ووصفت المفوضية هذه الأرقام بأنها مقلقة للغاية.
وقال خليل شاهين وهو كاتب ومحلل سياسي:"المشكلة ليست في المواقف الصادرة عن المنظمات الحقوقية والمنظمات الأممية، بل في مواقف الدول، وخاصة الموقف الأمريكي المنحاز بالكامل لـ"إسرائيل"، والذي يرفض حتى استخدام تعبير "إبادة"، ويحارب الطلاب والمؤسسات وحركات التضامن التي تناصر الفلسطينيين".
منذ العام 1967 لم تشهد الضفة الغربية ما تشهده اليوم، مما يدلل على أن كل يوم تُشن فيه حرب على غزة يُستغل أيضاً لتكثيف عمليات التهجير في الضفة.
الفلسطينيون يجمعون في الضفة الغربية على أن تهجيراً قسرياً قادماً سيطال كافة المدن والقرى والمخيمات، ولن يتبقى للفلسطينيين سوى المدن الفلسطينية المحاصرة، ولكن دون أي أفق للحياة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...