وفيما يتعلق بتقييم التطورات الأخيرة في قطاع غزة، أشارت المواقع الإسرائيلية إلى مقتل ثلاثة جنود في حوادث أمنية وقعت منذ ساعات الصباح الأولى، وتحديدًا في خان يونس وبيت حانون. وفي هذا السياق، أكد الباحث السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، صالح أبو عزة، أنه منذ نحو أسبوعين تنفّذ كتائب القسام وسرايا القدس عشرات العمليات النوعية بشكل يومي، ما يضع بشكل مستمر "فاتورة بشرية ومادية" على مكتب نتنياهو وقيادة الجيش.
وأضاف أن بعض قادة الجيش خرجوا ليصرّحوا بأن هذه العملية العسكرية قد استوفت كامل مجالها، ولا يمكن إحراز أي تقدم إضافي، خاصة في ظل الاجتماعات التي عُقدت داخل كبينات الاحتلال بين الجيش والقيادة الأمنية لتقييم الأوضاع في غزة، والتي باتت – من وجهة نظر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية – تدور في فلك الكارثة.
ولفت أبو عزة إلى أن السبب في ذلك أن عدد القتلى الإسرائيليين والجرحى، إضافةً إلى التدمير المنهجي الذي تمارسه المقاومة الفلسطينية ضد آليات ودبابات العدو، باتت تكلفته مرتفعة.وهذا يقودنا للتساؤل: لماذا يندفع نتنياهو الآن للحديث عن "وقف النار" أو غيره؟
شاهد أيضا.. ترامب يُناقض نفسه: بعد تدمير المنشآت، إيران يمكنها البدء من جديد!
وحول مدى تأثير الضغط الميداني على مسار المفاوضات، أشار أبو عزة إلى أنه لو كنا أمام مقاومة أظهرت ضعفًا أو تراجعًا، لانعكس ذلك تلقائيًا على طاولة المفاوضات. لكن ما نراه هو العكس تمامًا، إذ تتصاعد العمليات مع كل حديث عن هدنة أو اتفاق، وكأن المقاومة تؤكد أنها صاحبة القرار في الميدان، وهي التي تحدد توقيت العمليات بما يخدم مصالحها السياسية.
وأوضح أبو عزة أنه عندما يُطرح السؤال في الجانب الإسرائيلي: "هل نذهب إلى هدنة؟"، فإن أحد أبرز الأسباب التي تدفع باتجاه القبول بالهدنة هو أن المقاومة لا تزال صامدة ولم تُهزم. وفكرة "النصر المطلق" التي وعد بها نتنياهو باتت بنظر قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي مجرّد سراب، لا معنى حقيقي له، وهم يرون أبناءهم يعودون في التوابيت.
وفيما يتعلق بإصرار نتنياهو رغم ذلك في خطاباته على تحقيق أهداف الحرب، وأنه "لن تكون هناك حماس لا فوق الأرض ولا تحتها"، بحسب ما قال مؤخرًا.
وحول هذا الإصرار رغم مؤشرات الفشل والتفاوض قال أبو عزة أنه إذا لاحظنا ترتيب أولويات الخطاب الإسرائيلي، نرى تغيّرًا مهمًا. سابقًا، كانت استعادة الأسرى في ذيل الاهتمام الإسرائيلي. أما اليوم، فهي تتصدر الأولويات، وهو ما غاب لمدة 21 شهرًا. حتى أن جهات إسرائيلية اتهمت حكومة نتنياهو بأنها تتهرب من استرداد الأسرى لتفادي دفع الثمن السياسي والإنساني.
وأضاف: نتنياهو لا يعني بالضرورة أنه تخلى عن أهداف الحرب العامة، لكنه يواجه واقعًا إقليميًا جديدًا، خاصة بعد الخسارة أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المواجهة الأخيرة، رغم كل الادعاءات.هذه الهزيمة لها تداعياتها على الإقليم، وخصوصًا على غزة، سواء أراد نتنياهو أم لا.
وتابع: لاحظنا منذ بداية الحرب كيف تتشابك الملفات: الهجوم على إيران، وتعطيل الدعوة الفرنسية–السعودية لعقد مؤتمر دولي للمضي نحو مشروع الدولة الفلسطينية. كل ذلك يدل على تداخل الملفات الإقليمية، التي لا يمكن فصلها عن بعضها البعض.
كما تطرق البرنامج إلى موضوع مجازر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وعمليات القتل الممنهج لطالبي المساعدات قرب المراكز الأمريكية الإسرائيلية دون رقيب أو محاسبة وهذا ما أشار إليه الإعلام العبري من اوامر يتلقاها الجنود لاطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين قرب هذه المراكز.
كما ألقى البرنامج الضوء على ما كشفه الإعلام العبري من تفاصيل نقاش حاد جرى بين رئيس الأركان زامير، ووزيري الحكومة بن غفير وسموتريتش، خلال الجلسة الأخيرة للحكومة.
ضيف البرنامج:
-صالح أبو عزة الباحث السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية
التفاصيل في الفيديو المرفق ...